دمشق -سوريه24
الرسم بالخيوط فن تطبيقي يعتمد على تثبيت مسامير على سطح أملس “خشبي” ثم الربط بينها بخيوط ملونة لتعطي شكلاً ما وتحول مع ستينيات القرن الماضي إلى حرفة زخرفية عبر جهود عدد من الفنانين حول العالم آخذاً أشكالاً عدة أغلبها ذهبت للأسلوب التعبيري.
نهاد العيسى أحد الفنانين السوريين القلائل الذي اشتغل على هذا الفن بأسلوب مختلف فاستخدم مع الخشب والمسمار خيوطاً متنوعة ومنها ما هو مقصب وحريري وأخرى من نوع “دي أم سي” ليصل إلى تكوينه التشكيلي المبتكر مقدماً ما يختلج في أعماقه وخياله.
ويعيد الفنان العيسى في حديث مع سانا الثقافية أصول هذا الفن إلى العصر الأندلسي موضحاً أنه كان يستخدم لتزيين القصور وفق جمالية يكونها الفنان حسب ما يتلاءم مع واقع البيئة والمجتمع.
ولفت إلى أنه مع العصور تحول إلى فن الخيوط الوترية أي صار يأخذ أشكالاً متباينة غير الخط المستقيم وانتشر في الوطن العربي لكنه أهمل لفترة طويلة وانتقل إلى أوروبا حيث أخذ دوراً مهماً هناك ثم عاد إلينا عبر البعثات الأوروبية.
وحول كيفية تعاطيه مع هذا الفن قال العيسى: “أتعامل مع الرسم بالخيوط بعاطفة إنسانية كبيرة وفي أكثر الأحيان أشعر بأنني بحاجة لأكون لوحة فأضع خطوطها الأولية ثم أشتغل على إنجازها الذي قد يطول أياماً كثيرة وأحياناً ألجأ إلى النقل فإذا أعجبتني صورة أو حالة مجسمة فمن الممكن أن أنقلها وأضيف إليها أشياء من خيالي”.
ويؤكد أن الرسم بالخيوط فن قابل للتطور بشكل كبير حيث شاع حالياً استخدام خيط النحاس الرفيع والذي يسمى بالسلك وأصبح واحداً من أسس فنه.
كما يرتكز الرسم بالخيوط على الموهبة مع ضرورة تطويرها بالمراس والاطلاع لتصبح قادرة على العطاء فتنفيذ اللوحة عند العيسى انتقل إلى كثير من حالات الجمال منذ أن كان في شبيبة الثورة إلى أن وصل إلى مستواه الحالي.
اللوحات العديدة التي نفذها العيسى خلال أوقات مختلفة ركز في أغلبها على الجانب الوطني بقضاياه وشخصياته كما تناولت حالات إنسانية وفردية مستوحاة من الطبيعة والمجتمع.
ولفت العيسى إلى أن هذا الفن المبتكر والإبداعي لا يتقنه إلا القليلون ويقتصر على بضعة فنانين رغم المساحات الواسعة التي يتيحها في عكس أشياء كثيرة مما يدور حولنا.
وختم العيسى: “الرسم بالخيوط لا يختلف عن غيره من الفنون بل يفوقها صعوبة ولا سيما أن اللوحة يتطلب إنجازها فترة طويلة ومن المفترض أن تصل إلى نتاج ذي أسس جميلة وصحيحة لأن الفن بالضرورة يعكس نفس صاحبه”.
ويذكر أن الفنان نهاد العيسى أقام العديد من المعارض ولا سيما خلال سنوات الحرب على سورية إضافة إلى أنه يكتب القصة القصيرة الملتزمة.
قد يهمك أيضًا:
توقيع مجموعة رحيق العشق للشاعرة عبير غالب نادر في معرض الكتاب
أرسل تعليقك