أعلنت رئيس تحرير قناة "روسيا اليوم" والوكالة الدولية للأنباء "روسيا سيغودنيا"، مرغريتا سيمونيان، أنها تتبرع بمرتبها كله للأعمال الخيرية.
وجاء ذلك خلال برنامج "60 دقيقة" للبث المباشر على موقع "يوتيوب"، حيث أوضحت أنها متزوجة من المخرج والممثل وكاتب السيناريو والمذيع، تيغران كيوسايان، منذ خمس سنوات، وهو شخص ثري، وبالتالي فلا حاجة لها إلى أموال الحكومة.
وشرحت سيمونيان أن المتوسط العام لمرتبات الأطباء والمدرسين في روسيا متواضع، وهم يبذلون طاقة لا تقل عن الطاقة التي تبذلها، ولكنهم مع ذلك يعيشون في مستوى اجتماعي أقل منها، وبما أنها تحصل على مرتبها من الموازنة العامة للدولة، فقد شعرت بأن واجبها أن تتبرع بتلك الأموال، حتى تنام بسكينة، ولا يؤرقها ضميرها بشأن المواطنين المحيطين بها.
اقرا ايضا
البالغون الأميركيون يمضون الكثير مِن الوقت في مُشاهدة مقاطع الفيديو
وأجابت سيمونيان عن سؤال عما إذا كانت الدولة ترعى "برنامجا دعائيا"، لذلك يحصل القائمون عليه على أموال طائلة، وقالت "إن العكس هو الصحيح: أتذكر برنامج "المواطن الشاعر"، وكان برنامجا ضد الحكومة، وأنا أتمنى العافية والصحة لكل العاملين فيه.. وليس من قبيل الحسد، ولكنها الحقيقة. كان العاملون بهذا البرنامج يحصلون على أموال أكثر منا بكثير".
وتابعت سيمونيان "إن الرموز التي تعدها المعارضة الروسية، ووسائل الإعلام الغربية اليوم "دعائيين للدولة"، حصل جميع أفرادها على ثروتهم من العمل في قنوات خاصة، وفي الخارج، ولا يحصلون من الدولة على ذلك التمويل الذي يتحدثون عنه".
وقالت سيمونيان في حديثها عن الثراء، "إن علاقة المواطن العادي برجل الأعمال الثري لا تزال مرتبطة بالصورة النمطية عن الأثرياء، التي يعود تاريخها إلى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، بينما يعرف جميعنا كيف جاءت تلك الأموال. لذلك أصبح الآن من واجب رجال الأعمال أن يسعوا لإصلاح هذه الصورة، من خلال الأعمال والأنشطة التي يحس المواطنون بنفعها المباشر عليهم".
وأضافت "أنا أعرف شخصيا عددا من رجال الأعمال في بعض المناطق والأقاليم، ممن تمكنوا من تصحيح هذه الصورة النمطية المغلوطة".
وردَّت سيونيان في إجابتها عن سؤال بشأن "روسيا اليوم"، وحاجة الدولة الروسية إلى هذه القناة، وما إذا كانت القناة تمارس بالفعل دعاية لروسيا ومصالحها، "إن الحديث مع العالم ضروري، ومن المفيد أن يكون لروسيا صوتا مسموعا في كافة أنحاء العالم".
وقالت "لا أرى سببا يجعلنا نمتنع عن عرض وجهة نظرنا والدفاع عن مصالحنا. أما بشأن ازدياد ثقة مشاهدينا حول العالم، ولجوئهم أكثر فأكثر لقنواتنا للحصول على المعلومة، فذلك ليس ذنبنا. تفوقنا لا يعني سوى أننا الأكثر موضوعية وقبولا لدى جمهورنا الذي يثق فينا، ونعتز بثقته"، وأضافت "لهذا السبب، على سبيل المثال، تفوقت قناة روسيا اليوم العربية على قنوات تحصل على تمويل يصل إلى مئات الأضعاف من تمويلنا، وحصل موقع القناة على الإنترنت على المركز الأول بين القنوات الناطقة بالعربية لعام 2018".
كما أشارت سيمونيان إلى أن المستقبل سيكون للإنترنت بلا شك، وأكّدت على أن التلفزيون بشكله الحالي سوف يموت، لأن التوجه العام للمشاهدين حول العالم قد انتقل منه إلى الإنترنت، حيث يتمكن المستخدم من مشاهدة فيديوهات نفس البرامج التلفزيونية، والمسلسلات، والأفلام التي يبثها التلفزيون، مع فارق أن بإمكانه دائما بالتوازي أن يبحث عن معاني كلمات أو مفاهيم عبر "ويكيبيديا"، أو يبحث عن آراء وأشياء أخرى أثناء مشاهدة الإنترنت، وتلك الصبغة التفاعلية النشطة للإنترنت هي ما تكسبه جاذبيته أمام التلفزيون الذي يتحكم في مضمون بثه فريق الإعداد، ورئيس التحرير.
وصرحت سيمونيان عن هواية الطهو، بأنها تعشق الطهو، ولكنها تتمكن من ممارسته يوم الأحد فقط. وقالت إن الطهو قادر على معالجتها من الإجهاد والتوتر والقلق الذي يحيط بها طوال عملها في المؤسسات التي ترأسها أثناء الأسبوع.
وأكدت "حينما أطهو، فأنا في العادة أطهو أشياء كثيرة في نفس الوقت، لذلك فأنا أراقب كافة الأنشطة التي تحدث، من غليان هنا، وتقليب هناك، وذلك لا يدع أي مجال كي أفكر في العمل، وهو ما يجعل الطهو علاجا ناجعا من الإجهاد".
وقد يهمك أيضًا:
أسرار الأوضاع المُذرية والطُّرق التعسُّفية ضد العاملين في "الجزيرة"
مدير عام قناة "الجزيرة" القطرية يستقيل وتعيين سالم عبدالله السقطري خلفًا له
أرسل تعليقك