دمشق - سورية 24
تمكنت البعثة الوطنية للتنقيب التابعة لدائرة آثار السويداء من الكشف عن الأجزاء السفلية للسور الغربي لمدينة شهبا الأثرية وإظهار الأساسات والمداميك التي لم تكن ظاهرة ومعرفة امتدادها.رئيس دائرة آثار السويداء الدكتور نشأت كيوان أوضح في تصريح لنشرة سانا سياحة ومجتمع أنه وخلال التنقيبات الحالية في منطقة خربة الجوبة ضمن أسوار مدينة شهبا الأثرية والتي تقوم بها البعثة الوطنية في دائرة آثار السويداء بمشاركة عدد من خريجي وطلاب قسم الآثار في كلية الآداب الثانية بالسويداء وطلاب الدراسات العليا والهندسة المدنية والعمارة تم إظهار الأجزاء السفلية من السور المضاعف حيث تبين وجود ممر بجانب السور الذي تم تدعيمه بشكل متدرج لميل الأرض باتجاه الجرف الصخري للأسفل باتجاه الغرب.
وبين كيوان، أن السور الحجري الذي يحيط بشهبا والذي تم تشييده في عهد الإمبراطور فيليب العربي بين عامي 244 و249 ميلادي لحماية المدينة وتحصينها بسبب طبيعتها الجغرافية والجيولوجية يأخذ شكل مستطيل غير منتظم بطول نحو 1200 متر وعرض 1000 متر ويعد الأطول في المنطقة الجنوبية والأكثر حفاظاً على شكله ويتراوح ارتفاعه ما بين 5 و7 أمتار وتخترقه أربع بوابات رئيسية تتوسطها ممرات كبيرة وبعض الأبراج الدفاعية بالإضافة لكون بعض أجزاء السور مضاعفا أي أنه مدعم وهذا ما نشاهده في الجهة الغربية من المدينة.
ولفت كيوان، إلى أن هذا الكشف يسهم في زيادة المعرفة بتقنيات البناء المستخدم وكيفية تعامل المعماريين مع مناسيب الأرض والحلول المعمارية لهذا الموضوع بالإضافة لكشف وإظهار المزيد من المعالم الأثرية لمدينة شهبا التي تعتبر من أهم المدن الكلاسيكية في جنوب سورية وشهدت ازدهاراً في عهد الإمبراطور فيليب العربي في القرن الثالث الميلادي كونها مسقط رأسه حيث أراد أن يجعل منها مدينة عريقة تنافس أعظم مدن الغرب ولا سيما روما فأطلق عليها اسم مدينة "فيليبوبوليس" وشيد فيها العديد من المباني التي مازالت شاهدة على عراقتها واستمر الاستيطان فيها في القرنين الرابع والخامس في العهد البيزنطي.
أقرا أيضا" :
ومن أبرز المعالم الأثرية التي ماتزال ماثلة إلى يومنا هذا في شهبا المسرح الروماني، والحمامات الأثرية الكبرى، والمدفن "الفيلبيون" وهو عبارة عن ضريح إمبراطوري مربع الشكل مبني من الحجر البازلتي القاسي كمعبد جنائزي لعائلة الإمبراطور فيليب العربي إضافة إلى المعبد الإمبراطوري الروماني ومتحف شهبا الذي يحتوي العديد من لوحات الفسيفساء.
وقد يهمك أيضا" :
أرسل تعليقك