تجمع الآلاف من الناس في جميع أنحاء العالم لإقامة صلاة الغائب على الصحافي السعودي المغدور جمال خاشقجي، الذي قُتل في القنصلية السعودية في أسطنبول الشهر الماضي.
وأقيمت صلاة الغائب على الصحافي السعودي، عقب صلاة الجمعة، في المسجد النبوي الشريف والمسجد الحرام في مكة المكرمة علاوة على أقامتها في عدد من عواصم العالم منها أسطنبول، ولندن، وباريس، وواشنطن وتونس بعد ستة أسابيع من مقتله.
وفي تركيا ، احتشد المئات في "مسجد الفاتح" في اسطنبول ، حول نعش فارغ من الرخام ، حيث كان يجب أن يكون داخله جثمان خاشقجي الذي لم يتم العثور عليه بعد. وأدت حشود من المصلين صلاة الغائب عقب صلاة الجمعة، تلبية للدعوة التي أطلقتها التركية خديجة جنكيز خطيبة جمال خاشقجي و"رابطة أًصدقاء خاشقجي حول العالم".
ودعا المشاركون في الصلاة -وبينهم إعلاميون وسياسيون- السلطات التركية إلى مواصلة العمل للكشف عن تفاصيل جريمة اغتيال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.
وقال منصف المرزوقي ، وهو رئيس تونس السابق وصديق خاشقجي في بيان، إن صلاة اسطنبول نظمت من قبل مجموعة "أصدقاء خاشقجي" التي تشكلت حديثا ، والتي تدعم الصحفي.
وقال أنس التكريتي ، زعيم "الرابطة الإسلامية" في بريطانيا، "بعد سماع نداء خديجة جنكيز ، خطيبة خاشقجي ، أن "المسلمين حول العالم يؤدون صلاة الجنازة ، كنا نعتقد أن الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله هو القيام بالمثل". حيث وصل مئات الاشخاص إلى "مسجد فينسبري بارك" شمال لندن لأداء صلاة الغائب مساء الجمعة.
كما أعلن صلاح خاشقجي، نجل الفقيد، تقبل الأسرة العزاء في والده في منزله في مدينة جدة السعودية بداية من الجمعة. ويأتي إعلان نجل خاشقجي تقبل العزاء في والده، ليكون الأول رغم عدم العثور على جثته أو أي من رفاته بعد الإعلان الرسمي من قبل سلطات التحقيق السعودية المسؤولة عن القضية أن جمال خاشقجي قُتل و"تم تجزئة جثته".
وتحدث صلاح وشقيقه عبد الله عن وفاة أبيهما للمرة الأولى في وقت سابق من هذا الشهر ، فأصدروا نداءً عاطفياً إلى السلطات التركية والسعودية من أجل إعادة جثمان خاشقجي لدفنه في قبر العائلة في المدينة. ولم يتم العثور حتى الآن على جثة خاشقجي التي يعتقد المحققون أنها "قطعت وتمت إذابتها بحامض في منزل القنصل العام القريب من القنصلية".
وكشفت النيابة العامة، الخميس، عن نتائج التحقيقات بشأن مقتل خاشقجي، وقال وكيل النيابة العامة السعودية شلعان الشلعان، في مؤتمر صحفي، إن الجناة، وبعد وفاة خاشقجي، عمدوا إلى تقطيع جثته، وهي المرة الأولى التي تعترف فيها السلطات السعودية بتقطيع جثمان الصحفي خاشقجي.
وأوضحت النيابة أنه تم تشكيل فريق لإعادة خاشقجي إلى السعودية بأمر من نائب رئيس الاستخبارات، مضيفة أن مستشاراً سابقاً ساهم في الإعداد للعملية. وأشارت إلى أن المتهمين قدموا تقريرا كاذبا لنائب رئيس الاستخبارات السابق، وأن شخصاً واحدا منهم سلم جثة خاشقجي بعد تقطيعها إلى متعاون محلي، كما أسهم 5 متهمين بإخراج أجزاء الجثة من القنصلية، وقام أحد الأشخاص بتعطيل الكاميرات الأمنية. وأوضحت أنه قد رسمت صورة تقريبية للمتعاون المحلي وسيتم تسليمها للجانب التركي.
لكن أنقرة وصفت نتائج التحقيقات بأنها "غير مرضية"، وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو تعليقا على تصريحات النيابة العامة السعودية "لا أجد بعض هذه التصريحات مُرضّ. يقولون إن هذا الشخص قد قتل لأنه قاوم، بينما الجريمة كان مخططا لها مسبقا".
وأضاف "ومرة أخرى، يقولون إنه قد قطعت أوصاله، ولكن ذلك ليس عملا تلقائيا. فالأشخاص والمعدات الضرورية كانت قد جُلبت مسبقا لقتله وتقطيعه لاحقا".
أرسل تعليقك