يسعى فريق النصر السعودي لتعويض تعادله إياباً، وتسجيل نتيجة إيجابية أمام مستضيفه الوحدة الإماراتي اليوم، في إياب دور الـ16 الآسيوي، فيما يهدف الاتحاد السعودي لتأكيد انتصاره ذهاباً على ذوب آهن الإيراني (2 / 1)، خلال المواجهة التي ستجمعهما على ملعب استاد حمد الكبير في الدوحة، حيث تقام المباراة على هذا الملعب، نظراً لقطع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران منذ مطلع عام 2016، إذ خاضت فرق البلدين مبارياتها ضمن المسابقة الآسيوية الموسم الماضي على أرض محايدة، وهو ما تم اعتماده أيضاً في النسخة الحالية.
ويظل تعادل النصر والوحدة ذهاباً غير مطمئن لكلا المدربين، إلا أن حظوظ الفريق الإماراتي في التأهل تبقى الأوفر، بينما يحتاج النصر للخروج بنتيجة إيجابية أو تحقيق الفوز، بعدما اهتزت شباكه في مباراة الذهاب.
وسيدفع البرتغالي روي فيتوريا، مدرب النصر، بكل أوراقه في هذه الموقعة، مع التركيز على عدم ارتكاب الأخطاء في الخطوط الخلفية ومنتصف الميدان، ومن المرجح أن يشرك نواف الفرشان منذ بداية اللقاء لتعزيز النواحي الهجومية، وتعويض غياب حمد آل منصور بسبب الإصابة التي لحقت به في المباراة الماضية.
اقرا أيضا:
ولن تبتعد تشكيلة الأصفر عن الأسماء التي شاركت في المباراة الماضية بحثاً عن الاستقرار، حيث سيتولى البرازيلي مايكون قيادة الخطوط الخلفية في منطقة متوسط الدفاع، وبجانبه عمر هوساوي لاعب الخبرة، وعلى ظهيري الجنب عبد الرحمن العبيد وسلطان الغنام، وفي منتصف الميدان الخماسي نواف الفرشان وعبد الرحمن الدوسري وجوليانو وعبد الله الخيبري وفهد الجميعة، فيما يبقى المغربي عبد الرزاق حمد الله الورقة الأهم في الفريق السعودي في خط المقدمة، إذ إنه يجيد ترجمة جميع الفرص لأهداف، بعدما زار شباك الضيوف في مباراة الذهاب، ولن تعيقه الإصابة التي تعرض لها في الرأس عن المشاركة في مواجهة هذا المساء.
ويأمل النصر بمواصلة مسيرته في الأدوار الإقصائية التي يشارك فيها للمرة الأولى منذ 2011، يوم خرج على يد ذوب آهن. وعلى غرار الوحدة، حقق النصر رقماً مميزاً بوصوله للمباراة الخامسة توالياً دون هزيمة، وهي أفضل سلسلة له في المسابقة القارية.
وعلى الرغم من تعثره، أبقى المدرب البرتغالي روي فيتوريا على تفاؤله بعودة النصر من أبوظبي ببطاقة التأهل، بقوله بعد الذهاب: «قدمنا مباراة ممتازة، وصنعنا فرصاً محققة للتسجيل، عكس الوحدة الذي استغل فرصة واحدة وسجل منها»، مضيفاً: «سنذهب إلى الإمارات وهدفنا الفوز». وشدد على أن لفريقه «الشخصية اللازمة للعودة مرة أخرى في الإياب».
وفي غياب صانع الألعاب يحيى الشهري المصاب، يفتقد النصر لاعباً مهارياً في خط الوسط، على غرار المغربي نور الدين أمرابط الذي استبعده فيتوريا من القائمة النهائية للأجانب الأربعة، التي ضمت حارس المرمى الأسترالي براد جونز، والثنائي البرازيلي مايكون وجوليانو، وحمد الله.
وانتقد النجم السابق للنصر فهد الهريفي اختيارات فيتوريا، وغياب أمرابط الذي برز في الدوري الموسم الماضي، ومع منتخب بلاده في نهائيات كأس الأمم الأفريقية، وكتب بعد التعادل مع الوحدة، عبر «تويتر»: «الفريق يحتاج لاعب لديه حلول فردية... ومالها إلا أمرابط».
وعلى الجانب الآخر، يدخل الهولندي موريس، المدير الفني للوحدة، بأفضلية الذهاب، ومن المتوقع أن يحافظ على نظافة شباكه، والدخول بطريقة دفاعية مع الاعتماد على استغلال الهجمات المرتدة السريعة لخطف هدف يضع الفريق السعودي تحت الضغط. ويعتمد المدرب الهولندي على تأمين خطوطه الخلفية، والاكتفاء بالكرات الطويلة المرسلة للاعبي الأطراف دا سيلفا وطحنون الزعابي، والأول استطاع زيارة المرمى النصراوي في المباراة الأخيرة، فيما يتولى إسماعيل مطر لاعب الخبرة مهمة صناعة اللعب ومساندة تيغالي المهاجم الوحيد.
