القاهرة -سورية 24
يردد بعض الأطفال والمراهقين عبارة “أنا مكتئب” في البيت والمدرسة وبين الأصدقاء وقد يتجاهلها الآباء لاعتقادهم أن الصغار لا يصابون ب الاكتئاب الأمر الذي ينفيه الأطباء مؤكدين أن الأطفال يعانون هذا المرض أيضا ويكون أكثر خطورة مقارنة بالبالغين لتأثيره على نموهم ومستوى تحصيلهم التعليمي وقدرتهم على بناء حياة منتجة.
استشاري الطب النفسي وخبير في منظمة الصحة العالمية الدكتور جميل ركاب بين لـ سانا الصحية أن معظم الاضطرابات النفسية عند البالغين تبدأ بمرحلة الطفولة نصفها قبل سن الرابعة عشرة ومعظمها قبل سن التاسعة عشرة مبينا أن الاكتئاب عند الأطفال اضطراب مرتبط بالبيئة والأسرة.
وتختلط أعراض الاكتئاب عند الأطفال حسب ركاب مع بعض الأعراض النمائية الطبيعية لذلك معظم حالاته غير مكتشفة أو معالجة حيث يكون الطفل مصابا بالمرض لكن يعتقد من حوله أنه كسول أو مشاغب أو متهور ونكدي ومزاجي وغيره ما يؤثر على تحصيله العلمي وحياته وتطوره العملي.
وتساعد بعض الأعراض كما يوضح ركاب على تشخيص الاكتئاب منها عدم إظهار الطفل للاستمتاع أو الاهتمام بما حوله وتراجع نشاطه وعلامات منها الحزن وسرعة الانفعال والبكاء ونقص التركيز والنسيان واضطرابات النوم والشهية للطعام فضلا عن الأفكار التشاؤمية موضحا أنه بالمجمل لا تختلف المؤشرات عن البالغ لكن الأخير لديه القدرة على إخفائها أحيانا.
وتسهم بعض العوامل بزيادة احتمال إصابة الأطفال بالاكتئاب منها وفقا للاستشاري معاناة أحد الأبوين أو كلاهما من اضطراب نفسي وإدمان على الكحول والمخدرات والتعرض للإجهاد والقلق كما أن المرض ينتشر بشكل أكبر بين الأطفال الذين يعانون صعوبات تعلم أو أمراض مزمنة كالسكري أو تعرضوا للعنف.
وعن العلاج يفضل ركاب عدم اللجوء للعلاج الدوائي إلا في حالات خاصة وبعد استنفاد كل الطرق السلوكية والنفسية وخاصة قبل سن 12 عاما.
ويركز العلاج النفسي المعرفي السلوكي على تنشيط الطفل وتعزيز استجابته الاجتماعية وتفاعله مع الآخرين وتحفيز التفكير الإيجابي لديه ويشدد الاختصاصي على ضرورة التدخلات الوقائية عبر نشر التربية النفسية بالمدارس وتشمل مهارات التواصل والتكيف مع الضغوط والتعبير عن المشاعر والأفكار بطريقة مفهومة فضلا عن دور الأهل بتشجيع الطفل على الأنشطة الترفيهية والرياضية واللعب الجماعي والرحلات وتجنب اللوم المفرط وتعزيز شعوره بالأمان.
قد يهمك أيضًا:
تجنب تناول الفشار المصنوع في الميكروويف بعد سن الـ 30
جامعة رواندا تدرس إنشاء بنك لأنسجة القرنية
من جانبه يقول اختصاصي الأمراض النفسية الدكتور يوسف لطيفة “إن الاكتئاب استعداد شخصي جيني عند الطفل تحفز ظهوره عوامل أخرى” مبينا وجود عدة أدوية معروفة وتستخدم اليوم لعلاج الاكتئاب والوسواس القهري واضطراب القلق المعمم وسلس البول عند الأطفال لكن يجب أن تعطى باستشارة طبية مع مراقبة دائمة من قبل الطبيب والأهل لضمان عدم حدوث أي تأثيرات جانبية.
أرسل تعليقك