لندن _ سورية 24
يعاني ملايين الأشخاص الذين لديهم آلام في الظهر من تناول علاج خاطئ، وفقا لأحدث الأبحاث الطبية التى أجريت فى هذا الصدد، حيث يتم وصف العديد من المسكنات القوية للمرضى دون جدوى، ليجبروا على أخذ علاج بالخطأ أو حتى خضوعهم لعملية جراحية غير ضرورية فى محاولة لعلاج آلام أسفل الظهر، وذلك على الرغم من وجود أدلة متزايدة تظهر أن التمارين الرياضية البسيطة أكثر فعالية فى تخفيف الأعراض.
وتعد آلام أسفل الظهر السبب الرئيسي للإعاقة فى المملكة المتحدة، وهي المسؤولة عن شكوى واحدة من بين كل 10 شكاوى صحية. وتقدر الخدمة الصحية البريطانية تكلفة رعاية حالات آلام الظهر بأكثر من 2.1 مليار دولار جنيه إسترليني سنويا، فيما تكلف الإجازات العارضة والمرضية الاقتصاد البريطاني ما يقرب من 10 مليارات جنيه استرليني سنويا.
وتوصلت سلسلة من الدراسات الأولية التي نشرت فى مجلة (لانسيت) الطبية البريطانية إلى أن العلاجات غالبا ما تتعارض مع المبادئ التوجيهية الدولية، وبدلا من حث المرضى على الاستمرار فى مزاولة أنشطة حركية ورياضية ، يتم وصف العديد من المسكنات ذات القاعدة الأفيونية كخيار علاجى أو قبل الخضوع للجراحة.
وحذر البرفيسور مارتن أندروود، في جامعة (وارويك) في بريطانيا - الذي كان جزءا من الفريق الدولي المشارك في الدراسة التي نشرتها مجلة (لانست) من أن هذا الأمر مكلف لكل من المرضى والخدمة الصحية على حد سواء، وقال "إن أساليب العلاج الحالية لدينا تنطوى على بعض التقاعس عن تقليل عبء آلام الظهر"، مؤكدا ضرورة تغيير الطريقة التي يتم بها تناول علاج آلام الظهر فى المملكة المتحدة، وهو من شأنه مساعدة البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل على تجنب تطور خدمات عالية التكلفة ذات فعالية محدودة ".
واستعرض الباحثون الأدلة من البلدان ذات الدخل المرتفع والمنخفض فى جميع أنحاء العالم لبناء صورة عالمية لحجم مشكلة آلام الظهر وكيف يتم إدارتها، وخلصوا إلى أن آلام أسفل الظهر هي السبب الرئيسي للعجز فى العديد من دول العالم، ولكن غالبا ما يتم التعامل معها باستخدام أساليب أثبتت عدم فعاليتها.
وفي بريطانيا، تنصح (هيئة الخدمة الصحية الوطنية) الأشخاص الذين يعانون من آلام الظهر بممارسة الرياضة أو أخذ مسكنات مثل "الإيبوبروفين" أو كلاهما، لكن تشير الأدلة المتزايدة إلى عدم فاعلية المسكنات إلى حد كبير، ويمكن أن تضر أكثر مما تنفع ، فيما يفضل الأطباء إخضاع المرضى لجلسات العلاج الطبيعى واليوجا وممارسة الرياضة بصورة منتظمة.
كانت عدة دراسات طبية سابقة قد أظهرت أن مسكنات الألم الأفيونية العقاقير التي تشمل المورفين و الترامادول و الأوكسيكودون توفر فقط "الحد الأدنى من الفوائد" لآلام أسفل الظهر، ومع ذلك ، تقدر الأرقام الأخيرة أنها لا تزال توصف لحوالي 40 % من مرضى آلام الظهر. وقال ستيف تولان، رئيس قسم الممارسة الطبية في جمعية (تشارترد) للعلاج الطبيعي إن الأطباء سرعان ما يصفون المسكنات دون الاهتمام بالعلاج الطبيعى.
أرسل تعليقك