دمشق - سورية 24
توصل الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الخميس، إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق نار في محافظة إدلب شمالي سوريا اعتبارا من منتصف الليل، وذلك بعد اجتماع مطول في العاصمة الروسية موسكو.
وقال الرئيس التركي في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع الذي دام ست ساعات ونصف، إن وقف إطلاق النار في محافظة إدلب سيدخل حيز التنفيذ اعتبارا من منتصف ليل الخميس - الجمعة، محملا النظام السوري المسؤولية عن تعطيل اتفاقية إدلب.
وأضاف "أردوغان" أن هدف قوات النظام هو تفريغ محافظة إدلب من السكان، ووضع تركيا في موقف محرج عبر تهجير الأهالي نحوها، مؤكدا أن تركيا ستحتفظ بحق الرد إذا شنت قوات النظام أي هجمات في المنطقة.
بدوره قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنهم أعدوا وثيقة مشتركة مع تركيا حول إدلب، مضيفا أنها ستساهم بإحلال وقف إطلاق النار، وتحقيق تقدم في مسألة إيصال المساعدات الإنسانية.
وعقب إعلان وقف إطلاق النار عقد وزيرا خارجية البلدين مؤتمرا صحفيا لإعلان بعض التفاصيل، حيث قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن القوات الروسية والتركية ستسيّر دوريات مشتركة على امتداد الطريق الدولي "M4" بين قريتي الترنبة وعين الحور شرق إدلب اعتبارا من 15 آذار الجاري.
وأضاف "جاويش أوغلو" أن البلدين سينشئان ممرا آمنا على طول الطريق الدولي بعرض 12 كم، منها 6 كم شمال الطريق و6 جنوبه، مشيرا أنهم سيحددون التفاصيل في غضون 7 أيام.
وبدأ الاجتماع بين الرئيسين في وقت سابق الخميس بمبنى الرئاسة الروسية في العاصمة موسكو لبحث الملف السوري وخاصة الأوضاع في محافظة إدلب، فيما قال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، قبيل الاجتماع، إن بلاده لن تسمح للنظام السوري بأن يواصل قتل الملايين من المدنيين وتهجيرهم باتجاه الحدود التركية.
يأتي ذلك بعد انتهاء المهلة التي منحها "أردوغان" لقوات النظام السوري حتى نهاية شهر شباط الماضي، بالانسحاب إلى خلف نقاط المراقبة التركية بالمحافظة إضافة إلى مقتل وجرح العشرات من جنود الجيش التركي بقصف جوي للنظام.
وتشهد أرياف إدلب الجنوبي والشرقي وحلب الغربي والجنوبي هجوما عسكريا بريا لقوات النظام السوري والميليشيات الموالية له بدعم من روسيا، حيث سيطرت خلاله على عشرات القرى والبلدات بالمنطقة، بعد قصف مكثف بمختلف أنواع الأسلحة ما تسبب بمقتل وجرح مئات المدنيين ونزوح مئات آلاف منهم.
ويعتبر الهجوم استكمالا للعملية العسكرية التي بدأتها قوات النظام وروسيا 25 نيسان 2019، والتي سيطرت خلالها على كامل ريف حماة الشمالي، ومنطقة خان شيخون في شهر آب 2019، كما يرى محللون عسكريون وصحفيون أن الهدف من المعارك سيطرة النظام وروسيا على كامل الطريق الدولي حلب – دمشق "M5" (الذي يصل تركيا بالأردن ودول الخليج العربي) لفتحه لاحقا برعاية روسية – تركية بموجب الاتفاق بين البلدين، إضافة إلى السيطرة على طريق حلب - اللاذقية "M4".
قد يهمــك أيضــا:
محمد أبو العلا يؤكد أن تركيا دولة احتلال ويجب محاكمتها دوليًا
أردوغان يُؤكّد مقتل 2000 جندي سوري وأنه طلب من بوتين "الابتعاد"
أرسل تعليقك