دمشق ـ سورية24
أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» أنّها سلّمت، في عملية نادرة، مقاتلاً إيطالياً من تنظيم «داعش» لوفد من بلاده زار شمال شرقي سوريا الخاضع لسيطرة الإدارة الذاتية الكردية.وقال مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، إنّ «المتطرف الإيطالي سمير بوكانا اعتقل أثناء فراره من تنظيم (داعش) ووضع في الحجز وقد تم تسليمه للحكومة الإيطالية».ولم يوضح المتحدّث متى جرت عملية التسليم التي تمّت بطلب من روما، ولا ما إذا كان المتطرف الإيطالي المفترض قد غادر الأراضي السورية.ويقبع مئات المقاتلين الأجانب من تنظيم «داعش» في سجون المقاتلين الأكراد، ويُشكّل هؤلاء مع آلاف من أفراد عائلاتهم عبئاً على الإدارة الذاتية الكردية في شمال سوريا وشمالها الشرقي.
كما يشكّل هؤلاء المتطرفون وعائلاتهم أحد أبرز التحديات التي تواجهها القوات الكردية منذ مارس (آذار) حين أُعلن القضاء على «الخلافة» المزعومة التي كان التنظيم الإرهابي أقامها في سوريا والعراق.وكانت وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، اعتقلت سمير بوكانا في أغسطس (آب) 2018. أثناء محاولته الفرار إلى تركيا، حسبما أعلنت حينذاك.ويُعرف بوكانا أيضاً باسم «أبو عبد الله المهاجر»، وكان «مسؤولاً عن نقل الأسلحة» للتنظيم المتطرف، وفقاً للمقاتلين الأكراد.ولا يكف ّالأكراد عن مطالبة الدول الغربية وخصوصاً دول التحالف، بتحمل مسؤولياتها واستعادة مواطنيها لمحاكمتهم على أراضيها. ومع تردد غالبية الدول، طالبوا بإنشاء محكمة دولية خاصة لمحاكمتهم في سوريا.وكانت واشنطن تسلّمت في 2018 اثنين من رعاياها متّهمين بالانتماء إلى تنظيم «داعش»، كما تسلمت بيروت معتقلين لبنانيين.وفي العراق المجاور، تجري محاكمة متطرفين أجانب تمّ نقلهم من سوريا. وصدرت مؤخراً أحكام بالإعدام بحق 11 فرنسياً بتهمة الانتماء للتنظيم الإرهابي.وبالإضافة إلى المقاتلين الأجانب، تؤوي مخيّمات شمال شرقي سوريا 12 ألف أجنبي، هم أربعة آلاف امرأة وثمانية آلاف طفل من عائلات هؤلاء المتطرفين، يقيمون في أقسام مخصّصة لهم تخضع لمراقبة أمنية مشدّدة. ولا يشمل هذا العدد العراقيين.
ويُشكّل هؤلاء عبئاً كبيراً على الإدارة الذاتية التي تطالب الدول المعنية بتسلّم مواطنيها.
أقرا أيضا" :
وحصلت سلسلة عمليات تسليم لأفراد من عائلات المتطرفين الأجانب، لكنها تبقى محدودة مقارنة بالأعداد الضخمة في المخيمات.وقد تسلمت دول قليلة أفراداً من عائلات المتطرفين بأعداد كبيرة مثل أوزبكستان وكازاخستان وكوسوفو، بينما تسلّمت دول أخرى أعداداً محدودة، بينها فرنسا وبلجيكا والنرويج والولايات المتحدة.وتقول فرنسا على سبيل المثال إنها لن تعيد سوى اليتامى من أطفال المتطرفين الفرنسيين.
ويعرب مراقبون عن خشيتهم من أن تشكّل السجون والمخيمات سبباً لانتعاش التنظيم من جديد.وتطالب الإدارة الذاتية الكردية المجتمع الدولي بدعمها لبناء سجون جديدة مهيّأة وتأمين الحماية اللازمة لها، فضلاً عن تقديم مزيد من الدعم للمخيمات، حيث يقبع عشرات آلاف النازحين وأفراد عائلات مقاتلي التنظيم.
وقد يهمك أيضا" :
أرسل تعليقك