دمشق - سورية 24
شكل معرض الفنانين التشكيليين المغتربين رنا لطفي وغيلان الصفدي حالة حوارية خاصة بين تجربتين فنيتين مختلفتين في طروحاتهما وفي الأساليب والتقنيات ما حقق حالة بصرية غنية لجمهور المعرض الذي افتتح مساء اليوم في صالة عشتار.
وتضمن المعرض 11 لوحة من الحجم الصغير بأسلوب تعبيري أقرب إلى التجريد وبتقنية الزيتي للفنان الصفدي المقيم في لبنان حيث طرح من خلالها عوالم انسانية منوعة اهتم أغلبها بالأنثى وتفاعلها مع المحيط في تحوير للجسد وتداخل الألوان للتعبير عن هذه الحالات النفسية المتشابكة.
إما الفنانة رنا فقدمت 13 لوحة بالحجم الكبير وبأسلوب واقعي رمزي نحا باتجاه التعبيرية احيانا وطرحت من خلال أعمالها حالات أنثوية تمازجت مع الأساطير العالمية والسورية في مشهدية درامية لم تخل من البهرجة البصرية والاهتمام بالتفاصيل والألوان المضيئة.
التشكيلية رنا المغتربة في أميركا قالت عن اختيارها الأساطير موضوعا لأعمالها في تصريح لسانا: أردت أن أبحث عن الهوية السورية في التاريخ والذاكرة بما تحمل من أساطير وقصص ورموز وأن أطرحها في لوحاتي وخاصة أنني أعيش في مجتمع أجنبي ويهمني أن أقدم هويتي كفنانة سورية فمن المهم أن يخاطب الفنان العالم من خلال انتمائه وهويته الحضارية والثقافية.
وعن اعتمادها على رمز التفاحة التي كانت حاضرة في سينوغرافيا المعرض وفي أغلب اللوحات أوضحت رنا أنها أدخلت التفاحة إلى لوحاتها لما تحمل من قيم أنثوية في الحضارات وأرادت أن تتبدل الفكرة المرتبطة بها حول خطيئة الأنثى لتكون مصدرا للحياة والقوة والشغف والعاطفة.
ورأت الفنانة رنا أن هناك قسما من الجمهور السوري يمتلك الثقافة الفنية والبصرية والاطلاع على الفن التشكيلي بشكل عام وهو يتلاقى مع بقية جمهور الفن التشكيلي في العالم مبينة أن البحث في الهوية الحضارية من الناحية الفنية هو مشروع طويل ولا يمكن اختزاله عبر معرض أو اثنين ما يتطلب العمل المستمر وربما تحمل كل تجربة اختلافا بالأساليب والتقنيات الفنية.
الفنانة التي عرضت أعمالها العام الماضي في دمشق رغم انهمار القذائف الإرهابية في وقتها أكدت أن إحساس الأمان اليوم هو الواضح وعودة الحركة الفنية السورية الى الحياة عبر إقامة العديد من المعارض وتبادل الخبرات الفنية بين الفنانين يبشر بالخير وبانتهاء الحرب.
وقالت: أنا متفائلة دائما بالغد الأفضل وبقدرة مجتمعنا على التطور وخاصة بوجود جيل شاب من الفنانين يقدم تجارب فنية مهمة وبأفكار عميقة وجريئة الى جانب الحوار الجميل بين كل الأجيال من الفنانين واستمرار مسيرة الفن نحو الارتقاء.
من جهته قال التشكيلي عصام درويش مدير صالة عشتار: الفنانان من دفعة واحدة في كلية الفنون الجميلة ولكل منهما تجربته الفنية الخاصة فالفنان غيلان يغوص بالنفس البشرية ويصورها على شكل تفاعل اجتماعي وبأجواء كابوسية تقترب من السريالية وبخصوصية في الطرح والأسلوب وله تجربته الفنية المهمة التي يعمل عليها.
وأضاف درويش: الفنانة المغتربة رنا عرضت بظروف صعبة العام الماضي في دمشق لمحبتها الكبيرة لبلدها وهي تعمل على الأساطير القديمة العالمية والسورية ولديها تقنيتها الخاصة وبأسلوب واقعي رمزي تطرح من خلاله أفكارها التي تهتم بعالم لمرأة مع إدخال الخط العربي أحيانا على اللوحة لإضافة قيمة جمالية على الأعمال
أرسل تعليقك