واشنطن - سورية24
إقرار أمريكي جديد يفضح هدف الإدارة الأمريكية الحقيقي من إبقاء قواتها المحتلة في بعض المناطق السورية بمنع الدولة من بسط سيطرتها الكاملة على أراضيها بعيداً عن الشعارات الزائفة بأن تلك القوات موجودة لمحاربة تنظيم (داعش) الإرهابي. جيمس جيفري المستقيل من منصبه مبعوثاً للإدارة الأمريكية إلى سورية أعلن في مقابلة نشرتها اليوم إحدى الصحف الإسرائيلية أن هدف الاحتلال الأمريكي للأراضي السورية منع الدولة السورية من بسط سيطرتها على كامل أراضيها مؤكداً أن الولايات المتحدة استطاعت عبر وجود قواتها المحتلة في الجزيرة السورية ومنطقة التنف “فرض حالة جمود في الميدان”.
وزعمت الإدارة الأمريكية على مدى السنوات الماضية بأنها جاءت إلى سورية لمحاربة تنظيم (داعش) الإرهابي في إطار ما أطلقت عليه اسم (التحالف الدولي) الذي أنشأته خارج إطار مجلس الأمن والشرعية الدولية. وأعلنت واشنطن أكثر من مرة أنها قضت على تنظيم (داعش) في سورية لكن معظم الهجمات التي يشنها التنظيم الإرهابي على نقاط الجيش العربي السوري في البادية تنطلق من مناطق وجود قوات الاحتلال الأمريكي. اعتراف جيفري يضاف إلى اعتراف رئيس إدارته دونالد ترامب الذي أعلن في أكثر من تصريح صحفي أن قواته المحتلة موجودة في سورية لحماية آبار النفط التي تسرقها وتنهبها الولايات المتحدة الأمريكية بالتواطؤ مع ميليشيا (قسد).
وكان ترامب أعلن العام الماضي أكثر من مرة سحب العسكريين الأمريكيين المنتشرين في سورية لكنه تراجع وقال لاحقاً إن عدداً من الجنود الأمريكيين سيبقون في المناطق التي تحوي آبار النفط. سرقة النفط ومنع الجيش العربي السوري من استعادة السيطرة الكاملة على الأراضي السورية هدفان أمريكيان لوجود قوات الاحتلال يضاف إليهما هدف ثالث يتعلق بالحصار الجائر والذي تبجح جيفري في أيار الماضي بأن هذا الحصار أدى إلى ارتفاع أسعار احتياجات المواطن الأساسية وانخفاض سعر صرف الليرة السورية. الاعترافات الأمريكية المتواترة حول الأهداف الحقيقية للتورط الأمريكي في دعم الإرهاب في سورية واحتلال بعض المناطق فيها تكشف حقيقة النوايا العدوانية للإدارة الأمريكية تجاه الدولة السورية وشعبها وهي إقرار بالبلطجة ضد الدول التي لا تسير في فلكها تحت مزاعم واهية لا أساس لها.
وكانت عشرات التقارير الإعلامية والاستخبارية ومنها تقرير سابق لمركز دراسة الفساد والجريمة المنظمة وشبكة البلقان للتحقيقات الصحفية فضحت بالأرقام تمويل الإدارات الأمريكية المتعاقبة للتنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها (داعش) وأكدت ضلوع واشنطن وانخراطها في تأزيم وإشعال الحروب في المنطقة عبر دعم الإرهاب ونشر الفوضى فيها. اعتراف جيفري شمل الدور الحقيقي للنظام التركي أيضاً في الحرب على سورية وشعبها حيث أكد في مقابلته أن قوات الاحتلال التركية تفعل الشيء نفسه في شمال سورية وأن التحالف العدواني ضد سورية يضم أيضا كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي شن عبر الجو اعتداءات متتالية دعماً للإرهابيين.