دمشق - سورية24
حسن غنيمة أبو مرعي ليس الوحيد الذي استطاع تطوير مشروعه الزراعي وتوسيعه عبر زيادة عدد رؤوس الأبقار والأغنام وزراعة مجمل المساحات الزراعية التي يملكها بل هناك الكثير من المزارعين في بلدة الشيفونية بمنطقة دوما بريف دمشق الذين عملوا بعد تحريرها من الإرهاب رغم كل الظروف على استثمار كامل أراضيهم وزراعتها بمختلف أنواع الزراعات الصيفية والشتوية ما أسهم في تحسين الواقع المعيشي لهم وتأمين بعض احتياجات السوق المحلية من المنتجات الزراعية والحيوانية. وفي مشروعه الزراعي أكد أبو مرعي لمندوبة سانا أنه كان حريصاً على زج جميع أفراد عائلته بالعمل الزراعي الذي توارثه أباً عن جد كون الأرض هي المصدر الأساسي للرزق وأحد أهم القطاعات للنهوض باقتصاد البلد الذي يواجه أبشع أنواع الحروب والضغوط لكسره.
عشق أبو مرعي للأرض جعله ينجح ويطور ويتفوق في العمل الزراعي واستطاع بجده وصبره زراعة 40 دونماً بمختلف أنواع الخضروات الصيفية والشتوية ولا سيما القمح وعلف الحيوانات مثل الفصة وغيرها إضافة إلى الزيتون وقال إنه “تمكن من زيادة عدد رؤوس الأبقار التي يملكها حالياً ولديه نحو” 60 راساً من البقر بينهم 20 بقرة حلوب مبيناً أنه بالتوازي يعمل على تسمين العجول من أجل لحمها وتربية البكاكير من أجل إنتاج الحليب الذي يصل يومياً إلى نحو 200 كيلو غرام يسوق في دمشق حتى إنتاجه من الخضار يسوق عبر تجار سوق الهال. أبو مرعي أكد أن هذا المشروع حقق له مكاسب وقيمة معنوية كبيرة قبل المادية داعياً الجهات المعنية إلى مساعدة الفلاحين في القرية للعودة إلى أراضيهم وزراعتها وتأمين احتياجاتهم من المازوت والسماد وبذار القمح وتحسين واقع الكهرباء كونه يوفر الكثير على الفلاحين.
عيد حسن غنيمة أحد أبناء أبو مرعي الذي تربى على العمل الزراعي أكد من جهته أن الأرض بالنسبة له هي العرض والروح ويعمل فيها منذ نعومة أظفاره يقوم بتربية المواشي وإنتاج الحليب ومن خلال المتابعة تمكن مع أسرته من تأسيس مشروع للإنتاج النباتي والحيواني ساعدهم في تحسين مستواهم المعيشي ومكنهم من تسويق الفائض من إنتاجهم مؤكداً أنه سيبقى يعمل في الأرض مهما اشتدت الصعاب ولن يتركها وسيربي أولاده أيضاً على محبة الأرض والعمل فيها. المزارع توفيق قاديش يعمل في الزراعة منذ 25 عاماً لديه 5 دونمات مزروعة بمختلف الأصناف الزراعية مثل البقدونس والبصل والكزبرة والملفوف والزهرة وغيرها قال إن “إنتاجه يسوق في سوق الهال لكنه لفت إلى أن أسعار المنتجات لاتفي بالغرض ولاتغطي تكاليف الإنتاج العالية من مواد أولية وأسمدة ومازوت وغيرها كون تجار سوق الهال يشترون الرزق بأسعار بخسة لهذا يجب دعم الفلاح وتأمين احتياجاته من المازوت والأسمدة وغيرها من المواد بأسعار مقبولة بعيداً عن الاحتكار ليتمكن من الاستمرار وتطوير العمل.
الجمعية الفلاحية المتعددة في منطقة دوما تعمل جاهدة بالتنسيق مع مديرية زراعة ريف دمشق واتحاد الفلاحين على تأمين جزء من احتياجات ومستلزمات الفلاحين وفق ياسين صالح رئيس الجمعية الذي أكد لمندوبة سانا أن القطاع الزراعي في دوما واسع وكبير جداً ويحتاج إلى الكثير من الدعم كاشفاً أن إجمالي المساحات المشجرة يصل إلى 3500 دونم أغلبها تضرر وحالياً العمل جار على ترميم تلك المساحات عبر تشجيرها بمختلف أنواع الغراس. صالح ذكر أن هناك خطة لزراعة ألف دونم بالقمح وتم تقديم منحة من بذار القمح للمزارعين من قبل منظمة الهلال الأحمر العربي السوري استهدفت 200 فلاح حصل كل واحد على 200 كيلو بذار قمح و50 كيلو غرام من السماد فيما أوضح أن الثروة الحيوانية في منطقة دوما تأثرت بالإرهاب وانخفضت أعدادها إلى 1400 رأس من الأبقار والأغنام لكنها زادت حالياً إلى 8000 رأس ونلحظ الزيادة شهرياً.
المجلس البلدي في القرية بدوره يقدم مختلف أنواع الدعم للمزارعين بهدف تشجيعهم بالعودة إلى أراضيهم والمباشرة في زراعتها وفق برهان العبود رئيس المجلس الذي أكد أن المجلس يقوم بالتواصل مع الجهات المعنية لتأمين مستلزمات الفلاحين كون الشيفونية تمتلك مساحات واسعة قابلة للزراعة من المهم زراعتها إضافة إلى أن هناك جولات ميدانية للأراضي تنفذ بشكل يومي للتواصل مع المزارعين عن كثب والتعرف على مشاكلهم وهمومهم والمساعدة في حلها.