دمشق - سورية 24
بدأت الكاتبة رنا العسلي رحلتها مع الكلمة بكتابات نثرية في سن مبكرة وأصدرت أول مجموعة بعنوان “رسائل لم يقرأها آدم” ثم شقت طريقها بين الشعر والرواية والقصة حتى عملها الأخير رواية سنين المخاض التي تحاكي وجع السوريين جراء الحرب الإرهابية.
الكاتبة العسلي ترى في لقاء مع سانا الثقافية أن الكتابة تعبير عن الألم الإنساني وبث لما يجول في الوجدان على شكل قصيدة أو قصة أو حتى رواية.
أما عن مجموعتها “نثر على شفاه الوجه” فبينت العسلي أنها خلاصة وقفة مع الذات لسنوات من دون كتابة فلخصت تلك المرحلة في قصائد نثرية لتصدر بعدها كتابين بنفس العنوان “على صوت نبضه” احدهما خواطر نثرية والثاني رواية.
وتبين العسلي أنها لم تشأ أن تسمي نثرياتها شعرا رغم إيمانها بشعرية وقصيدة النثر حتى لا تقع في فخ التسمية مع النقاد الذين لا يزالون يشككون بهوية هذه القصيدة تاركة قضية الدفاع عنها لقرائها والمؤمنين بها لأنها تعتبر أن ما تكتبه ملامح عن شخصياتنا وذواتنا وإنسانيتنا أيا كانت التسمية.
أما الرواية التي تحمل نفس العنوان فأوضحت العسلي أنها تتحدث عن المحبة والإنسانية وتدعو إلى المؤاخاة والتسامح بين الأديان والألوان المختلفة من الناس الذين يسكنون هذه الأرض مشيرة إلى أن الرواية رد طبيعي على الحرب واشارة الى المحبة الموجودة بين ألوان الطيف السوري و مبينة أن دور الأدب في الدفاع عن الوطن خلف المقاتل على الجبهة.
وتؤكد العسلي أن هذه السنوات شهدت بروز ما يسمى أدب الحرب والذي عالج المجتمع السوري وما لاقاه من تبعات هذه الحرب نفسيا وجسديا وغير ذلك حيث تعرضت روايتها سنين المخاض التي طبعت مؤخرا إلى تلك المرحلة بكل تفاصيلها رغم اعتراض البعض الخاطئ على صحة العنوان نحويا.
وأوضحت العسلي أن الرواية كتبت لتكون مسلسلا تلفزيونيا عالجت بها قضايا المرأة في ظل الحرب ولكن لم ير النور حتى الآن لذلك قررت تحويله إلى رواية تقرأ حتى يجد طريقه إلى الدراما.
ويمكن إيصال الأدب وفق العسلي بأكثر من شكل أدبي وفني خاصة إذا كان حاملا لهموم المجتمع والوطن والإنسان وكما يمكن تحويل الرواية إلى عمل درامي ويمكن العكس.
وفضاء الرواية برأيها أرحب لمعالجة القضايا الاجتماعية وسواها وخاصة المتشعبة منها في حين القصيدة يمكن أن تعالج حالة واحدة بعينها مشيرة إلى تداخل الفنون والآداب فالشعر واللغة الشاعرية يمكن أن يكونا في لغة السرد الروائي والقصصي وكذلك يمكن أن نجد القصة والدراما في القصيدة الشعرية.
وتوجهت العسلي إلى الجيل الجديد في الكتابة بدعوات للقراءة والتعمق في الثقافة بكل مستوياتها لأنها سوف تظهر بشكل أو بآخر في نتاجهم الأدبي مبينة أن الساحة مفتوحة للجميع ولا بد من تشجيع كل الأصوات وإلا تظل المنابر حكرا على أحد والمتلقي هو الذي يحكم.
قد يهمك ايضا
كتاب" معايير الشعر في الغرب " عرض لمحطات وحركات أرست قواعد علمية للنقد
الفنان التشكيلي فريد حسو تجربة فنية عمادها التنوع والبساطة
أرسل تعليقك