القدس - سورية24
حرب الاستيطان والتهويد في القدس المحتلة ومحيطها تتصاعد فبعد أن شهد العام الماضي إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية والاستيلاء على مساحات واسعة من أراضي المدينة المقدسة وهدم مئات المنازل والمنشآت ومواصلة عمليات التهجير لم تتوقف عمليات الاستيطان والتهويد حيث أعلن الاحتلال الاستيلاء على 700 دونم من أراضي بيت حنينا وحزما وجبع شمال القدس المحتلة بهدف تهويدها. المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية أوضح أن الاحتلال صعد تنفيذ مخططاته الاستيطانية بوتيرة كبيرة خلال السنوات الأربع الماضية مستغلاً فترة رئاسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيث أقام في السنوات الثلاث الأولى من فترة رئاسته نحو 21 ألف وحدة استيطانية جديدة على أراضي الفلسطينيين وفي عام 2020 كثف تنفيذ مخططاته الاستيطانية وخاصة في القدس المحتلة حيث أعلن مخططات لإقامة أكثر من 20 ألف وحدة استيطانية على أراضيها ما يهدد بفصلها عن باقي مدن وبلدات الضفة الغربية وفرض وقائع جديدة على الأرض تقوض أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف أوضح في تصريح لمراسل سانا أن مخطط التهويد وعمليات الاستيطان في شمال القدس يهدفان لفرض واقع تهويدي استيطاني استعماري يحول دون أن تكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية مشيراً إلى أن الاحتلال يستغل الموقف الأمريكي ويحاول كسب الوقت المتبقي من إدارة ترامب لعزل القدس بشكل كامل عن باقي الضفة الغربية. وشدد أبو يوسف على ضرورة قيام المجتمع الدولي بواجبه تجاه الشعب الفلسطيني وإلزام الاحتلال بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تطالب بوقف الاستيطان ولا سيما قرار مجلس الأمن رقم 2334 الذي يؤكد عدم شرعيته مبيناً أن هناك خطة فلسطينية متكاملة لمواصلة التصدي للاستيطان والتهويد ولن يسمح الفلسطينيون للاحتلال باستباحة الأرض الفلسطينية.
مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر أوضح أن الاحتلال ينفذ حالياً ثلاثة مخططات تهويدية شمال القدس المحتلة الأول يتضمن إقامة 9000 وحدة استيطانية في قلنديا والثاني الاستيلاء على آلاف الدونمات في أحياء وادي الجوز والمصرارة والشيخ جراح وهدم 200 محل تجاري والمخطط الأخير تهويد مساحات واسعة من أراضي بيت حنينا وحزما وجبع لتطويق القدس بالمستوطنات وعزلها عن باقي الضفة الغربية. مدير عام دائرة الخرائط والمساحة في بيت الشرق بالقدس المحتلة خليل التفكجي أشار إلى أن المخطط التهويدي في شمال القدس يأتي استكمالاً لمخططات الاستيطان والتهويد التي تستهدف كل المكونات الجغرافية والتاريخية والحضارية للمدينة المقدسة بهدف تغيير طابعها لافتاً إلى أن الاحتلال يواصل إغلاق المؤسسات والجمعيات الفلسطينية في القدس ضمن الحرب على الوجود الفلسطيني.
وأشار التفكجي إلى أن المرحلة القادمة ستكون الأسوأ على القدس حيث يخطط الاحتلال لتهجير آلاف الفلسطينيين من شمال المدينة وشرقها تنفيذاً لما تسمى (صفقة القرن) الرامية لتصفية القضية الفلسطينية مبيناً أن ما يحدث على الأرض من إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية وعزل الأحياء والقرى عن بعضها يشكل تنفيذاً فعلياً لمخطط الضم الاستعماري ضمن بنود الصفقة المرفوضة فلسطينياً ودولياً. من جانبه منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان صلاح الخواجا لفت إلى أن الاحتلال يسعى لتكريس تهويد القدس التي باتت ضحية للاستيطان والتهويد وعمليات هدم المنازل والممتلكات الفلسطينية بالتوازي مع استيلاء المستوطنين على عشرات المنازل والمحال والمنشآت الفلسطينية في ظل صمت مخز من المجتمع الدولي على ممارسات الاحتلال.
مدير مركز معلومات وادي حلوة جواد صيام أوضح أن الاحتلال كثف مؤخراً من مخططاته الاستيطانية في القرى والبلدات الواقعة شرق القدس بهدف تهجير الفلسطينيين منها إضافة إلى هدم المنازل حيث هدم خلال العام الماضي 193 منزلاً ومنشأة تجارية واعتقل نحو 2000 فلسطيني لتصديهم لإجراءات الاحتلال التهويدية كما أبعد 375 فلسطينياً عن القدس لتصديهم لاقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى حيث اقتحم أكثر من 18 ألف مستوطن الأقصى خلال عام 2020 بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي في محاولة لفرض أمر واقع بخصوص تهويد الحرم القدسي والسيطرة عليه.