القاهرة - سورية24
لا يزال كابوس كورونا يؤرق العالم مع سرعة انتشاره وتحذيرات العلماء من شدة الموجة الثانية ولا سيما بعد إعلان منظمة الصحة العالمية أنه قد لا يكون هناك من حل مطلقا. وخلال الأشهر الأولى من 2020 بدأ الفيروس القاتل يتفشى في أنحاء العالم لكن بعد فترة ليست قصيرة من الإغلاقات المشددة أصبح “تخفيف الإجراءات” عنوان المرحلة التي شهدها منتصف فصل صيف هذا العام. منظمة الصحة العالمية حذرت في الأثناء من موجة ثانية لكورونا في دول العالم وهو ما حدث بالفعل في عدد منها الأمر الذي فجر قلقا دوليا من موجة انتشار واسعة أخرى بعد اتجاه العديد من الدول إلى الإعلان عن مواجهتها الفعالة للفيروس لكن المنظمة أعادت التحذير من أن ملايين البشر في أنحاء العالم معرضون للموت إذا حدثت موجة ثانية.
وفي منطقة الشرق الأوسط أشارت المنظمة إلى أن الوضع المرتبط بكوفيد19 خطير ويبعث على القلق في ظل زيادة حادة بالإصابات بالوباء ما تسبب بتزايد الضغط على النظم الصحية والعاملين الصحيين وهم يتكبدون المشاق من أجل تلبية الطلب على الخدمات المرتبطة بالتصدي لكورونا وغير المرتبطة به. تحذيرات عالمية وحكومية وصحية وطبية بعودة جائحة كورونا مرة أخرى رافقها انصراف عدد كبير من المواطنين عن اتباع الإجراءات الاحترازية اللازمة ومن هنا بدأت المخاوف تتزايد من الموجة الجديدة وهو ما ظهر جليا في عدة دول أوروبية منها إسبانيا مع قفزة كبيرة في الإصابات بعد أن فتحت البلاد أبوابها للسياح وامتلأت الشواطئ بالمصطافين وخاصة في مدينة برشلونة.
الوجه المرعب للموجة الثانية لجائحة كورونا بدأ جليا في العديد من دول العالم التي عاودت بعضها تشديد الإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار الفيروس مع محاولات أوروبية حثيثة إنقاذ عطلة عيد الميلاد للاحتفال بها مع تقاليد وعادات معينة اعتادوا عليها. العديد من دول أوروبا اتخذت إجراءات جديدة للتعامل مع الأزمة ففي بريطانيا وهي الأكثر تضررا في القارة العجوز قررت السلطات نهاية أيلول الماضي إغلاق الحانات والمطاعم في العاصمة لندن كما اتخذت فرنسا وإسبانيا إجراءات جديدة أملا في تجنب الوصول لأوضاع مماثلة لما كانتا عليه في شهري آذار ونيسان الماضيين.
هولندا وبولندا اتخذتا أيضا إجراءات جديدة صارمة في مواجهة الارتفاع الكبير بعدد الإصابات المبلغ عنها اضطرت على أثرها حكومتا البلدين إلى إغلاق المطاعم والمقاهي لفترات زمنية معينة إضافة إلى اجراءات اخرى. وفي هذا السياق أغلقت أسواق أوروبية في المنطقة الحمراء مع انخفاضات مهمة في فرانكفورت وباريس ولندن ومدريد وميلانو والآن تبحث أوروبا عن خطة ثانية لمساعدة الاقتصاد في مواجهة التأثير الناجم عن الوباء. باحثون من كلية لندن الجامعية ومدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة حذروا من أن العالم مهدد بموجة ثانية من الفيروس أقوى بنحو مرتين من الموجة الأولى تبلغ ذروتها في كانون الأول 2020 ما لم يتم وضع استراتيجية عزل صارمة.
لكن الباحثين قالوا إنه من الممكن تجنب موجة وبائية كارثية في حال تم تشخيص أعداد كافية من الحالات وتعقب اتصالهم بالأشخاص الآخرين وعزلهم على الفور لافتين إلى أن الموجة الثانية يمكن تجنبها إذا جرى الوصول إلى 75 بالمئة ممن ظهرت عليهم أعراض الوباء وفحصهم وتعقب 68 بالمئة من مخالطيهم أو إذا جرى الوصول إلى 87 بالمئة من المصابين وفحص 40 بالمئة من مخالطيهم. الولايات المتحدة الدولة الأكثر تضررا من الوباء في العالم شهدت ارتفاعا كبيرا وأعدادا قياسية بعدد الإصابات خلال الأسابيع الأخيرة بلغت حصيلتها حتى اليوم أكثر من 15 مليونا منذ بدء الجائحة والوفيات تخطت عتبة الـ 292 ألفا وهي تمثل أكثر من 18 بالمئة من الوفيات العالمية مع تأكيدات المسؤول في مراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها “ارون هول” بأن العدد الحقيقي للإصابات بكورونا في البلاد يبلغ نحو 52 مليونا.
المدير السابق لوكالة الأدوية الأمريكية سكوت غوتلييب اعتبر أن المستقبل قاتم خلال الأسابيع الستة المقبلة متوقعا بلوغ عدد الوفيات 400 ألف بحلول أواخر كانون الثاني القادم. كورونا حصد أرواح أكثر من مليون و581900 شخص حول العالم وتخطت الإصابات به عتبة الـ 70 مليونا حتى اللحظة وفي ظل الضبابية الراهنة حيال مدى سرعة السيطرة على الوباء فإن كبرى شركات الأدوية في العالم تتنافس لطرح لقاحات مضادة لكورونا الذي بات شبحا يهدد البشرية ومواجهة الأزمة الاقتصادية الخانقة الناجمة عنه.