مصمم أزياء دمشقي في برلين يؤكد الإرادة مفتاح النجاح
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

مصمم أزياء دمشقي في برلين يؤكد "الإرادة مفتاح النجاح"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مصمم أزياء دمشقي في برلين يؤكد "الإرادة مفتاح النجاح"

قصي شيشكلي، مصمم الأزياء السوري
برلين ـ سورية 24

كالكثير من المهاجرين يصل قصي شيشكلي، مصمم الأزياء السوري، الليل بالنهار ليقف على قدميه من جديد في العاصمة الألمانية التي تحتضن عدداً كبيراً من دور الموضة وبيوت الأزياء. DW عربية زارت ورشة المهاجر في حي فيدنغ البرليني.

"قدم لي صديق فوتوغرافي هذا الفضاء حتى أتمكن من ابتكار وتصميم الملابس..."، هكذا بدأ قصي شيشكلي حديثه مداعباً لحيته التي بدأ الشيب يغزوها شيئاً فشيئاً. يقع الفضاء في الفناء الخلفي لأستوديو للتصوير الفوتوغرافي. حتى تصل مكان عمل مصمم الأزياء السوري يجب عليك أن تتجاوز الأستوديو ثم تدخل بممر ضيق صُفت على جوانبه مصابيح كهربائية ملونة قديمة ومعدات للتصوير وضعت بعناية.

عالم قصي ومكان عمله عبارة عن غرفة صغيرة مكتظة بالملابس علقت على أطرافها ملابس نسوية وأخرى رجالية. وعلى جانبي هذه المساحة الضيقة وضعت ماكينة خياطة على طاولة رصت عليها بعض الملابس الخفيفة، أما في الجانب الآخر من الغرفة فتحتل طاولة لكيّ الملابس ما تبقى من الفضاء في الغرفة.

ماض "متلألئ"

ولد قصي في دمشق حيث كبر وترعرع ليلتحق عقب المرحلة الثانوية التي تجاوزها بنجاح بمعهد لتصميم الأزياء في العاصمة السورية. ثم توجه حينها الشاب السوري اليافع بحماس وطموح منقطعي النظير مباشرة إلى العاصمة اللبنانية بيروت حيث عالم الموضة. دخل الشاب عالم تصميم الأزياء في بيروت من بابه العريض. وحول مشواره في عالم الخياطة الرفيعة في بيروت يقول قصي وقد بدت على وجهه ابتسامة عريضة: "لقد كانت السنوات التي قضيتها في بيروت متميزة، عملت لدى شركة خياطة شهيرة وكنت أصمم أزياء نسائية للزفاف والسهرات وغيرها". ويضيف الشاب الأربعيني بأن تصاميمه لقيت نجاحاً كبيراً في عالم الموضة وإعجاب فنانات وفنانين ذائعي الصيت على غرار الفنانين الأمريكيتين بيونسه وجنيفر لوبيز، على حد تعبيره.

ويستمر المبدع الدمشقي في مجرى كلامه قائلاً بأن آفاقه كانت مفتوحة سيما أن تصاميمه تلبس في الحفلات الليلية وفي المناسبات الفنية ويضيف: "شاركت بالأزياء التي صممتها في أشهر معارض الموضة في العالم مثل معرضي باريس وروما".

طابع قصي الإبداعي يتميز عن غيره بالألوان المختلفة التي يوظفها في تناغم مع أشكال وصور تقليدية شرقية.

ليس بعد التعثر إلا النجاح

وحتى يكون مصمم الأزياء الدمشقي في قلب الحدث في عالم الموضة تحول إلى دبي ليعيش فيها ويبهر جمهوره بخياطته الساحرة الألباب.

سبق لقصي أن زار العاصمة الألمانية برلين وأعجب بتاريخها وتنوعها الثقافي. وفي 2015 قدم إليها وفي نيته الاستقرار فيها بعد أن "ضُيق" عليه في دبي. يقول المصمم السوري وهو يملئ غليونه بالتبغ: "لقد كنت أنشط في دبي في منظمة غير حكومية تطالب بحقوق النساء سيما منهم الخدم القادمات من الفلبين وتايلاند... عملي لم يرق للكثيرين. ووطني، سوريا، حالياً ليس آمنا لقد سبق لي أن عشت أوقاتا عسيرة فيه".

