خالد الأسعد أيقونة للإنسانية وأمثولة في الدفاع عن الحضارة
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

خالد الأسعد أيقونة للإنسانية وأمثولة في الدفاع عن الحضارة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - خالد الأسعد أيقونة للإنسانية وأمثولة في الدفاع عن الحضارة

عالم الآثار السوري خالد الأسعد
دمشق - سورية 24

خمسة أعوام مرت على رحيل التدمري العاشق للآثار والتاريخ خالد الأسعد ولا يزال اسمه حياً في ضمائر الإنسانية حيث يتبارى الفنانون في رسم صورته وتعلن باسمه الجوائز العالمية وتزرع أشجار لتجدد ذكراه.

برحيل عاشق تدمر الذي أمضى أكثر من خمسين عاما من عمره في خدمة الآثار فقدت الساحة العلمية والثقافية علماً مضيئاً أنجز الكثير من الأبحاث والاكتشافات الأثرية على مستوى العالم.

الأسعد الحائز وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة ولد في مدينة تدمر عام 1934 وحصل في عام 1956 على إجازة بالتاريخ من جامعة دمشق وبعدها على دبلوم بالتربية ثم عين رئيسا لدائرة الحفريات في المديرية العامة للآثار والمتاحف منذ عام 1961 وبعدها شغل منصب مدير آثار ومتاحف تدمر وأمين متحفها منذ عام 1963 ولغاية عام 2003 حيث شارك بفعالية خلال تلك الحقبة بكل أعمال التنقيب والترميم في تدمر بمساعدة بعثات أثرية سورية وبولندية والمانية وفرنسية وأمريكية.

ولم يكن الأسعد مجرد عالم آثار بل كان باحثاً تاريخياً ومكتشفاً حقيقياً للعديد من المنحوتات والمدافن الأثرية المهمة ومنها منحوتة حسناء تدمر التي صنفت وفق المعايير الأثرية العالمية بأنها من أروع المنحوتات وأكثرها جمالاً على الإطلاق إضافة إلى ترجمته للنصوص والمخطوطات الآرامية التدمرية القديمة.

غير أن الإنجاز الأكبر للشهيد الأسعد والذي ابهر العالم بأسره ودفعه لزيارة تدمر ومشاهدة ما حققه هو المشروع الإنمائي التدمري خلال أعوام 1962-1966 حيث اكتشف القسم الأكبر من الشارع الطويل وساحة الصلبة “التترابيل” وقام باستخدام وسائل بدائية وحيوانات جر في رفع الأعمدة المتناثرة بين أركان مدينة تدمر الأثرية لتعود كما كانت منتصبة أيام زنوبيا.

وتعددت إسهامات الشهيد الأسعد البحثية والتي غدت مرجعا وموئلا لكل الباحثين والمهتمين بتاريخ تدمر والمنطقة من خلال إنجازه عشرات الأبحاث والدراسات نشرت بلغات حية بمشاركة بعض الباحثين في البعثات الأجنبية ومنها “مرحبا بكم في تدمر”.

ومن مكتشفات الأسعد المهمة 700 قطعة نقدية فضية وجدها في تدمر الأثرية تؤرخ بالقرن السابع الميلادي ليضاف إلى سجل إنجازاته الضخم ما جعله يستحق حقا تنافس البلدان في المنطقة والعالم على منحه الأوسمة التقديرية ومنها وسام برتبة فارس من فرنسا وبولندا ووسام الاستحقاق من تونس.

وتشكل مؤلفات الأسعد مصدراً مهما وغنيا لمعرفة تاريخ تدمر ولغتها وحضارتها فكتاب “زنوبيا ملكة تدمر والشرق” يروي عبر أربعة عشر فصلاً بتفاصيل تشبع نهم القارئ قصة الملكة زنوبيا وزوجها وابنها وعلاقاتها الدولية السياسية والتجارية والعسكرية وأسلوب حكمها لتدمر ومراحل تأسيس دولة تدمر القوية وحروبها مع الرومان ونهاية حكمها وحياتها كما وضع كتاباً عن اللغات التي كانت سائدة في تدمر والمستخدمة في تدوين النصوص الدينية والاقتصادية والسياسية والتجارية والحربية والمعاهدات الدولية والنصوص العلمية والزراعية تحت عنوان “الكتابات التدمرية واليونانية واللاتينية في متحف تدمر” نشر باللغة الانكليزية.

وعندما أعدم الشهيد الأسعد في الـ 18 من آب عام 2015 على يد تنظيم “داعش” الإرهابي بعد أن تحدى إجرامهم وتهديداتهم ومحاولاتهم المسعورة لترهيبه وترغيبه ليدلهم على مواقع كنوز تدمر الأثرية قدم للعالم امثولة في الصمود والدفاع عن الحضارة.

فها هي إيطاليا التي تنكس سنويا إعلامها بكل متاحفها في ذكرى استشهاده زرعت الشهر الماضي شجرة زيتون في الحديقة التذكارية بوادي المعابد في مدينة أغريجنتو بجزيرة صقلية وأمامها لوحة كتب عليها أن خالد الأسعد عالم الآثار العالمي الشهير يعلمنا بأن قيمة الإنسان المقدسة تتجلى بمقدار العمل من أجل خير البشرية أما منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو” فأطلقت منذ استشهاده مسابقة تحت اسم جائزة خالد الأسعد الدولية للمكتشفات الأثارية وما كل ذلك الا صور عن امتنان البشرية لما قدمه هذا العالم والذي تحول بعد استشهاده إلى أيقونة عبر العصور.

قد يهمك أيضا:

جيلان من القاصين والشعراء في لقاء أدبي لفرع دمشق للكتاب

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خالد الأسعد أيقونة للإنسانية وأمثولة في الدفاع عن الحضارة خالد الأسعد أيقونة للإنسانية وأمثولة في الدفاع عن الحضارة



GMT 13:05 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

كندا تعين وزيرًا للنقل من أصل سوري

GMT 16:31 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

الملكة إليزابيث وزوجها يتلقيان لقاحًا ضد "كورونا"

GMT 13:36 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

أحدث ظهور للفنانة نيللي مع ابنة شقيقتها فيروز

GMT 09:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 12:34 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

التحالف" يبلغ "قسد" ببقائهم في دير الزور حتى القضاء على داعش"

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الذهب في سورية اليوم الثلاثاء 6 تشرين الأول / أكتوبر 2020

GMT 20:38 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إفلاس 5 شركات في ظل الأزمة الاقتصادية التركية

GMT 08:15 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

لوحات تحكي بلسان الأطفال في معرض لون وحب لسناء قولي

GMT 00:33 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب خليج ألاسكا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 12:35 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزيرة التخطيط تُنظم مائدة مستديرة لدراسة موقف الفقر في مصر

GMT 16:04 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

10 وزراء يشاركون فى افتتاح المؤتمر الـ 15 للثروة المعدنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24