رغم الصعوبات التي عانى منها المعهد العالي للموسيقا خلال سنوات الحرب على سورية إلا أنه استطاع بفضل كوادره التدريسية والإدارية تجاوزها والاستمرار بعمله بتخريج دفعات من الموسيقيين والمغنين في الموسيقا الشرقية والكلاسيكية.وحول خطة المعهد لهذا العام قال عميده المايسترو عدنان فتح الله في حديث لسانا.. “لدينا عدة مشاريع سنعمل على تنفيذها تفيد العملية التعليمية في المعهد منها ما هو مرتبط بالمناهج حيث ستصدر عدة كتب مثل التوزيع الأوركسترالي والتمارين الخاصة بالحالة التقنية لآلة العود”.
وتابع فتح الله.. “أقمنا هذا الشهر حفلات صولو لطلاب المعهد لكوننا نخرج عازفين منفردين يمتلكون تقنيات عالية ومن الضروري أن يكون لكل لطالب عشرة لقاءات مباشرة مع الجمهور خلال فترة الدراسة يقدم فيها ما أنجزه”.
ويهتم المعهد بحسب فتح الله بإقامة ورشات عمل للطلاب عبر استقطاب عازفين يزورون سورية أو من خلال موسيقيين سوريين درسوا في الخارج بالتعاون مع دار الأسد للثقافة والفنون معتبراً أن ورشة العمل مهمة للطالب ليتلقى خلاصة تجربة وفكر الموسيقي في فترة مكثفة.
وأقام المعهد خلال العام الماضي عدة ورشات عمل منها على آلة العود مع الموسيقي كنان أدناوي وأخرى مع عازفة الفلوت جرار حسن إضافة لورشة مع مغني الأوبرا الفرنسي ستيفن سينشال الذي ستتم استضافته مجدداً ضمن ورشة عمل.
وكشف فتح الله أن خطة هذا العام تتضمن اقامة حفلات للطلاب في كل المحافظات كفرق الحجرة أو فرق صفوف آلات أو كعازفين صولو للتعريف بالمعهد وآلية القبول فيه وما يقدمه لطلابه من خبرات.
أما الأداء الجماعي في المعهد كما يشرح فتح الله فيحظى بأهمية ليتمكن الطالب من العزف المنسجم مع بقية العازفين ويحقق تآلفاً تاماً معهم ومع قائد الأوركسترا وهذا يتم عبر مادة الأداء الجماعي التي يدرسها الطلاب في المعهد.
ويشير إلى أن المعهد لديه فرق أوركسترا خاصة بطلاب الوتريات والنفخيات وهؤلاء يجتمعون في أوركسترا المعهد أما الآلات الشرقية فطلابها ملتزمون بفرقة الآلات التقليدية إضافة إلى الكورال.
ويؤكد أن فرق المعهد مستمرة في عملها ضمن قسم الأداء الجماعي بإقامة تمرينين أسبوعياً تمهيداً للحفل الذي سيقام تحت عنوان “نزهة موسيقية” كما حصل العام الماضي والذي شكل فرصة للجمهور للتجول في أرجاء المعهد والاستماع لكل فرقة فيه على حدة.
وحول الصعوبات التي تواجه عملية التدريس يلفت عميد المعهد إلى أن هناك جهوداً دائمة تبذل لصيانة التجهيزات وآلات المعهد الموسيقية للمحافظة عليها والاستفادة منها في العملية التعليمية بأفضل شكل ممكن وحسب الإمكانات المتاحة مع ازدياد الحاجة لتجديد هذه الآلات لتكون ملبية للمتطلبات العلمية الأكاديمية مبيناً أن وزارة الثقافة تدعم المعهد بكل السبل المتاحة لاستمرار العملية التعليمية والتدريسية.
ويبين فتح الله أن المعهد يعتمد في كادره التدريسي على الأساتذة الذين تخرجوا منه وعلى معيديه حيث بذلوا جهوداً كبيرة للحفاظ على المستوى الأكاديمي الجيد للمعهد ونجحوا في ذلك وسدوا النقص الحاصل بعدد الأساتذة وخرجوا العديد من العازفين المهمين الذين رفدوا مشاريعنا الموسيقية في الفرق وفي الحالة التدريسية.
ويأمل عميد المعهد أن يعاد تفعيل البعثات التعليمية الخارجية لرفد المعهد بكوادر تدريسية بشكل مستمر للنهوض بالواقع الموسيقي السوري بشكل عام.
وبخصوص عمل الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية التي تمت إعادة إطلاقها عام 2014 بعد توقفها لسنوات وأخذت حفلاتها سمة الفرق الموسيقية في العالم من خلال إقامة حفل كل شهرين قال فتح الله.. “نعمل في الفرقة من أجل الأهداف التي أنشئت من أجلها ومنها توثيق التراث بالطريقة الأكاديمية ورفد المكتبة الموسيقية السورية بمؤلفات جديدة واحتضان الموسيقيين الأكاديميين المميزين”.
وسيشهد هذا العام حفلات مميزة لفرقة الموسيقا العربية بما ستقدمه من قيم في الجوانب الموسيقية والمعنوية والإنسانية مشيراً إلى أن مشروع توثيق التراث الموسيقي السوري الذي تقوم به دار الأوبرا وتكمله الفرقة الوطنية للموسيقا العربية بعزف هذه الأعمال أوركستراليا ذو صيغة متكاملة لتقديم أعمال موسيقية تراثية غير مشوهة.
وختم فتح الله بالقول.. “نعمل كي يصل المعهد العالي للموسيقا إلى مصاف المعاهد العالمية معتمدين في ذلك على الكوادر والطاقات البشرية الموجودة الذين يقدمون واجبهم على أكمل وجه ويمتلكون الإيمان بضرورة المحافظة على هذه المؤسسة وتطويرها كما يستمر عازفو الفرقة الوطنية السورية بالوجود على المسارح وتقديم الموسيقا كحالة ثقافية وانسانية تمثل حاجة للمجتمع”.
قد يهمك أيضًا:
توقيع مجموعة رحيق العشق للشاعرة عبير غالب نادر في معرض الكتاب
فقرات موسيقية تفتتح مهرجان ريشة ووتر على ضفاف العاصي في دار الأسد
أرسل تعليقك