ولم يذق الوحدة الذي يكفيه التعادل السلبي للتأهل طعم الخسارة في آخر 6 مباريات في المسابقة القارية، محققاً بذلك أفضل سلسلة في تاريخه، متفوقاً على ما حققه عامي 2004 و2007، حين لم يخسر في 5 مباريات متتالية في طريقه لبلوغ ربع ونصف النهائي على التوالي.
وقدم الوحدة أداءً جيداً في الرياض، في أول مباراة رسمية بقيادة مدربه الهولندي موريس شتاين الذي حل بديلاً لمواطنه هينك تين كات. وتمكن الفريق الإماراتي من انتزاع التعادل في الدقيقة 53 عبر البرازيلي ليوناردو دا سيلفا، الذي رفع به رصيده في ترتيب الهدافين إلى 9، بعدما افتتح التسجيل للنصر هدافه المغربي عبد الرزاق حمد الله بهدف رأسي رائع.
وعلى الرغم من الأداء والنتيجة في الرياض، حذر شتاين فريقه من أن «التأهل لم يحسم بعد، فلدينا مواجهة في أبوظبي، والنصر يمتلك لاعبين رائعين، وفريقاً كبيراً وخطيراً، لذا يجب أن نعمل بشكل أكبر في مباراة الإياب».
وأثبت شتاين صحة خياراته، عندما عزز صفوف فريقه قبل الأدوار الإقصائية، فاستعار لاعبي الوسط الأوروغوياني نيكولاس ميليسي من الظفرة، وفواز عوانة من بني ياس، لموسم واحد. وشكل اللاعبان، مع دا سيلفا والأرجنتيني سيباستيان تيغالي والكوري تشانغ وو ريم وحارس المرمى الدولي محمد الشامسي والمخضرم إسماعيل مطر صاحب التمريرة الحاسمة في هدف التعادل، نقطة قوة «العنابي».
ومن جهته، يأمل الاتحاد، بطل المسابقة عامي 2004 و2005، بالعبور إلى ربع النهائي للمرة الأولى منذ 2013، حيث سينتظره لقاء سعودي خالص مع الفائز من المواجهة بين الغريمين الأهلي والهلال.
وطالب رئيس النادي السعودي، أنمار الحائلي، مشجعي الفريق بمواصلة الدعم، حتى وإن كان فريقهم ينافس خارج أرضه، علماً بأن إدارة النادي قد أعلنت وضع شاشة عملاقة في ملعبه لمتابعة المباراة.
ورأى الحائلي أن الفوز ذهاباً «يعد عودة وانطلاقة قوية للفريق» الذي عانى في الموسم الماضي، مشدداً على أن مجلس الإدارة يواصل «العمل الإيجابي بكل جد واجتهاد بحثاً عن إسعاد وإرضاء الجماهير».
في المقابل، يعوّل ذوب آهن على ذكريات عام 2010، حين أقصى الاتحاد من الدور الأول، قبل أن يبلغ النهائي، ويخسر أمام سيونغنام الكوري الجنوبي، في أفضل نتيجة له في المسابقة القارية. وحمل شارة قيادة الفريق الإيراني في تلك المباراة النهائية لاعبه قاسم حدادي فر (36 عاماً)، مسجل الهدف الوحيد لذوب آهن من ركلة حرة رائعة في مرمى الاتحاد، في مباراة الذهاب في نسخة العام الحالي.
وتلقى ذوب آهن في مباراة الذهاب خسارته الأولى في المسابقة القارية هذا الموسم، علماً بأنه لا يزال الفريق الوحيد في منافسات غرب آسيا الذي حافظ على نظافة شباكه 3 مرات.
ويملك الاتحاد 3 فرص للتأهل، ويدرك التشيلي سييرا، المدير الفني لفريق الاتحاد، أن مهمة فريقه ليست بالسهلة، خصوصاً في ظل غياب المهاجم الهداف القادر على ترجمة الفرص أمام المرمى، إلا أنه حقق نتيجة مرضيه في مواجهة الذهاب بتحقيق الانتصار (2 / 1). واتضح خلال الحصص التدريبية الأخيرة استقرار المدرب على الأسماء ذاتها التي شاركت في موقعة الذهاب، بوجود عساف القرني في حراسة المرمى، ورباعي خط الدفاع عبد المحسن فلاتة وزياد الصحافي وحمدان الشمراني وسعود عبد الحميد، بينما اعتمد على الثلاثي الأجنبي كارلوس فيلانويفا وعبد الإله المالكي وخالد السميري وفيشو في خط المنتصف، ويتبادل الثنائي خمينزي ورماريو الأدوار الهجومية.
