اختفاء الأدوية من صيدليات الشمال اللبناني تُثير مخاوف المواطنين من رفع الدعم
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

أغلبها يتعلق بالأمراض المزمنة والتوقف عن تناولها يُشكّل خطراً على الحياة

اختفاء الأدوية من صيدليات الشمال اللبناني تُثير مخاوف المواطنين من رفع الدعم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - اختفاء الأدوية من صيدليات الشمال اللبناني تُثير مخاوف المواطنين من رفع الدعم

الأدوية
بيروت - سورية 24

أكثر الأحاديث تداولاً في صيدليات الشمال اللبناني هذه الأيام هو فقدان الأدوية. فقد تدخل إلى صيدلية ولا تجد إبر الكزاز مثلاً، وقد تسأل عن أي دواء ولا تجده. يُدرك من يقصد الصيدليات في الشمال وعكاّر اليوم أنّ أدوية عدّة فُقدت، كما فُقِد بديلها، وهي في معظمها أدوية أمراض مُزمنة، كالسكّري والضغط وغيرها، توقّف المريض عن تناولها يُشكّل خطراً على حياته. لقد دخلنا في أزمة الأدوية وتأمينها، حتى قبل أن يقرّر مصرف لبنان رفع الدعم بشكل رسمي، ما سيشكّل كارثة الكوارث على المواطنين والمرضى من جهة، وعلى أصحاب الصيدليات وشركات التوزيع من جهة أخرى.

عملياً، وصلت الفوضى التي تشهدها القطاعات في لبنان إلى قطاع الدواء الذي كان حتى الأمس القريب، بعيداً منها، ومن الواضح أنّ تهافت اللبنانيين على شراء الأدوية وتخزينها كان من أسباب فقدان الأدوية الرئيسية. أما تهافتهم عليها فسببه خوفهم بعد الحديث عن رفع الدعم عنها وما يسمعونه عن ارتفاع أسعارها بشكل جنوني.

وما زاد من منسوب خوفهم، كلام حاكم مصرف لبنان الأخير بأنّ “المصرف المركزي لم يعد بمقدوره الإستمرار بدعم استيراد المحروقات والدواء والقمح على سعر 1515 ليرة للدولار، الأمر الذي أثار هلعهم، فلجأوا إلى شراء الأدوية ولا سيّما المزمنة منها وتخزينها خوفاً من ارتفاع أسعارها بشكل كبير. وفي حين لا يحبّذ أي صيدلي أن يأتيه أي زبون ويقول له أنّ الأدوية، ولا سيّما للأمراض المزمنة غير متوفرة عنده، صار يفضّل أن يتركها لزبائنه، لأن شركات التوزيع تقنّن في تسليم الأدوية للصيدليات، والمندوب الذي كان يأتي إلى عكّار كلّ أسبوع مثلاً، صار يأتي مرّة كل شهر أو شهرين.

وفي هذا السياق، يقول الصيدلي الدكتور يحيى أيّوب لـ”نداء الوطن”: “هناك تهافت كبير على شراء الأدوية ويبدو أنّ التخزين هو السبب، فالمرضى متخوّفون من رفع سعر الدواء، وهذا التهافت سبب رئيسي في الأزمة. ومن جهة أخرى، الوكلاء يسلّمون الصيدليات كمّيات محدّدة من الأدوية لا سيّما الأدوية المزمنة التي يتوقّعون أنّها تكفي حاجة الصيدلية في الشهر، حتّى لو كان طلبها أكثر من ذلك. وهذا الأمر يحتّم على أصحاب الصيدليات بيع بعض الأدوية المزمنة لزبائنهم فقط لأن شركات الأدوية تمارس تقنيناً على أصحابها في التسليم”.

ويضيف أيّوب: “هناك حديث عن رفع الدعم، ولا ندري هل هو رفع نهائي، وترك الدواء على تسعيرة دولار السوق السوداء أم تسعيرة الدولار على 3900. مما لا شك فيه أنّ رفع الدعم النهائي عن الأدوية سيؤدّي إلى مضاعفات خطيرة بالنسبة لأصحاب الصيدليات والمواطنين وشركات الأدوية أيضاً”، حيث يشدّد أيّوب على أنّه “مهما كانت الظروف، فإن قطاع الدواء يجب أن يبقى بمنأى عن أيّ اهتزاز لأنّه عنصر لا يمكن الإستغناء عنه ويؤثّر على حياة الناس وصحّتهم بشكل مباشر”.

فوضى القطاع
يخاف الفقراء في الشمال، وما أكثرهم، من ارتفاع سعر الأدوية أضعافاً كما يُحكى، بحيث يرتفع سعر علبة البانادول مثلاً من 5000 إلى 15 أو 20 ألف ليرة، فهي ليست لحماً لكي يتخلّى عنه، بل مادة لا يمكن الإستغناء عنها.

