تشوهاي - سورية 24
أبدت أكبر شركتين لصناعة الطائرات في العالم، رغبتهما في إنهاء الحرب التجارية المستعرة بين الولايات المتحدة و الصين مع افتتاح الصين لأكبر معارضها الجوية مستعرضة طموحاتها في القطاع. وصدرت تعليقات «بوينغ» و«إيرباص» خلال افتتاح معرض الصين للطيران، الذي ينعقد كل عامين وانطلقت أعماله في مدينة تشوهاي الساحلية، ويستمر من 6 إلى 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث عادة ما يكون مناسبة لعرض التقدم الذي أحرزته الصين في مجال الطيران. وفقا لـ«رويترز».
وأصبحت الصين ساحة رئيسية لاقتناص الصفقات لشركات الطيران الأجنبية، بفضل الارتفاع الكبير في الطلب الصيني على السفر، لكن الآفاق تعقدت بفعل رغبة بكين في تنمية شركات عملاقة لها في صناعات كثيرة، من بينها الطيران وأشباه المواصلات والروبوتات.وتوترت العلاقات بين بكين والولايات المتحدة على وجه الخصوص، فالرئيس الأميركي دونالد ترمب ينتقد الصين لما يراه سرقة لحقوق الملكية الفكرية ووضعاً للعراقيل أمام الشركات الأميركية وعجزاً تجارياً متفاقماً، بينما تنظر الصين إلى تلك الشكاوى باعتبارها غير منطقية. ودخل الطرفان في حرب رسوم متبادلة على سلع بمليارات الدولارات. وتفادت الطائرات المُصنعة في الولايات المتحدة، وهي من أكبر صادرات أميركا إلى الصين، رسوم بكين حتى الآن، وقال المحللون إنهم يترقبون ما إذا كانت الحرب التجارية ستمتد إلى شركات مثل «بوينغ». وقال جورج شو، أكبر مسؤول تنفيذي لـ«إيرباص» في الصين خلال مؤتمر صحافي، إن شركة صناعة الطائرات الأوروبية أكبر منافس لـ«بوينغ» لا تتوقع مبيعات مرتفعة في ظل التوترات. وتابع: «أنا صيني ونحن لا تعجبنا مثل هذه الحرب التجارية... لا يوجد فائز في مثل تلك الحرب التجارية».
وتقول مصادر في قطاع الطيران إن «إيرباص» كانت تأمل في إبرام صفقة لبيع 184 طائرة إلى الصين خلال زيادة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبكين في يناير (كانون الثاني)، لكن يبدو أن المفاوضات تعثرت.
وفي كلمات منتقاة بعناية، قال ريك أندرسون نائب رئيس «بوينغ» لمبيعات شمال شرقي آسيا، إن الصين سوق طيران سريعة النمو وإنه يعتقد أن واشنطن وبكين تدركان ذلك. وأضاف: «نستمر في التواصل مع قادة الولايات المتحدة والصين، وفي التشجيع على حوار بناء لحل الخلافات التجارية... نحن متفائلون بحل سريع».
أبدت الصين والولايات المتحدة في الأيام الماضية تفاؤلا بإمكانية حدوث اختراق، بعدما تحدث ترمب بالهاتف مع الرئيس الصيني شي جينبينغ الأسبوع الماضي.
وأعلنت الدولتان أيضا يوم الجمعة عن إطلاق حوار أمني على مستوى عال تأخر كثيرا، لكن الصين لم تظهر بعد علامة على ترويض طموحاتها في اللحاق بالمنافسين، مثل الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، في مجال التكنولوجيا الفائقة.
ومن بين المشروعات التي عرضتها الصين في تشوهاي، نموذج بالحجم الكامل للطائرة عريضة البدن «سي آر 929» التي تقوم بتطويرها مؤسسة الصين للطائرات التجارية بالاشتراك مع «يونايتد إيركرافت كوربوريشن» الروسية، على أمل أن تتمكن في نهاية المطاف من منافسة الطائرات «بوينغ 787» و«إيرباص إيه 350».
وتقدر «بوينغ» أن السوق العالمية للطائرات عريضة البدن ستصل قيمتها إلى 2.5 تريليون دولار على مدى العشرين عاما القادمة، مع نمو أحجام أساطيل الطيران لأكثر من مثليه، إلى 9180 طائرة. وتشكل الطائرات عريضة البدن نحو 20 في المائة من التسليمات العالمية المتوقعة على مدى تلك الفترة، لكنها تشكل نحو 40 في المائة من حيث القيمة.
وشاهد مئات المشاركين والمسؤولين التنفيذيين عرضا جويا شاركت فيه 3 مقاتلات شبح صينية من نوع «تشنغدو جيه 20»، وهو الطراز الذي ظهر للمرة الأولى خلال المعرض نفسه قبل عامين. وحلقت الطائرات الصينية الحديثة 60 ثانية فوق سماء المعرض.
ودخلت الطائرة «جيه 20» الخدمة العام الماضي، ويقول الخبراء إنها جزء من خطط بكين لتضييق فجوة التكنولوجيا العسكرية مع الولايات المتحدة وطائرتها الشبح «إف 35».
أرسل تعليقك