ويميل التشيلي سييرا، مدرب الفريق السعودي، للنهج الدفاعي، والاحتفاظ بالكرة بين أقدام لاعبيه لأقصى وقت ممكن، لاستنزاف طاقة الفريق المنافس، واستغلال سرعة لاعبي الأطراف لبناء الهجمات المرتدة السريعة، كما يتملك أوراقاً رابحة على مقاعد البدلاء، بوجود عبد العزيز البيشي الذي يعد أهم الأسماء التي يشركها في شوط المباراة الثاني، إلى جانب عصام المولد وعبد العزيز العرياني.
وفي الجهة المقابلة، لن يرضى علي رضا منصوريان، مدرب الفريق الإيراني، بقبول الخسارة الثانية من الاتحاد، وسيدفع بكامل قوته الهجومية بحثاً عن التأهل للدور المقبل. وخاض منصوريان مواجهة الذهاب بتحفظ مبالغ فيه، حتى مع تأخر فريقه بالنتيجة، حيث ظل متراجعاً في مناطقه الخلفية. ويعتمد مدرب ذوب آهن على الكرات الثابتة، واستغلال مهارة لاعبيه في الألعاب الهوائية، ويمتلك مجموعة متجانسة من اللاعبين، إلا أن حداديفار ومطهري دنيال يبقون من أهم الأسماء التي يعتمد عليها، بالإضافة إلى صادقي حارس المرمى الذي تحمل عبء المباراة الماضية، وتصدى لكثير من الفرص الاتحادية المحققة.
من جانبه، سيملك الهلال أفضلية على منافسه المحلي الأهلي في بلوغ دور الثمانية بدوري أبطال آسيا لكرة القدم، عندما يلتقي الغريمان السعوديان في إياب دور الستة عشر في الرياض يوم الثلاثاء.
وانتفض الهلال بعد التأخر مرتين في النتيجة، ليفوز (4 / 2) على الأهلي، في قمة مثيرة في جدة، في مباراة الذهاب يوم الثلاثاء الماضي، بفضل ثلاثية المتألق بافتيمبي جوميس.
ومنح هذا الانتصار دفعة معنوية كبيرة للهلال في أول مباراة رسمية تحت قيادة المدرب الروماني المخضرم رازفان لوتشيسكو. لكن رغم الفوز بنتيجة كبيرة، لا يزال لوتشيسكو يشعر بحذر كبير من انتفاضة ممكنة لغريمه الأهلي، بعد المباراة الأولى المتقلبة.
وقال مدرب الهلال الجديد: «لم يُحسم أي شيء بعد. تركيزنا يجب أن ينصب بالكامل على مباراة الإياب، إذا كنا نريد تحقيق نتيجة (جيدة)، والوصول إلى دور الثمانية».
واستفاد الهلال من أخطاء دفاعية كبيرة للتسجيل في لقاء الذهاب، لكن لوتشيسكو لا يرى مشكلة في ذلك، ويعتقد أن أهم شيء هو نجاح ناديه في تحقيق انتفاضة هائلة.
وأضاف المدرب الروماني «إذا لم تحدث أخطاء في كرة القدم، ستنتهي كل المباريات دون أهداف، لكن بالنسبة لي أهم شيء أننا نجحنا في العودة بقوة إلى المباراة». وتقدم الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش، مدرب الأهلي الجديد، باعتذار للمشجعين بعد الخسارة الثقيلة، لكنه يدرك أن السبيل الوحيد لإيصال الرسالة سيتمثل في القتال أمام الغريم التقليدي.
ويوم الثلاثاء أيضاً، ستقام قمة قطرية بين الغريمين السد والدحيل على بطاقة الظهور في دور الثمانية، بعد انتهاء مباراة الذهاب (1 / 1) الأسبوع الماضي.
وأسفرت المباراة الأولى عن جدل كبير، بعدما احتج تشابي، قائد برشلونة السابق، بشكل غير لائق في الثواني الأخيرة، مطالباً باحتساب ركلة جزاء لنادي السد، في مباراته الأولى كمدرب بعد الاعتزال كلاعب.
وقال تشابي إنه لا يشعر أن نتيجة مباراة الذهاب كانت عادلة. وأضاف الفائز بكأس العالم مع منتخب إسبانيا: «أعمل مع اللاعبين منذ 3 أسابيع، وأنا سعيد بكل ما قدموه، وكنا أفضل من الدحيل، لكن هذه كرة القدم؛ النتيجة ليست سيئة بعد التسجيل خارج الأرض».
وسيفتقد الدحيل المدافع المغربي مهدي بن عطية لعدة أسابيع، بعد إصابة في ركبته في لقاء الذهاب، وخضوعه لجراحة في فرنسا.
وقد يهمك ايضا:
أرسل تعليقك