لندن ـ كاتيا حداد
يُوثّق فيلم جديد الآثار المتناقضة لتدخين السجائر مقارنة بجهاز التدخين الإلكتروني "الفاب" أو ما يسمى بالسجائر الإلكترونية، وكانت النتائج صادمة إذ أجرت مؤسسة الصحة العامة في إنجلترا تجربة لتحديد الأثر المدمر للتدخين على الجسم، وأوضحت كيف يمكن تجنب مثل هذا الضرر اللاحق من خلال التحول إلى استخدام السجائر الإلكترونية أو الإقلاع عن التدخين.
وأصدر الفيديو كونه آخر نسخة من حملة "HealthHarms" التابعة إلى مؤسسة الصحة، وهي مبادرة تسعى إلى تشجيع المدخنين على التخلص من هذه العادة في يناير/ كانون الثاني، من خلال إظهار الضرر الدائم الذي يمكن أن تفرضه كل سيجارة، ووفقا إلى الأبحاث فإن أكثر من 44% من المدخنين يعتقدون خطأ بأن الفاب ضار مثل التدخين، أو لا يدركون أنه يشكل مخاطر أقل بكثير على الصحة، ومن المتوقع أن يحاول ما يصل إلى نصف مليون مدخن الإقلاع عن التدخين الشهر المقبل، وفي الفيلم، يقوم خبراء الصحة، الدكتور ليون شهاب، والدكتورة روزماري ليونارد، بتجربة مرئية توضح المواد الكيميائية المسببة للسرطان والقار الذي يستنشقه المدخن العادي في الشهر، مقارنة مع غير مدخن أو شخص يستخدم السيجارة الإلكترونية الفاب.
وتحاكي التجربة تأثيرات استنشاق دخان التبغ، ودخان السجائر الإلكترونية، والهواء العادي في الرئتين، حيث ثلاث رئات ممثلة بثلاث جرات مليئة بالصوف القطني، ويتم توصيل كل جرة بمضخة، واحدة تحتوي على دخان سيجارة عادية، وأخرى دخان سيجارة إلكترونية، والثالثة تمثل هواء استنشاق غير مدخن، وفي نهاية التجربة، يكون الصوف القطني في مضخة التبغ بني اللون، وينسد أنبوب المضخة بسبب القطران، وعلى النقيض، فإن السجارة الإلكترونية لم تحدث تأثيرا يذكر، ولا يبدو القطن مختلفا، ولم يتغير لون الأنبوب كثيرا.
وقال البروفيسور جون نيوتن، مدير تطوير الصحة في مؤسسة الصحة، إن التجربة توضح بصريا التناقض الصارخ بين تأثير التدخين والفاب.
وتشير تقديرات الأبحاث إلى أن تأثير خطر الفاب أقل بنسبة 95% من خطر تدخين السيجارة العادية.
وأضاف البروفيسور نيوتن: "سيكون من المأسوي تأجيل المئات من المدخنين الإقلاع عن التدخين باستخدام الفاب، نظرا للمخاوف الخاطئة بشأن السلامة"، مشيرا: "نحتاج إلى طمأنة المدخنين بشأن السجائر الإلكترونية وأنها أقل ضررا من السجائر العادية".
وأوضح: "نرغب في مساعدة المزيد من المدخنين في محاولة الإقلاع التام عن التدخين باسخدام السيجارة الإلكترونية، أو استخدام بديل آخر للنيكوتين، لأن ذلك سيحسن فرص نجاحهم بشكل كبير".
وقال الدكتور شهاب، وهو أستاذ أكاديمي بارز في مجال الإقلاع عن التدخين، وأستاذ مشارك في علم النفس الصحي في جامعة لندن إن "الاعتقاد الخاطئ بأن الفاب ضار مثل تدخين السجائر العادية يمنع آلاف المدخنين من الانتقال إلى السجائر الإلكترونية لمساعدتهم على الإقلاع عن التدخين"، مضيفا: "آمل أن تساعد هذه التجربة التوضيحية الناس على رؤية الأضرار الضخمة الناجمة عن التدخين والتي يمكن تجنبها عن طريق التحول إلى استخدام السجائر الإلكترونية".
ويزيد التدخين بنسبة 50% من خطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان وأمراض القلب، ويضاعف خطر الموت بالسكتة الدماغية
.وتشير الأبحاث إلى أن الأشخاص المقلعين عن التدخين باستخدام السيجارة الإلكترونية أقل عرضة للعودة إلى التدخين مرة أخرى.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا
" F D A " تفرض قيودًا على بيع السجائر الإلكترونية
علماء يحذّرون من خطورة السجائر الإلكترونية
أرسل تعليقك