كشفت أبحاث حديثة، أن شاي الكاموميل أو "البابونج" يمنكه التحكم في مستويات السكر في الدم. والمشروب العشبي يساعد في إدارة مستويات السكر في الدم لدى المرضى من خلال تأثيره على هضم الكربوهيدرات ، وفقًا لما ذكره البروفيسور ريتشارد بلاكبيرن، وهو رئيس مجموعة أبحاث المواد المستدامة في جامعة ليدز في إنجلترا.
وعمل البروفيسور بلاكبيرن ، الذي يقوم بدراسة الأهمية للزهرة الصفراء كصبغة، مع علماء آخرين لاكتشاف نفس المركبات التي تعطي النبات لونه، ليكتشف أنه يتحكم في الهضم والكربوهيدرات، ويعتقد أن هذه المركبات يمكن استخراجها واستخدامها للأغراض الطبية. وقال البروفسور بلاكبيرن: "ببساطة ، قد يكون شرب شاي البابونغ مفيدًا في التحكم في مرض السكري".
ووفقا للاحصائيات فإنه يعاني حوالي 4.6 مليون شخص من مرض السكري في بريطانيا، ويعاني حوالي 90٪ منهم من النوع الثاني. وفي مقال بصحيفة " The Conversation" ، يناقش بلاكبيرن كيف يمكن لبابونغ فتح الباب أمام علاجات جديدة لمرض السكري.
استخدام البابونغ في البداية كصبغة:
قال بلاكبيرن "البابونغ - تلك الزهرة الصفراء التي غالبا ما تصنع كمشروب ساخن قبل النوم - هي نبات مثير جدا للاهتمام منذ القدم.وقد تم اكتشاف مؤخرًا أن الزهرة قد تتحكم في مرض السكري أو حتى تمنعه - والآن ساعدت أبحاثي في الأصباغ النسيجية التاريخية في تحديد المركبات المحددة المعنية".
ويضيف: "أعمل مع البروفيسور كريس راينر منذ أكثر من 15 عامًا لتطوير تقنيات جديدة لتحديد كيمياء الألوان الطبيعية المستخدمة عبر التاريخ لصبغ المنسوجات، وقبل اكتشاف ويليام بيركين للنبات عام 1856، وكان يعتبر أول صبغة صناعية تستخدم بمستخلصات ملونة من النباتات والحيوانات".
ويكمل "تصنع الطبيعة مزيجًا معقدًا من المركبات المختلفة في هذه النباتات الصبغية ، ويتم نقل الكثير منها إلى المنسوجات أثناء الصباغة ونحن نحلل الزهور التاريخية لمعرفة ما إذا كانت هذه المركبات موجودة ام لا في محاولة لتحديد متى وأين وكيف تم صبغها ومع أي نبات". ويمكن أن تقدم الكيمياء ونسبة هذه الجزيئات معلومات مهمة عن أنواع النباتات التي استخدمت لصبغ الألياف أو التقنية المستخدمة في عملية الصبغة.هذه المعلومات ذات أهمية قصوى لأغراض الحفظ والاستعادة ، فضلا عن الكشف عن المعلومات عن الأصول الإثنوغرافية للمصنوعات اليدوية".
كيف يفيد شاي الأعشاب مرضى السكري
وأضاف البروفيسور العديد من التقنيات التي استخدمت لاستخراج الصبغات من عينات النسيج تسبب تلف لجزيء الصبغة، مما أدى إلى فقدان المعلومات حول البصمة الكيميائية التي يحتمل أن تكون متاحة. ولكننا طورنا طرق استخراج "ناعمة" جديدة باستخدام الجلوكوز، الذي يمكنه الحفاظ على جزيء الصبغة أثناء الاستخراج والتحليل، واستخدمت هذه التقنيات الجديدة في التحقق من الأصباغ التي كانت شائعة الاستخدام قبل منتصف القرن التاسع عشر.
واحد من هذه النباتات المستخدمة على مر التاريخ كان البابونغ، الذي يعطي اللون الأصفر المشرق على الصوف والقطن والألياف الطبيعية الأخرى. وهناك دليل على استخدامه في أوروبا وآسيا لصبغ المنسوجات التي تعود إلى مئات السنين. وحددنا المكونات الطبيعية الأخرى الموجودة في عدة أنواع من البابونغ في محاولاتنا لفهم خصائص تلوينها وتحديدها في الأنسجة ، في عملية تطوير معرفتنا بشكل كبير من كيمياءها المعقدة.
وبعد ذلك ، أجرى فريق من الخبراء، بقيادة البروفيسور غاري ويليامسون في كلية علوم الأغذية والتغذية بإنجلترا، مجموعة من الابحاث لمعرفة كيمياء البابونغ، كطعام ، والذي يعرفه معظم الناس وعلى دراية بأن استخدام البابونج يكون بمثابة شاي الأعشاب ، وغالبا ما يرتبط بالمساعدة على النوم . ويتجسد الاعتراف بخصائصه الطبية كمخفف ومهدئ من خلال إدراجه كعقار رسمي في صيدليات الأدوية في 26 دولة ، بما في ذلك بريطانيا. لكننا لم ندرك أنه من المحتمل أن يكون له فوائد غذائية أخرى. وقد كان البابونغ الألماني يستخدم لمشاكل الجهاز الهضمي منذ القرن الأول.
شاي البابونغ يتحكم في مرض السكري أو الوقاية منه:
قضى هذا الفريق السنوات القليلة الماضية في دراسة العلاقة بين مكونات النظام الغذائي وهضم الكربوهيدرات: على وجه التحديد ، كيف يمكن أن تساعد بعض المركبات الطبيعية في التحكم في مستويات الجلوكوز في الدم.وقد فحصوا العديد من المستخلصات النباتية وحددوا البابونغ الألماني (Matricaria chamomilla) على أنهما فعالان جدا في السيطرة على مرض السكري في عام 2017.لكن ما كان مهمًا حقًا هو فهم أي المركبات على وجه الخصوص المسؤولة عن هذا النشاط.
وقام العلماء بتطبيق التقنيات الحديثة لاستخراج المنسوجات التاريخية لاستخراجها وتحليل زهور البابونغ. وقد حددوا أربعة مركبات نشطة في البابونغ قادرة على التحكم في عملية الهضم للكربوهيدرات ، اثنين من هذه المركبات ، هما apigenin-7-O-glucoside و apigenin ، هما لونان أصفران كانا موجودان سابقا في منسوجات صوف مصبوغة بالبابونغ أما المركبان الآخران فقد تم التعرف عليهما بشكل خاطئ من قبل باحثين آخرين ، وهما (Z) و (E) −2-hydroxy-4-methoxycinnamic acid glucosides. هناك أيضا القدرة على استخراج وتركيز هذه المكونات من البابونج للتطبيق الطبي. ببساطة ، قد يكون شرب شاي البابونغ مفيدًا في السيطرة على مرض السكري أو حتى الوقاية منه. ويبدو أن فهم كيمياء الأصباغ النباتية في الاستخدام الشائع قبل منتصف القرن التاسع عشر يمكن أن يفتح علاجات جديدة للطب الحديث.
أرسل تعليقك