موسكو- سورية 24
نشرت مجلّة “فورين بوليسي” مقالاً لمراسلها في بيروت أنشيل فورا، تحدّث فيه عن أنّ ما ترغب روسيا بالحصول عليه مقابل تدخّلها في سوريا هو المال لإعادة الإعمار، إلا أنّ المانحين الأساسيين لم يُعلنوا أنّهم سيقدّمون المال بعد.
وقال الكاتب: “كان لدى روسيا العديد من الدوافع عندما تدخلت عسكريًا في سوريا لصالح الرئيس بشار الأسد في أيلول 2015″، مشيرًا الى أنّ “الكرملين كان يخشى أن يفقد السيطرة على القاعدة البحرية في طرطوس التي تعدّ من أبرز الأمور الإستراتيجية لموسكو في الشرق الأوسط، لا سيما إذا تمّ إسقاط النظام السوري حينها، كذلك فمن خلال دعم الأسد تكسب موسكو أوراق إعتماد في المنطقة لتُنافس الدول الغربية”.
وتابع الكاتب أنّه بعد أربع سنوات تقريبًا من التدخّل العسكري الروسي في سوريا وفقدان المعارضة ل مساحات شاسعة كانت تسيطر عليها، حققت روسيا معظم أهدافها في سوريا، أمّا الآن فهي تحوّل تركيزها إلى هدف آخر، إذ يرغب الكرملين في أن توفر له دمشق مفاجأة مالية.
ووفقًا لثلاثة سياسيين لبنانيين تحدّثوا للمجلّة، فقد أصبح المال الآن هو العامل الرئيسي الذي يحفز جهود السياسة الروسية في سوريا. فقد أوضحوا أنّ روسيا تودّ الإستفادة من جزء كبير من المبلغ المقدر بحوالي 350 مليار دولار لإعادة إعمار سوريا، مما سيتيح لها تنويع اقتصادها القائم على الموارد، ما يعني أن تتمكّن من تأمين عقود في مجموعة واسعة من القطاعات مثل بناء محطات توليد الطاقة وبناء البنى التحتية الأخرى.
من جانبه، قال ديبلوماسي بارز في الاتحاد الأوروبي لـ”فورين بوليسي”: “روسيا تريد أموالنا لإعادة إعمار سوريا، حتى تتمكن الشركات الروسية من الحصول على العقود”. ورأى الديبلوماسي أنّ هذا الأمر قد يبقى صعب المنال، لأنّ الدول الأوروبية لا تريد تقديم الأموال لإعادة إعمار سوريا، في ظلّ الوضع الحالي.
إلى ذلك، أشار الكاتب إلى أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرض تسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى سوريا مقابل الحصول على مساعدات ماليّة من الدول الغربية لسوريا. وفي حزيران الماضي في هلسنكي وفي آب من ألمانيا، طلب بوتين من الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي دفع تكاليف إعادة الإعمار إذا كانوا يريدون أن يعود النازحون الذين لجأوا إلى دول في الشرق الأوسط، إضافةً إلى أوروبا، وقال إنّ 1.7 مليون لاجئ على الأقل يمكنهم العودة إلى سوريا في المستقبل القريب. كما أعلنت الحكومة الروسية أنها ستشكل لجانًا مشتركة مع الدول المضيفة للاجئين مثل لبنان لتسهيل عودتهم.
قد يهمك أيضًا:
الاقتصاد البريطاني يسجل نموًا بوتيرة أسرع خلال الـ3 أشهر الأولى من 2019
حاملة الطائرات الأميركية تضرب الريال الإيراني
أرسل تعليقك