وممّا لا شك فيه أنّ هناك فوضى كاملة يشهدها قطاع الدواء ويعاني منها مباشرة الثلاثيّ: الصيدليات والشركات والمواطنون. وإذا كان ارتفاع أسعار المواد الغذائية قد أدّى بالناس إلى التماشي مع الواقع المُستجدّ والتغيير في نمط الأكل والمصروف وشراء المواد الأخرى بأقلّ الأسعار، وإذا كان رفع الدعم عن المحروقات يمكن التعويض عنه بتخفيف التنقّلات ربّما، إلا أنّ المواطن لن يجد أي حلّ في ما خص الدواء، لأنّه لا يمكن الإستغناء عنه أو استبداله، وخصوصاً الأشخاص الذين يحتاجون إلى أدوية مزمنة.

تهريب الدواء المدعوم

من جهته، يرى رامي أسعد (صيدليّ من عكّار) أنّ “ارتفاع سعر الدولار جعل الدواء في لبنان أرخص من باقي الدول، ما أدّى إلى وقف تهريب الأدوية من سوريا وتركيا وزيادة الطلب على الدواء في السوق اللبناني. ويعمد بعض الوكلاء والمستوردين الى تهريب الدواء المدعوم إلى خارج لبنان وبيعه بسعر أعلى طمعاً بالحصول على fresh money بالدولار.

يضاف إليها آلية الدعم لمصرف لبنان والأمور الإدارية والروتين الذي يتسبّب في تأخير صرف الإعتمادات، وبالتالي التأخير في استيراد الدواء، ما يجعل المخزون في لبنان يتناقص، وعمد معظم الوكلاء والشركات الى عدم تسليم الدواء للصيدليات وتخزينه في مستودعاتهم طمعاً بربح زائد في حال تمّ رفع الدعم عنه”.

ويشدد أسعد على أنّ الصيدلي “هو الحلقة الأضعف في كلّ ذلك، لأنّه خسر قيمة مخزونه من الأدوية منذ رفع سعر الدولار، وهو يبيع على 1515 وكلّ مشترياته كباقي الناس هي على دولار السوق السوداء، لا سيّما المصاريف التشغ

يلية للصيدليات. نحن كصيادلة، وكما نتمنّى ألا يتمّ رفع سعر الدواء رأفة بالناس، فإنّنا نطالب أيضاً برفع جعالة الصيدلي لكي نتمكّن من العمل في ظروف ملائمة. قطاع الصيدليات يتأثّر سلباً من هذه الفوضى الحاصلة وهناك صيدليات عدّة أقفلت في لبنان وقد يؤدّي رفع الدعم بالعديد من المكاتب العالمية للإنسحاب من لبنان، وتسريح العديد من الموظفين من أعمالهم، وهذه مشكلة إضافية على الواقع الإجتماعي اللبناني”.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الكشف عن طريقة بسيطة لتخفيض خطر الإصابة بالجلطة الدماغية والسرطان

العلماء يكشفون دور العدوى المرضية في تدمير منظومة المناعة في جسم الإنسان

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اختفاء الأدوية من صيدليات الشمال اللبناني تُثير مخاوف المواطنين من رفع الدعم اختفاء الأدوية من صيدليات الشمال اللبناني تُثير مخاوف المواطنين من رفع الدعم



GMT 13:17 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 15:23 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

عراقيل متنوعة تسيطر عليك خلال الشهر

GMT 08:03 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

لن يصلك شيء على طبق من فضة هذا الشهر

GMT 12:44 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

الجمارك تُسهِّل هروب تاجر مخدرات من سورية لقاء رشوة مالية

GMT 18:40 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

إصابة أسطورة الملاكمة دوران بفيروس كورونا

GMT 07:35 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

5 نصائح بسيطة تضمن أناقة منزلك أمام الضيوف تعرفي عليها

GMT 11:05 2020 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

مصطفى قمر يعزي إيهاب توفيق في وفاة والده

GMT 06:48 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد القاضي يكشف توقعات الابراج لشهر كانون الأول

GMT 22:33 2018 الإثنين ,04 حزيران / يونيو

إدارة نادي الفيصلي تفاوض ياسين حمزة لاعب الاتحاد

GMT 12:22 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

ميشال عون يبدأ زيارة رسمية للعراق الثلاثاء

GMT 20:51 2021 الأربعاء ,17 آذار/ مارس

وفاء موصللي تكشف عن دورها في مسلسل "الكندوش"

GMT 17:36 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

تعرف على أهم صيحات الموضة الغريبة لعام 2021
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24