دمشق - سورية 24
الشاعر رفعت بدران صاحب تجربة تحمل في طياتها رؤية حداثوية خاصة تجمع حداثة الشكل الشعري للقصيدة العربية مع المضمون بدءا من العنوان كما في قصيدته (دالية من أجل العراق) والتي فازت بجائزة عمر أبو ريشة عام 2014.
بدران الذي صدرت له مجموعتان عن الهيئة العامة السورية للكتاب أوضح في مقابلة مع سانا أنه بدأ كتابة الشعر بعد قراءة كبار شعراء الحداثة وكانت تجربته الأولى في سن السادسة عشرة مبينا أنه أغنى تجربته بقراءة الأدب بكل مراحله منذ الجاهلية حتى بداية إرهاصات الحداثة متأثرا بطرفة بن العبد الذي يؤكد أن الإنسان بوسعه تجاوز السن الصغيرة ليبدع الكثير.
اقرا ايضا
وتابع بدران “كتبت قصيدة التفعيلة ثم حاولت كتابة قصيدة النثر ولكنني عدلت عن كتابتها لأنني وجدتها تحتاج إلى تجربة عميقة وقراءات أوسع ومحاولة للدخول إلى فلسفة الشعر وروحه للتعويض عن الموسيقا الخارجية والإيقاع دون أن يعني ذلك أنني أتكئ على الموسيقا فقط في الشعر الموزون بل أعمد إلى التقفية الداخلية والصور الشفافة حيث جربت كتابة قصيدة موزونة دون قافية نالت استحسان الكثيرين”.
وأوضح أن باب التجريب في كتابة القصيدة مفتوح دوما فالشعر كائن حي يتطور باستمرار وإذا توقف عن التطور سيفقد الحياة وأثره فيها ويبقى الشاعر عبر مسيرته في محاولات التجريب مهما بلغ من الشهرة فتنجح محاولة وتفشل أخرى ولكن بضع قصائد مهمة تكفي لأن يكون شاعرا مهما فالعبرة بالكيف وليست بالكم.
والشاعر حسب بدران قد يحتفظ بصورة عالقة في ذاكرته منذ زمن كما حدث معه حين شاهد عودا يحترق ويفرز قطرة من النسغ تشبه الدمعة وتحدث صوتا ما فعلقت بذاكرته حتى كتبها في أبيات.
وأشار بدران إلى أن كتابة الشعر سهلة على المتمكن من العروض والنحو والثقافة ولكنه يميل إلى التأني في الكتابة حتى يخرج بأدب رفيع مميز فالشعر إحساس عميق بالحياة.
ومن قراءته الكثيرة لمختلف الثقافات لاحظ بدران مفارقة مهمة وهي أن الكثير من شعرائنا هجروا الصورة الحسية المباشرة ولجؤوا إلى الرمزية غير المباشرة والأساطير متأثرين بشعراء الغرب ما دفعه أن يكتب قصيدة يعود بها إلى الصورة الحسية المباشرة فعارض قصيدة دوقلة
المنبجي (دعد) بأسلوب جديد يحمل بين السطور مضمونا حداثويا مبينا أن الحداثة ليست وقفا على الشكل وإنما يمكن أن تحملها القصيدة العمودية.
وأشار بدران إلى أن الشعر ضرورة للحياة فهو بدأ قبل النثر والإنسان منذ بداية وعيه فتش عن السمو فوجده في الشعر وغيره من الفنون والتي بدورها لا تستقيم من غير بعد شاعري يكسبها الجمال.
قد يهمك ايضا
مبدع وناقد في مكتبة الأسد يستضيف الشاعرة أسمهان الحلواني
تعزيز ثقافة المقاومة في الأدب خلال مؤتمر اتحاد الكتاب السنوي
أرسل تعليقك