معامل صمدت وأنتجت طوال فترة الأزمة وأثبت الصناعي السوري أنه قادر على تخطي كل الصعاب مهما كانت وتمكن بمهارته وحنكته رغم الحصار الجائر الذي فرض على الاقتصاد والصناعة السورية منذ ثماني سنوات من ايصال المنتج السوري إلى الكثير من الدول وشعار صنع في سورية بقي رغما عمن أرادوا الدمار والخراب لسورية.
وفي عيد العمال العالمي رصدت سانا كيف واجه الصناعيون السوريون الإرهاب والحصار وما هي السبل التي أبقت الصناعة السورية متميزة رغم محاولات البعض محوها وتدميرها وإلحاق خسائر كبيرة بها متناسين أن إرادة السوريين لا يمكن أن تهزم فكانت آلامهم وما أصاب ممتلكاتهم ومعاملهم من خراب الشرارة للانطلاق من جديد وبامكانيات بسيطة ومتواضعة حافظت على اسم الصناعة السورية وتخطت الحدود التي رسمت لها .
الصناعة الغذائية كانت من أوائل المنتجات التي صدرت إلى مختلف دول العالم وباتت العلامات التجارية السورية تطلب بالاسم هذا ما أكده الصناعي محمود خورشيد صاحب منشاة بوظة لمندوبة سانا خلال جولة في مدينة عدرا الصناعية لافتا إلى أن المعمل بدأ بالإنتاج عام 2009 ومنذ ذلك الوقت لم يتوقف رغم الظروف الصعبة التي المت به خلال السنوات الماضية .
خورشيد أكد أن انتاج المعمل يغطي السوق المحلي ويصدر إلى لبنان وقريبا يصل إلى العراق والسودان ومصر لافتا إلى أن كل سوري هو مشروع بحد ذاته والصناعي السوري تغلب على كل العوائق واثبت وجوده في جميع الدول ومنوها بالجهود الكبيرة التي تقدمها الدولة لاستقرار وحماية الصناعة السورية ولا سيما وزارة الكهرباء التي بذلت جهودا كبيرا ليبقى التيار الكهربائي على مدار 24 ساعة رغم الحرب اضافة إلى الجهود التي تقدمها إدارة المدينة من خدمات وتسهيلات للصناعيين إلى جانب تضحيات الجيش العربي السوري الذي امن الحماية للصناعيين ليستمروا في العمل والانتاج .
زنبركجي اسم لمع في انتاج الشوكولا والبسكويت بجميع أنواعه ويوضح مدير الإنتاج في الشركة مازن عز الدين أن التعاون من إدارة المدينة الصناعية والخدمات التي وفرتها كانت الأساس الذي مكنهم من متابعة العمل والإنتاج ووجود منتجهم في جميع المحافظات السورية وخارج سورية لافتا الى انه بعد تطهير الجيش العربي السوري للعديد من المناطق بات السوق المحلي يستوعب كامل انتاج الشركة.
البياضات والقطنيات السورية هي أيضا اكتسبت مكانة خاصة بجودتها وتقنيتها ولدينا الكثير من الماركات التي نالت شهرة عالمية مثل الهدى للبياضات التي انطلقت عام 1987 في مكان صغير تصل مساحته إلى 2500 متر بمنطقة حرستا حسب ما أكده مدير الإنتاج في المصنع محمد أسامة طرفان.
طرفان بين ل سانا أنه بعد سنوات من العمل تم الانتقال إلى منشأة في منطقة محاذية لمدينة عدرا الصناعية تصل مساحتها إلى 32 ألف متر مربع جهزت بأحدث التقنيات والمكنات بعدد عمال تجاوز الـ600 عامل باختصاصات مختلفة .
وقال طرفان إنتاج الشركة حاز المراتب الأولى في الجودة والجمال وغطى جميع انحاء سورية وصدر الى جميع دول العالم لكن في ليلة وضحاها تحول هذا العمل الكبير إلى رماد بفعل ارهابيين مجرمين دخلوا إلى المنطقة وعاثوا فسادا وتدميرا وحرقا فيها حتى الحجر لم يسلم من اجرامهم.
وبتصميم كبير أكد طرفان أنه رغم الخسائر الكبيرة التي لحقت بالشركة لم نتوقف عن الانتاج وبقي اسم الهدى موجودا في السوق المحلي من خلال استئجار مكان متواضع في ضواحي دمشق وبعد دخول الجيش الى منطقة تل كردي وعدرا واستعادتها من الارهابيين دخلنا مباشرة إلى المعمل وتمكنا من تأهيل 2000 متر مربع واستقطبنا عددا من العمال وباشرنا في الانتاج لافتا إلى انه خلال فترة عام سيعود المعمل افضل مما كان وبتقنيات ومكنات احدث .
الصناعي جهاد العش من شركة الكمال المتخصصة بانتاج المجموعات الكهربائية قال ان المنتج يذهب الى جميع الشركات والموءسسات الصناعية في القطاعين العام والخاص والشركة تلبي جميع احتياجات السوق من مجموعات التوليد الكهربائية إضافة إلى تصدير المنتج الى العديد من الدول.
مدير الاستثمار في مدينة عدرا الصناعية مدين نصرة اوضح ان عدرا الصناعية أمنت جميع احتياجات السوق المحلي طيلة السنوات الماضية ولم تتوقف عن العمل والانتاج بفضل حماة الديار الذين امنوا لها الحماية بمساندة جيش من الصناعيين الذين واكبوا انتصارات الجيش وحققوا نجاحات اقتصادية مهمة.
وأشار نصرة إلى أن مدينة عدرا الصناعية تضم اكثر من 1000 منشأة مستثمرة بينها 300 معمل موسمي وهناك منشآت منتجة واخرى غادر أصحابها البلد نتيجة ظروف الحرب ومن المتوقع عودتهم قريبا لاستئناف العمل والإنتاج مشيرا إلى أن المراسيم والقوانين والأنظمة لم تعد تسمح بإقامة منشآت صناعية خارج حدود المدن والمناطق الصناعية التي منحت الصناعيين المخالفين مدة عامين لتسوية مخالفاتهم ونقلها الى داخل المدن والمناطق الصناعية.
أرسل تعليقك