تقديراً لصاحب تجربة واسعة في الفن التشكيلي السوري ولمسيرة فنية امتدت أكثر من أربعين عاماً اتسمت بالغنى والتنوع كرم رفاق الدرب الفنان التشكيلي نعيم شلش من خلال معرض تشكيلي وندوة استضافهما المركز الثقافي في أبو رمانة.
وحملت الأعمال التي تنوعت أحجامها ومواضيعها وأساليبها لمسات 34 فناناً وفنانة عاصروا الفنان شلش أو تتلمذوا على يديه لتشكل حوارية فنية فيها الكثير من الحب والتقدير لفنان تجاوز بلوحاته كل ما هو مألوف من قواعد وتقاليد أكاديمية في رسم الشخصيات الإنسانية وركز على التعبير بعفوية وواقعية للإنسان الريفي وما فيه من هواجس وطموحات.
وعبر الفنان شلش عن سعادته بالتكريم ولاسيما من زملائه الفنانين وقال لـ سانا: “هذا التكريم يدل على الوفاء من أصدقائي الذي اعتبرهم قيمة إنسانية كبيرة ولاسيما أنهم من أعلام الحركة التشكيلية السورية التي تزخر دائماً بدماء جديدة” مبيناً أنه شارك بخمس لوحات لبوتريهات كانت مختزنة بذاكرته لسنوات طويلة وانسكبت على السطوح.
الفنانة التشكيلية نهاد رجب شاركت بلوحة جسدت من خلالها أمنيات وأحلام الإنسان مبينة أن الفنان شلش استطاع عبر عقود أن يقدم الصيغة الخاصة به التي ميزت أعماله متقنا الاختزال اللوني إضافة إلى قربه من الطبقة الشعبية ومعاناتها موظفاً كل عناصر اللوحة بخدمة المضمون الذي يؤمن به أكثر من الشكل.
وعبرت الفنانة التشكيلية سحر مسعود عن حبها وتقديرها للفنان المكرم الذي قدم وأعطى الكثير لأجيال تشكيلية عديدة موضحة أنها شاركت بلوحة تشكيلية زيتية من ريف السويداء اتسمت بالعفوية والبساطة.
أما الفنانة رزان كيلاني رأت أن مشاركتها في هذا المعرض لرد الجميل لفنان قدم وأعطى الكثير مجسدة عبر لوحتها أزهاراً ووروداً بألوان مشعة بالحياة والفرح.
وجاءت مشاركة الفنان نهاد العيسى مختلفة عن باقي زملائه من خلال لوحات مشغولة بفن الخيط الوترية عبر ثلاث لوحات جسدت رقصة المولوية مع شجرة الحياة ولوحة للغيفارا.
بدورها أشارت رئيسة جمعية شموع السلام الفنانة لينا رزق التي نظمت الفعالية إلى أن الجمعية تعمل باستمرار على إقامة فعاليات ثقافية من معارض وأمسيات وندوات أدبية لافتة إلى إقامة هذا المعرض هو بمثابة تحية للفنان شلش تقديراً لإبداعه مؤكدة ضرورة تكريم هؤلاء الفنانين في حياتهم بهدف إحساسهم بمحبة الناس وتقديرهم لهم وإسعادهم.
وعقب المعرض ندوة استعرض من خلالها المشاركون رحلة الفنان شلش حيث أشار الفنان التشكيلي الدكتور محمد غنوم إلى أن المكرم من الفنانين المهمين الذين رفدوا الحركة التشكيلية بأعمال مميزة جسدت تفرده وخصوصيته في التقنيات والأساليب الخاصة وميزته عن باقي الفنانين خاصة تبسيطه للخطوط وللمساحات واقتصاده باللون فضلاً عن تواضعه.
بدوره أوضح الفنان التشكيلي نشأت الزعبي أن تجربة نعيم شلش تتخطى الواقع المرئي المحسوس في سعي حثيث دائم إلى ما هو أسمى وأكثر شمولية مستعرضاً العلاقة الجميلة التي جمعت بينهما منذ سنوات واصفا إياه بالصديق النبيل والمحب لافتا إلى أهم ما يميز أعماله بأنها تخصه هو كفنان فهو يغير الواقع دون الانتقاص منه ويقدم الشخصية بأبعاده فيها.
يشار إلى أن الفنان شلش من مواليد 1941 تخرج من قسم التصوير الزيتي في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق عام 1966 وعمل كأستاذ محاضر في كلية الفنون وأقام مجموعة من المعارض الفردية والجماعية داخل سورية وخارجها.
قد يهمك ايضا :-
منتدى المستقبل يناقش مجموعة الموسوم لأحمد الحلواني الثلاثاء
الرسوم المتحركة والسينما أحدث إصدارات ذاكرة الفن
أرسل تعليقك