شعرت مصممة الأزياء الأميركية باتشيفا هاي، بالدهشة بعد زواجها من مصور الموضة الشهير ألكسي هاي، وكان السبب رمي ملابسه القديمة، حيثُ تذكَّرت إحدى الأُمسيات القريبة، أثناء جلوسها في شقتها في "أبر ويست سايدUpper West Side" في مانهاتن، وقالت "كان لديه ملابس رائعة، البدلات الأنيقة للغاية المكونة من ثلاث قطع، وأشياء من هذا القبيل".
وذكرت صحيفة "الغارديان" أن هاي حاولت إنقاذ بعض القطع، ولكن لم يكن من السهل إقناع ألكسي، وعلى الرغم من نشأته على اليهودية العلمانية تحول مؤخرا إلى الأرثوذكسية، وأراد تطهير ماضيه البعيد.
وتقول هاي "حرفيا كان يرمي كل شيء، وذهب إلى خياط في ويليامزبرغ، ليحصل على 10 بدلات، ليرتديها في الصور الفوتوغرافية، كان الأمر جنونيا".
وعلى الرغم من كون هاي ابنة لأسرة يهودية علمانية، لم يكن لديها ذلك الحماس الديني، ولكنه ظهر مؤخرا بعد تحول زوجها إلى الأرثوذكسية، أصبحت تبحث عن فساتين تناسب أيام السبت، من دون التضحية بأسلوب الملابس المفضَّل لديها، وعلى عكس زوجها، ذهبت إلى متاجر الملابس المستعملة التابعة لمصممة الأزياء المخضرمة، والتي أشتهرت في ثمانينات القرن الماضي "لورا أشلي"، وبدأت تبحث الفساتين ذات الأكمام الطويلة المزخرفة، والتي تعود إلى العصر الفيكتوري، حيث الأنوثة المتضخمة.
ونشأت هاي في كوينز، نيويورك، وحين كانت طفلة استمتعت بالرومانسية المبالغ فيها، وكذلك النفحات المسرحية، وبدت ملابسها وكأنها مستوحاة من مسرحية مدرسية، استمتعت بأدائها، فلديها فساتين البحارة، وكذلك القبعات المصنوعة من القش المكسوة بالشرائط.
وبدأت في ارتداء الفساتين ذات التصاميم القديمة في عام 2016، وذلك بعدما أخذت فستانا زهريا قديما إلى الخياطة؛ لتغيير أكمامه لتجعلها منتفخة، وكذلك ترفع خصره، باستخدام أقمشة قديمة وجدتها على الإنترنت.
وكان هذا الفستان، هو هدية عيد ميلاها الـ35 لنفسها، وحين طلبت صديقاتها تصميم فساتين لهن، بدأت في نشر صور الفساتين على تطبيق أنستغرام، وبعدها طلب منها متجر ياباني التعاون معها، وقالت:" حين أتصلوا بي، ذهبت لأقابلهم في إحدى الفنادق، وأنا أحمل 4 فساتين، لم يكن لدي عمل في هذه المرحلة."
وكان صعود هاي سريعا، في سبتمبر/ أيلول الماضي، كان عرض مجموعتها في أسبوع الموضة في نيويورك.
ويتم وضع تصاميم فساتين باتشيفا في مكان ما بين الممثلة جوليا لويس، في دور إلاني في فيلم Seinfeld""، ومايا فارو، في دور ألين، في فيلم "Her Sisters"، وتقول باتشيفا:" أحب مايا فارو، في ذلك الفيلم أرتدت ملابس مثل التي ترتديها جدتي، ولذلك هي من ثقافتي، ودائما معي".
وعلى الرغم من أن فساتين هاي تبدو قديمة وبها حنين إلى الماضي، ففي نفس الوقت تبدو مرحة وأنيقة، ويبدو أن جدة باتشيفا هي الروح المحركة لعلامتها التجارية، حيث قالت عن جدتها:" كانت ترتدي مثل هذه الملابس."
وقال زوجها "أعتقد أن باتشيفا تقلد جدتها، إنها تريد الاتصال بها من خلال فساتينها"، وهو ما أكدته والدتها، غيل روزنبرغ، إذ قالت إنها كانت قريبة جدا من جدتها، وأثر ذلك على أسلوبها، فقد كانت ترتدي الملابس التقليدية في الخمسينات والستينات، ومع تقدمها في السن أصبحت شخصية بوهمية صغيرة، تركت شعرها على طبيعته، وأرتدت فساتين الفلاحين، وأشياء من هذا القبيل، كما أنها تأثرت بكبار السن في بروكلين.
وتأثرت الفتاة أيضا وبطريقة مختلفة، بجدها هنري روزنبرغ، والذي كان يعمل محاميا، وتوفي مؤخرا، هناك صورتان شخصيتان له في غرفة نومها، واحدة مع آل غولر، نائب الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينون، وأخرى مع كلينتون.
وناضل جدها كثيرا، فقد ساعد اليهود الإثيوبيين على الهروب إلى إسرائيل في أواخر السبعينات، وقاتل من أجل أراضي الأميركيين الأصليين، وتقول هاي:" جعلني أشعر أنه من المهم وجود المغامرات في حياتنا، دفعني لتجربة أشياء جديدة، لم يكن يقلق كثيرا."، وأشارت هاي إلى رف الفساتين الفضفاضة في غرفة نومها، وقالت "لقد أحب هذا، كان فخورا جدا بي".
أرسل تعليقك