تمكنت وحدات من الجيش السوري من تدمير رتل لتنظيم “داعش” الإرهابي مؤلف من 3 عربات رباعية الدفع كان يتحرك في عمق البادية الشرقية في ريف حمص الشرقي، بالتوازي مع غارات شنها سلاح الجو السوري على مواقع للتنظيم في البادية.
ونقلت صحيفة “الوطن” السورية، يوم أمس الأربعاء، عن مصدر عسكري في الجيش السوري أن:
“وحدة من الجيش متمركزة في بادية تدمر بأقصى ريف حمص الشرقي رصدت أمس عدة تجمعات لمسلحي تنظيم داعش الإرهابي في محيط بادية تدمر ورتلاً مؤلفاً من 3 عربات رباعية الدفع يتحرك باتجاه عمق البادية الشرقية، وعملت على استهداف هذه التجمعات والرتل بمختلف الوسائط النارية، ما أسفر عن إيقاع عدد من القتلى والجرحى في صفوف داعش وتدمير عربتين وإعطاب عربة أخرى ومقتل وإصابة من بداخلها”.
وقالت الصحيفة أن سلاح الجو السوري استهدف بسلسلة غارات تحركات وتجمعات ومراكز لمقاتلي “داعش” الإرهابي في أقصى البادية الشرقية لمحافظة حمص، ما أدى لإيقاع إصابات محققة في صفوف التنظيم.
وكان مصدر عسكري سوري أفاد لوكالة “سبوتنيك” في وقت سابق أن تنظيم “داعش” الإرهابي يستغل الدعم اللوجستي الأمريكي من حيث الاستطلاع وتشويش الاتصالات ومهاجمة نقاط عسكرية بشكل متكرر.
وأكد خبراء عسكريون واستراتيجيون أن استمرار وجود “داعش” في البادية السورية مرتبط بالمصالح الأمريكية التي تستخدم وجوده كمبرر لبقاء قواتها من جهة، وكأداة لقطع الطريق بين العراق وسوريا وبين طهران وبيروت (أي قطع الطريق البري بين دول المحور).
وفي هذا الصدد اعتبر اللواء والخبير العسكري الإستراتيجي محمد عباس في حديثه لوكالة “سبوتنيك” أن الولايات المتحدة تلعب دورا في دعم مجموعات ” داعش” من أجل تكريس وجودها العسكري بحجة محاربته، وتسعى لقطع طريق بين البوكمال والتنف من أجل عدم تمكن دول المحور من ربط طرقها وتوحيدها، وقال:
“الوجود الإرهابي في البادية هو وجود طبيعي عندما نتحدث عن الأطماع الأمريكية وعندما نقول أن أمريكا تستثمر في هذه المجموعات الإرهابية لكونها النسخة العربية من منظومة بلاك ووتر الأمريكية، وعندما نتحدث أيضا عن الدور الإسرائيلي الأمريكي في الاستثمار في قسد، فنتأكد تماما أن ما يحدث في المنطقة الشرقية هو محاولة فاشلة من قبل الأمريكي للإبقاء على “داعش” الذي يعتبر فزاعة تستخدمها واشنطن بالقول إن “داعش” باقية وإنها ستجدد نفسها، الأمر الذي يتطلب بقاء الوجود الأمريكي بحيث تضمن تحقيق أهداف إستراتيجية لها”.
وأضاف اللواء عباس: “هناك هدف استراتيجي اليوم لأمريكا من مخيم الركبان، الذي يعتبر قاعدة لوجستية متقدمة للجيش الأمريكي، وغطاء طبيعي لتوليد داعش، وتكريسه من خلال مخيم الركبان الذي يقوم بإمداد داعش بالطاقة البشرية وأيضا يمنحه “بعد مجتمعي”، ويوفر الفرصة للقول أن بداية مدينة جديدة سوف تتشكل في هذه المنطقة، ستكون نقطة استقرار وانطلاق نحو البوكمال وأيضا تقدم لقسد ومجموعات أخرى من البوكمال باتجاه التنف”
وأردف الخبير السوري: “هذا يعني أن هناك مصلحة أمريكية بعدم استقرار المنطقة من أجل الاستثمار في داعش، لأن الخط الممتد من البوكمال للتنف هو شريان حيوي ونقطة اتصال بين سوريا والعراق، بين طهران وبيروت، وكذلك يربط الحزام الصيني (طريق الحرير) بالبحر المتوسط، وبالتالي أوروبا، وبالتالي من مصلحة الولايات المتحدة السيطرة على هذه المنطقة ومنع سيطرة الدولة السورية على هذه المنطقة”.
