أعلنت وزارة الصحة اليوم نتائج دراسة أجرتها حول “أسباب وفيات الأطفال دون سن الخامسة” شملت أكثر من 75 ألف أسرة من مختلف المحافظات بينهم نحو 14500 مولود.
والدراسة التي نفذتها مديرية الرعاية الصحية الأولية بالوزارة مع منظمتي الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” والصحة العالمية والمكتب المركزي للإحصاء امتدت بين 1 تشرين الثاني عام 2017 حتى 31 تشرين الأول لعام 2018 حيث بلغ معدل وفيات الأطفال دون خمس سنوات من العمر في عينة الدراسة 7ر23 بالألف أي 343 وفاة من 14499 ولادة شملتها الدراسة توزعت بين 5 بالألف للعمر بين السنة إلى الخمس سنوات و7ر18 بالألف للأطفال دون السنة منهم 8ر11 وفاة بالألف لدى حديثي الولادة.
وأظهرت نتائج الدراسة التي أعلنت اليوم في فندق الداما روز أن السبب الأول لوفيات حديثي الولادة الخداجة بنسبة 43 بالمئة ثم الاختناق ما حول الولادة 19 بالمئة وإنتان الدم 15 بالمئة فالتشوهات الخلقية 10 بالمئة أما وفيات الرضع دون سنة من العمر فتنوعت الأسباب بين الخداجة بنسبة 3ر27 بالمئة تلتها التشوهات الخلقية 4ر16 بالمئة والاختناق ما حول الولادة وإنتان الدم 18ر12 بالمئة.
وبالنسبة لأسباب وفيات الأطفال بين عمر السنة إلى خمس سنوات خلصت الدراسة إلى أن الأذيات جاءت بالمرتبة الأولى بنسبة 24 بالمئة تلتها التشوهات الخلقية 21 بالمئة ثم ذات الرئة 12 بالمئة.
إلى ذلك أوصت الدراسة بضرورة تحسين نظام الإبلاغ عن الوفيات وتسجيلها وإجراء دراسات نوعية للخداجة والتشوهات الخلقية ومعرفة أسبابها ومحاولة الوقاية منها وتفعيل برامج رعاية الحمل والولادة لتحسين نواتج صحة حديثي الولادة وتعزيز برامج صحة الوليد بجميع مكوناته وتوفير عدد أكبر من الحواضن ومستلزمات العناية المشددة للوليد
كما أوصت بإجراء مراجعة شهرية لحالات الاختناق ما حول الولادة للحفاظ على مستوى عال من ممارسات التوليد ودعم برنامج التدبير المتكامل لأمراض الطفولة ولاسيما المتعلقة بمكافحة الإسهالات والإنتانات التنفسية وتوعية الأهل حول علامات الخطر المحدق بالأطفال.
استشارية الصحة العامة عضو فريق الدراسة الدكتورة هيام بشور أوضحت أن الدراسة شملت جميع المحافظات وهدفها معرفة أسباب وفيات الأطفال دون سن الخامسة عبر دراسة مسحية شملت 75385 أسرة واستقصاء العوامل الاجتماعية والاقتصادية وتلك المتعلقة بالنظم الصحية التي ربما أسهمت في حدوث هذه الوفيات.
وأعدت الدراسة حسب بشور عبر تحري أسباب الوفيات التي حدثت خارج المرافق الصحية بمقابلة القائمين على رعاية الطفل قبل الوفاة مباشرة عبر توزيع استبيان مفصل للحصول على المعلومات حول الأعراض والعلامات والأحداث الأخرى ذات الصلة.
وفي كلمة له خلال حفل إعلان نتائج الدراسة لفت مدير الرعاية الصحية الأولية بالوزارة الدكتور فادي قسيس إلى أهمية الدراسة للوقوف على حقيقة الواقع الصحي في سورية بعد الحرب الإرهابية وبناء استراتيجية مستقبلية لصحة الطفل كاشفاً عن الإعلان قريباً عن نتائج المسح التغذوي الذي نفذته الوزارة وشمل 75 ألف أسرة والتحضير لإجراء دراسة حول معايرة اليود لدى الأطفال في سن المدرسة.
بدوره لفت معاون وزير الصحة الدكتور أحمد الخليفاوي إلى أهمية الدراسات للتأسيس لمرحلة عمل قادمة تعود بالمؤشرات الصحية لما كانت عليه قبل الحرب الإرهابية على سورية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة ومنها خفض معدلات وفيات الأطفال.
ممثل منظمة الصحة العالمية بالإنابة في سورية الدكتور نعمه سعيد عبد رأى أن إنجاز مسح وطني عن وفيات الأطفال في سورية يظهر الأهمية التي توليها وزارة الصحة للحصول على معلومات دقيقة لأسباب الوفيات والتخطيط العلمي للمداخلات التي من شأنها تخفيضها فضلاً عن دوره في توجيه السياسات الصحية مؤكداً استعداد المنظمة للمساهمة في تحويل توصيات المسح إلى خطة عمل مبرمجة.
بدورها لفتت ممثلة منظمة اليونيسف في سورية ولبنان اليساندرا دنتيشه إلى أن إجراء الدراسة يعكس تفهم الوزارة لدور المعلومات والأدلة بعد الأزمة التي تعرضت لها سورية والتي أثرت في صحة الأطفال مؤكدة الاستعداد للمساهمة في ترجمتها إلى نتائج على أرض الواقع.
يذكر أن آخر دراسة أجريت حول أسباب وفيات الأطفال في سورية تعود لعام 2008 فيما تهدف الدراسة الجديدة لردم الفجوة المعرفية التي حدثت بسبب الحرب الإرهابية على سورية.
وقد يهمك أيضا:
"الصحة العالمية" تكشف وجود 257 مليون مصابًا بفيروس" بي" حول العالم
"اليونيسيف" تؤكّد أن 765 مليون قاصر من 82 دولة تزوجوا في طفولتهم
أرسل تعليقك