لم تكن الانطلاقة في برلين، مريحة حيث سكن الوافد السوري في مبيت جماعي في ظروف صعبة. فجأة وجد مصمم الأزياء المحترف نفسه مكبلاً: لا ورشة للخلق والإبداع ولا علاقات مع زملاء المهنة وحتى مبادرته بإنشاء ورشة عمل في مبيت جماعي لتأهيل نسوة في هذا المجال تكسرت وباءت بالفشل ومضى يقول في هذا المضمار: "لقد زاد وزني لقلة الحركة ومررت بمرحلة اكتئاب جراء الإحباط الذي عايشته".

حتى يخرج الشاب السوري من المرحلة الصعبة اقتنى ماكينة مستعملة للخياطة وبعض المعدات الأساسية ثم شرع في التصميم مستعملاً ألبسة تسلمها من إدارة المبيت الذي كان يقطنه. ثم شرع يشتري أشياء أخرى ليخيطها على الألبسة التي ابتكرها. لقيت تصاميمه إعجاب سكان المبيت الذين شرعوا يشترون منه قمصان متميزة لا يجدها المرء في الأسواق والمحلات العادية. كان قصي يقص علينا تجربته في برلين والحسرة ظهرت على محياه ثم تنفس قائلاً: "كانت تصاميمي تعرض على السجاد الأحمر على عكس ما هو عليه الوضع في برلين حيث أسوق ألبسة شبابية مثل القمصان".

قمصان قصي تحمل اليوم ماركته المسجلة "قصي" وبات يسوقها بطرق مختلفة سيما عبر الإنترانت. انطلق قصي في تسويق إبداعاته في ورشته الصغيرة في إحدى شوارع حي فيدنغ ببرلين. يحصل قصي اليوم على عقود لترويج منتوجه الذي كما يقول ليس مخصصاً اللاجئين السوريين بل بات موجها إلى السوق الألمانية عموماً. ويقول قصي بأنه يخشى الحصول على عقود مع شركات كبيرة فهو حالياً ليس قادراً على تلبية رغبات هذه الشركات الكبرى.

برامج داعمة

نجاحات المبدع السوري في خوض معركته في السوق الألمانية لا تعود فحسب إلى رغبته الجامحة في الخلق والإبداع بل أيضاً إلى المشاركة في برامج أعدت خصيصاً لدعم المؤهلين من الوافدين الجدد من السوريين حتى يتسنى لهم الدخول في معترك سوق العمل. خاض قصي تجربة ناجحة في عدة برامج في برلين، من بينها برنامج "ايديس إن موشين" Ideas in Motin و"سينغا ألمانيا "SINGA Deutschland: "في هذين البرنامجين تعرفت على شركات ألمانية في مجال الموضة والملابس كما تعرفت على أبجديات المعاملة الإدارية مع إدارة المالية والتسويق".

وعلى الرغم من أن الأمور الإدارية معقدة هنا في ألمانيا، إلا أن قصي بات اليوم يتقنها ويتعامل معها وهو الحالم بتوظيف نساء سوريات كخياطات في شركة لإنتاج الألبسة يسعى تأسيسها في برلين.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصمم أزياء دمشقي في برلين يؤكد الإرادة مفتاح النجاح مصمم أزياء دمشقي في برلين يؤكد الإرادة مفتاح النجاح



GMT 10:58 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تجد نفسك أمام مشكلات مهنية مستجدة

GMT 17:22 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض فيلم وثائقي عن ملكة السول الراحلة أريثا فرانكلين

GMT 15:57 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 22:02 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

"إهانة والدة الحكم" تنهي موسم دييغو كوستا

GMT 12:21 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ميس حرب تغني لسيد درويش والشيخ إمام في دار الأوبرا

GMT 22:12 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على أرقام الهلال على ملعبه قبل الكلاسيكو السعودي

GMT 15:44 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قتلى وجرحى من "قسد" بهجمات في ريف دير الزور

GMT 13:14 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تُفجر مفاجأة لفعالية "الأسبرين" في محاربة "كورونا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24