وبالنسبة لدور “قسد”، قال اللواء عباس: “قسد لا حول لها ولا قوة، فهي منظومة أمريكية تنفذ ما تطلبه أمريكا منها، فهي هنا ليست صاحبة قرار وليست سيدة نفسها، فهي منتج أمريكي، ويتم اللعب على النزعة الانفصالية في شمال شرقي سوريا ويعدونهن بكيان أو دولة جديدة، فإسرائيل هي التي تسعى لتكريس دور قسد، وإسرائيل الآن تسعى ولها دور كبير في قطع الطريق الممتد من التنف إلى البوكمال”.
من ناحيته قال الدكتور والخبير محمد كمال الجفا لوكالة “سبوتنيك” حول هذا الموضوع: “المشكلة الأكبر التي تعترض إكمال إغلاق هذا الملف هي الولايات المتحدة الأمريكية وسيطرتها على نقطة التنف واستخدامها كقاعدة انطلاق واستنزاف واستقطاب لكل المقاتلين الإرهابيين المنهزمين من جبهات قتالية أخرى وحتى من الدواعش الذين يعتبرون قاعدة التنف نقطة دعم خلفية صديقة لهم.. علما أن القوات الأمريكية لم تدخل ولا مرة في عملية قتالية ضد داعش بل على العكس كانت تستهدف قوات الجيش العربي السوري أثناء ملاحقته فلول داعش التي تتحرك في محيط القاعدة أو حتى التي كانت تلتجئ إلى القاعدة بعد كل هجوم تشنه على القوات السورية وحلفائها”.
وتابع: “لازالت جيوب متعددة لداعش متواجدة في الصحراء السورية، وبقيت ضمن ثلاث مناطق جغرافية معقدة متباعدة متنقلة تعمل بمبدأ الذئاب المنفردة تقوم بعمليات خاطفة ضد مواقع الجيش العربي السوري والقوات الرديفة… ومنذ انتهاء المعارك الكبرى ضد داعش في دير الزور وتحرير البوكمال والميادين وسياسة القضم والحصار التي اتبعها الجيش العربي السوري لم تستكمل هذه القوات تطهير كامل المناطق الصحراوية في ثلاث جيوب وهي:
– الأولى.. الممتدة من جنوب السخنة بموازاة طريق تدمر دير الزور في بقعة مستطيلة تشغل نصف المسافة تقريبا ما بين السخنة ودير الزور بعرض غير محدد لكن بأحسن الأحوال لا يتجاوز عرض الجيب 20 كم .
– الثانية.. تقع ما بين دير الزور والميادين غربا وهي أيضا غير محددة المساحة بدقة وتتراوح ما بين طول 35 كم وعرض 15 كم لكنها مناطق مقفرة مهجورة وإمكانية الحياة فيها معقدة وصعبة جدا والعناصر المتواجدة فيها من تنظيم داعش تعتمد على الإغارة الليلية والسرقة والحصول على الطعام والشراب ومهاجمة قوات الجيش وقوافل الأغذية والقوافل التجارية المتجهة إلى دير الزور.
– المنطقة الأخيرة الثالثة.. هي الأكبر والأكثر غموضا وخطورة وتقع في مثلث الميادين البوكمال مقتربة من الحدود الأردنية قرب مطار الظهر يقدر طول المنطقة بـ 50 كم وعرضا بـ 20 كم وهذه المنطقة لم تقوم قوات الجيش بتطهيرها ويستغل عناصر داعش هذه الطبيعة الصحراوية القاسية في الاختباء والتحرك والتنقل والإغارة
وأضاف الجفا: “كل هذه المناطق من الممكن أن يتم نقل العناصر إليها أو تقديم العون لها بالسلاح والذخيرة والغذاء عبر قاعدة التنف أو عبر خلايا نائمة لوجود بيئة حاضنة بدوية رعوية متنقلة بسبب وجود روابط عائلية وعشائرية ما بين قاطني هذه المناطق وبالتالي عملية تطهير هذه البقع الثلاث يحتاج جهود دولية وتنسيق ومعدات اتصال وأجهزة رؤية ليلية وآليات مخصصة للعمل في الظروف الصحراوية وقوات ضخمة جدا ورصد لا تستطيع سوريا حاليا تأمينها أو تفريغها لهذه الجبهات في ظل الأوليات المرتبطة بخطط الجيش العربي السوري في جبهات أخرى”.
وقد يهمك أيضا:
التحالف الدولي تجري عمليات لتدمير مركز عبور داعش من سورية للعراق
قوات سورية الديمقراطية قسد تحتل مبان حكومية سورية في الحسكة
أرسل تعليقك