التحالفات السياسية في لبنان على القطعة لتأمين المصالح الآنية
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

التحالفات السياسية في لبنان "على القطعة" لتأمين المصالح الآنية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - التحالفات السياسية في لبنان "على القطعة" لتأمين المصالح الآنية

رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع
بيروت ـ فادي سماحه

المصالحة التي رعاها البطريرك الماروني بشارة الراعي، أخيرا، بين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، ليست هي الأولى من نوعها منذ العام 2005 الذي شكل منعطفا في تاريخ لبنان بعد اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري وخروج الجيش السوري من الأراضي اللبنانية. فالسنوات الـ14 الماضية شهدت سلسلة مصالحات وتفاهمات لا تزال تتحكم باللعبة السياسية الداخلية، وإن كان يتم خلط الأوراق بشكل محدود عند كل استحقاق، خصوصا عند الانتخابات النيابية أو الرئاسية.

ولعل أبرز التفاهمات التي عرفها لبنان، تفاهم «مار مخايل» الذي وقع خلاله «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» برئاسة العماد ميشال عون على اتفاق مكتوب، لا يزال ورغم كل التحديات التي واجهها منذ العام 2006 صامدا ومتينا، وإن كان يتعرض بين الحين والآخر لبعض الهزات. وقد سمح هذا الاتفاق لـ«حزب الله» بالحصول على غطاء مسيحي واسع، وأتاح وصول العماد عون إلى سدة الرئاسة بعد تمسك الحزب بترشيحه طوال عامين ونصف العام.

وشكلت المصالحة بين عون وجعجع في العام 2016 إحدى أبرز المحطات في تاريخ لبنان الحديث، باعتبار أن الرجلين خاضا حربا ضارية في العام 1990 أدت لمقتل وجرح المئات. ولم يقتصر التقارب العوني - القواتي على المصالحة، إذ وقع الطرفان في العام نفسه اتفاقا سياسيا تبنى على أساسه جعجع ترشيح عون إلى الرئاسة. إلا أن هذا الاتفاق سقط مؤخرا بعد اختلاف الفريقين على ترجمة باقي بنوده بعد رفض «الوطني الحر» تقاسم المقاعد الوزارية المسيحية مناصفة مع «القوات». ولعل أبرز ما حققته هذه المصالحة نجاح عون بتبوؤ سدة الرئاسة.
وشهد العام 2016 أيضا تفاهما أساسيا بين «التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل»، فبعد أن كان الحزبان خصمين بالسياسة تحولا في السنوات الماضية إلى حليفين سياسيين. فأيد الحريري انتخاب عون لرئاسة الجمهورية، وطوى «الوطني الحر» الذي لطالما حمّل «المستقبل» مسؤولية الوضع المالي الصعب الذي يرزح تحته لبنان، هذه الصفحة، فيما آثر الحريري التأكيد على كونه جزءا من العهد وبالتالي فهو مسؤول عن إنجاحه.

وبعد أن كان لبنان ينقسم ما بين فريقي 8 و14 آذار على مر 10 سنوات، سقطت هذه الاصطفافات في السنوات الـ4 الماضية وباتت معظم التحالفات السياسية تقوم «على القطعة» بما يؤمن المصالح الآنية لأطرافها.

ويعتبر أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور هلال خشان، أن السياسة في لبنان بمعظمها «شخصية»، أي تقوم على مصالح شخصيات معينة وهي أبعد ما تكون عن السياسة الوطنية القائمة على خدمة المجتمع، لافتا إلى أن لا بُعد استراتيجيا على الإطلاق لأي من التفاهمات القائمة، مشيرا إلى أنها ذات «بُعد مرحلي، لتقطيع مرحلة معينة».

ويرى خشان في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «التحاق معظم القوى اللبنانية بمحاور خارجية يجعل من الصعب قيام أي تحالفات جدية على أسس وطنية متينة»، معتبرا أن تحالف «حزب الله» - الوطني الحر «يؤمن المصلحة الآنية لطرفيه، سواء (حزب الله) الذي يسعى لإعطاء مشروعية لوجوده وسلاحه أو العماد ميشال عون الذي كان يسعى للوصول إلى سدة الرئاسة».

وأضاف: «الحزب لا يزال يحتمل التعاطي الصعب مع رئيس (التيار) جبران باسيل، لأنه يعلم تماما حاجته لاستمرار هذا التفاهم الذي يظهره جزءا من التيارات السياسية الأساسية في البلد».

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحالفات السياسية في لبنان على القطعة لتأمين المصالح الآنية التحالفات السياسية في لبنان على القطعة لتأمين المصالح الآنية



GMT 10:04 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تقصف مواقع عسكرية سورية جنوب البلاد

GMT 12:27 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس السوري بشار الأسد يجري تعديلات وزارية واسعة

GMT 10:39 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

بوغدانوف يناقش مع رئيس "منصة موسكو" تسوية الأزمة السورية

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 09:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 23:09 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

ديمة الجندي تسترجع ذكرياتها مع حاتم علي

GMT 07:47 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

مرتضى يتحدى الجبلاية ويفتح النار على جنش والخطيب

GMT 15:02 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

"رولز رويس" تكشف مكانة السيارات في الستينات

GMT 16:27 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيتي بيري تعاني إدمان التسوق والتبذير

GMT 11:35 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تطبيق جديد يشبه Photoshop يصل الهواتف الذكية

GMT 18:22 2020 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني تمثل مصر في نهائي جي بي مورجان للاسكواش

GMT 19:15 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

«ملامح الخمسينيات»... مفردات تعكس حالة من الحنين للماضي

GMT 12:41 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حالات يجب فيها تغيير زيت محرك السيارة فورًا تعرف عليها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24