قرية عربية ارتبط اسمها بوباء فتّاك حصد أرواح الآلاف
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

قرية عربية ارتبط اسمها بوباء فتّاك حصد أرواح الآلاف

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قرية عربية ارتبط اسمها بوباء فتّاك حصد أرواح الآلاف

عمواس منها كان ابتداء الطاعون
رام الله _سوريه24

ضربت المنطقة العربية، أوبئة كثيرة، وقتل فيها آلاف الناس، سواء في المدن العراقية، أو مدن في الشام، أو في بعض مدن وقرى مصر، إلا أن قرية صغيرة في فلسطين، كان ارتبط اسمها بالطاعون، هي عمواس، وصار يقال في المصنفات العربية القديمة وكتب الإخباريين العرب: طاعون عمواس.

وتلفظ عمواس، بشكلين، الأول عَمَواس، كما يرد في بعض أمهات العربية، وعِمَواس، بالكسر، كما يضبطها ياقوت الحموي في معجم البلدان الذي يحدد مكان تلك القرية بالضبط فيقول: "هي كورة من فلسطين بالقرب من بيت المقدس" وينقل من بعض المصادر التي يعتمد عليها تحديدا أدق لمكان تلك القرية: "كورة عمواس هي ضيعة جليلة على ستة أميال من الرملة على طريق بيت المقدس، ومنها كان ابتداء الطاعون في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم فشا في أرض الشام، فمات فيه خلق كثير لا يحصى من الصحابة".

قتل 30 ألفاً
وفشا طاعون عمواس، في السنة الثامنة عشرة للهجرة. ويرد في (البداية والنهاية) لابن كثير، أن طاعون عمواس، مات فيه 25 ألفاً. وهو رقم كبير جداً قياساً بعدد السكان في ذلك الزمن. ويقول: "هذا الطاعون منسوبٌ إلى بلدة صغيرة يقال لها عمواس، وهي بين القدس والرملة، لأنها كان أول ما نجم الداء بها، ثم انتشر في الشام منها فنسب إليها، فإنا لله وإنا إليه راجعون". ويضيف بأن ثمة مصادر تقول إن طاعون عمواس قتل ثلاثين ألفاً.

وجميع الإخباريين العرب، مجمعون على أن طاعون عمواس، تسبب بموت عدد كبير من الصحابة، فضلا عن هلاك آلاف الناس، ومنهم من كان يموت وهو يتكلم أو يسقط أرضاً، فجأة، بحسب رصد إخباريين عرب جعلوا من عمواس اسماً أشهر من الطاعون نفسه.

ويروي الطبري في (تاريخ الرسل والملوك): "كان ذلك الطاعون يعنون طاعون عمواس، موتاناً لم ير مثله" ويقول: "كثر موته، وطال مكثه، مكث أشهراً حتى تكلم في ذلك، الناس". وتظهر من صيغ الإخباريين أن جائحة طاعون عمواس، لا مثيل لها، كما وصفها الطبري، خاصة وأنه لم يطلق تلك الصفة، على طاعون ضرب أهل الشام سنة 79 للهجرة، على الرغم من أنه كاد يفني أهل المنطقة لشدته، حيث قال: "فمن ذلك ما أصاب أهل الشأم في هذه السنة من الطاعون، حتى كادوا يفنون من شدّته! فلم يغز في تلك السنة أحدٌ فيما قيل، للطاعون الذي كان بها، وكثرة الموت".

طاعون عمواس، حصل في ذات السنة التي تسمى عام الرمادة "فتفانى بها الناس" بحسب الطبري. سنة 18 للهجرة، كانت في غاية القسوة على أبناء المنطقة، من الجزيرة العربية إلى الشام، من المجاعة الشديدة والقحط والجدب، إلى موت الآلاف بوباء طاعون عمواس: "كان طاعون عمواس في سنة ثماني عشرة، وفي هذه السنة، كان أول عام الرمادة، أصاب الناس محلٌ وجدب ومجاعة تسعة أشهر" يرد في (كتاب الطبقات الكبير) لابن سعد المتوفى سنة 230 هـ.

الطاعون الجارف لأنه يجرف كالسيل!
ويتحدث الإخباريون عن الوباء المذكور، لشدته وفتكه بالناس، كما لو أنه حدث تاريخي أو واقعة حربية، فيقولون مثلا عن فلان "كان شهد طاعون عمواس!".

وورد في (تاج العروس..): "طاعون عمواس، أول طاعون كان في الإسلام، بالشأم [الشام]". وينقل من مصادر: "عمواس، قرية بالشام، عرف الطاعون بها، لأنه منها، بدأَ". وبالنقل، ينفرد صاحب تاج العروس بمعنى لكلمة عمواس، فيقول: "وقيل: إنما سمّي طاعون عمواس، لأنه عمَّ وآسى: أي جعل بعض الناس أسوة ببعض".

وكان يشار إلى قوة الطاعون، بصفة عامة، بالجارف، فيقال الطاعون الجارف، لأنه يجرف الناس كجرف السيل، لكثرة عدد قتلاه، وقيل الطاعون الجارف بمرة من مرات الطاعون التي اجتاحت أرض العراق.

يذكر أن الشام ضربها أكثر من طاعون، في فترات مختلفة، في سنوات 107 للهجرة، و115. وكذلك الكوفة العراقية سنة 49 للهجرة، وواسط سنة 114، وضرب الطاعون الموصوف بالجارف العراق سنة 65 هجرية، وقتل فيه الكثير من أهل البصرة، وكان يشار إليه، لشدته، بالجارف فقط، دون حاجة لذكر كلمة الطاعون قبله، لاشتهاره بصفة الجرف التي استمدها من اجتياحه لحياة عدد كبير من الناس في ذلك الوقت.

وقد يهمك أيضا:

علماء يكشفون عواقب أخطر وباء في تاريخ الأرض

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرية عربية ارتبط اسمها بوباء فتّاك حصد أرواح الآلاف قرية عربية ارتبط اسمها بوباء فتّاك حصد أرواح الآلاف



GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 09:35 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

رباب يوسف تؤكّد أنّ كندا من أهم الدول السياحية

GMT 09:43 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 10:00 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

تنتظرك أمور مهمة خلال هذا الأسبوع

GMT 09:09 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

هبوط حاد لـ الدولار الأمريكي

GMT 05:24 2019 الأحد ,10 شباط / فبراير

أزياء المصمم عبد محفوظ لخريف وشتاء 2018-2019

GMT 17:40 2019 الأحد ,06 كانون الثاني / يناير

منتخب أستراليا يبدأ رحلة الدفاع عن كأس آسيا أمام الأردن

GMT 06:49 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

أحمد صلاح حسني يعرب عن سعادته بمشاركته في "أبواب الشك"

GMT 07:51 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فرج عامر يكشّف الصفقة "السوبر" التي حسمها "سموحة"

GMT 15:27 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

باكستان تؤكد إلتزامها بمواصلة دعم السلام في أفغانستان

GMT 20:11 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

12 دولة تبحث إصلاح منظمة التجارة العالمية

GMT 14:57 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب يسحت قُرادة حية من أُذن مريض

GMT 07:16 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

كاين مدينة تتميز بمتحف الحرب والكثير من النزهات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24