دمشق - سورية 24
الأديب حسين عبد الكريم صاحب مسيرة حافلة في كل ميادين الكلمة شعرا ورواية وقصة وإعلاما فضلا على تميز لغته الأدبية التي باتت علامة فارقة تميز نتاجه.سانا التقت الأديب عبد الكريم حيث بدأ اللقاء بعرض رؤيته للشعر معتبرا أن كتابته صعبة تحتاج إلى فروسية كبيرة في الحلم والخيال واللغة في حين أن النظم سهل.ويقارن عبد الكريم بين دور الموسيقا في الشعر قديما وحديثا مبينا أن اللغة والموسيقا وبحور الخليل موجودة قبلنا ولكن الموسيقا في زمننا تتطلب مستوى متألقا من الفتنة والدهشة وإلى تمزيق قمصان اللغة على حد تعبيره.
ويرى مؤلف المجموعة (لأنك تشبهين القصيدة) أن الشعر هو عواطف في النتيجة وأن القصيدة كالأنثى لا تسلم قيادها إلا للعاشق الفارس الجميل فالذين يؤمنون بالقيود لا يمكن لهم ان يقدموا لغة جميلة.وحول كتابة الشعر المحكي يعتبر عبد الكريم انه يحتاج إلى فروسية عالية فهو يستطيع كسر القواعد والقيود واقتحام الأسوار أكثر من الفصيح الذي يتمسك بأناقات كثيرة اضافة إلى تقانات لا يحتاجها المحكي.والإيجاز سمة أساسية في الشعر برأي عبد الكريم كما يحتاج إلى موهبة التخزيق وإتلاف ما نكتب لافتا إلى أن ذلك أهم بكثير من الإبقاء على القصيدة الطويلة ولا سيما إذا لم تكن تمتلك في كل مفاصلها الأحلام الجميلة والمدهشة أو لم يحمل في كل مقطع أو بيت فكرة إضافية.
وردا على سؤال حول كتابته للرواية إلى جانب القصيدة يبين أن الشاعر يميل احيانا إلى كتابة العمل الروائي لأن ثيابه فضفاضة تتسع لهموم ما يضيق به الشعر أحيانا أما الرواية فتحتمل الكثير من الأجناس ضاربا على ذلك مثالا روايته (حطابون في غابات النساء) التي حملت الكثير من الشعر في طياتها وكذلك روايته الأخرى قيد الصدور التي قال فيها: “أعتذر منك أيتها الرواية إنني جئت إلى أعصابك بعربدة القصيدة”.ولكن بعض الأماكن في الرواية بحسب عبد الكريم لا تحتاج إلى شعرية بل إلى تعقل وقناعات في اللغة والحدث والسرد والسيرة أما الشعر فهو جنون على حد تعبيره ويحتاج إلى كسر حيطان المعنى اللغوي باتجاه ولادات لغوية جديدة.
ويوضح عبد الكريم أن الروائي تربطه بأبطاله مصائر وحب وعلاقات صراع لأن الشخصيات في الرواية تعلمنا كيف نكتب لافتا إلى أنه تعلم من الشيخ خليل أحد أبطاله في (حطابون في غابة النساء) عشقه وإبداعه وصبره وسعة قلبه.وحول كتابته القصة أوضح عبد الكريم أن الحب هو وعاء القصة ولا نستطيع أن نكتب دونه ففي مجموعته (لا يتسع لغير الخوف) سعى لمزج الخوف بالحب عبر رموز مثل الرغيف لأنه يمثل البقاء واننا نخاف على اللغة ومنها لأنها تحتاج إلى فروسية عالية لا يخوضها إلا الشجعان.وللمرأة مكانتها في أدب عبد الكريم حيث يشبه المرأة في نتاجاته بالوطن كما أنها تؤرخ للمحاسن الكبيرة التي يبحث الرجل عنها فهي تعلمنا حب الجمال والتعلق بالوطن والتضحية لأجله.
وحول تكريمه من قبل وزارة الثقافة في عيد تأسيسها الأخير وصف عبد الكريم ذلك باللفتة الكريمة من الثقافة وتحية لما يكتنزه من أحلام وعواطف وصلت إلى الناس واحتفاء بالإبداع بكل أشكاله لأنه حماية وسياج للوطن.
قد يهمك ايضا
مبدع وناقد في مكتبة الأسد يستضيف الشاعرة أسمهان الحلواني
تعزيز ثقافة المقاومة في الأدب خلال مؤتمر اتحاد الكتاب السنوي
أرسل تعليقك