الاحتلال الإسرائيلي

بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى تتعرض لاستهداف متواصل من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول اقتلاع الفلسطينيين منها من خلال الاستيلاء على بيوتهم أو هدمها ونهب أراضيهم وتجريفها كما حصل بالأمس في حي وادي الربابة بالبلدة في انتهاك للقرارات الأممية ذات الصلة وفي مقدمتها قرارات منظمة اليونسكو التي أدرجت البلدة القديمة في القدس المحتلة على قائمة التراث العالمي ما يتطلب من مجلس الأمن الدولي تحمل مسؤولياته السياسية والقانونية والأخلاقية وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية لوقف جرائم الاحتلال ومخططاته لتهويد الأقصى ومحيطه. ويقول أحمد سمرين أحد أهالي حي وادي الربابة في بلدة سلوان لمراسل سانا “نموت على هذه الأرض ولن نرحل.. هذه أرضنا.. ورثناها عن أجدادنا منذ مئات السنين.. شراييننا متجذرة فيها وعلاقتنا بها علاقة تاريخ وحضارة.. نحن نخوض معركة صمود وثبات بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذي يعتدي علينا بالرصاص وقنابل الغاز السام والاعتقال وكل وسائل الترهيب والتنكيل ونقول له لن نسمح بالاستيلاء على أرضنا وسنواصل الدفاع عنها حتى آخر قطرة من دمائنا”.

وأوضح سمرين أن قوات الاحتلال اعتقلت ستة من أفراد عائلته خلال محاولتهم التصدي لعمليات التجريف والتدمير التي تقوم بها في الحي لتغيير هويته وتنفيذ مخططاتها الاستيطانية التهويدية. من جانبه شدد محمد الزعل الذي يمتلك قطعة أرض مزروعة بالزيتون والحمضيات في وادي الربابة على أن هذه الأرض ملك لأهلها وهم باقون فيها وصامدون على ترابها مهما بلغت اعتداءات الاحتلال عليهم لتهجيرهم وقال “سنبقى حراس الأرض المدافعين عنها بأرواحنا وبكل ما نملك والاحتلال إلى زوال”.عضو لجنة الدفاع عن سلوان خالد أبو تايه أوضح أن الحي الذي تبلغ مساحته 350 دونماً مزروعة بالأشجار المثمرة وشجر الزيتون المعمر فيه نحو 100 منزل ومسجد كلها مهددة بالإخلاء كما يحتوي على آثار كنعانية ورومانية وعربية ولموقعه أهمية استراتيجية كبيرة حيث لا يبعد عن المسجد الاقصى إلا 400 متر كما أنه يقع بين حي البستان والجزء الغربي من القدس المحتلة وبالتالي يشكل صلة وصل بين الجزء الغربي والشرقي من المدينة.

ولفت أبو تايه إلى أنه خلال السنوات الماضية استولى الاحتلال على 100 دونم من أراضي الحي لإقامة بؤرة استيطانية وهو يواصل منذ أشهر عمليات تجريف أراضيه وخاصة في المناطق القريبة من المسجد الأقصى للاستيلاء على المزيد منها وتنفيذ مخططاته لتهويد مدينة القدس المحتلة وتغيير طابعها الحضاري وتركيبتها الديموغرافية وتطبيق (صفقة القرن) المشؤومة. وأشار أبو تايه إلى أن الفلسطينيين أقاموا خيمة اعتصام في بلدة سلوان في محاولة للتصدي لمخططات الاحتلال لتهويدها ورغم أن الاحتلال يعتقل العشرات من أهالي البلدة ويعتدي بشكل مستمر على المعتصمين إلا انهم سيواصلون التصدي لمخططاته الرامية لتهجير الفلسطينيين وإقامة مئات الوحدات الاستيطانية على أراضيهم.

بدوره قال المختص بشؤون القدس فخري أبو ذياب إن الاحتلال ينفذ حالياً ثلاثة مخططات استيطانية تهويدية في حي وادي الربابة الأول يقوم على ربط البؤر الاستيطانية مع بعضها عبر طرق التفافية تمر عبر الحي وتهدف إلى تسهيل عملية اقتحامات المستوطنين للأقصى ما يهدد بالاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي بينما يتضمن المخطط الثاني إقامة وحدات استيطانية في المنطقة بهدف محاصرة الأقصى من الجهة الجنوبية أما المخطط الثالث فهو حجب رؤية قبة الصخرة المشرفة عن الأنظار من خلال توسيع عمليات الاستيطان في المنطقة وتغيير ملامحها بهدف تهويد القدس المحتلة وتغيير هويتها الحضارية والتاريخية.

مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر لفت إلى أن الاحتلال أعلن العام الماضي مخططات لإقامة 21 ألف وحدة استيطانية في القدس المحتلة ما يهدد بتهجير آلاف الفلسطينيين وذلك في إطار خطواته المتسارعة لتكريس الاحتلال وفرض وقائع جديدة على الأرض مشيراً إلى أن بلدة سلوان رمز تاريخي وحضاري لمدينة القدس الأمر الذي يستلزم من المجتمع الدولي ومؤسساته وخاصة منظمة (اليونسكو) الخروج عن سياسة الصمت تجاه مخططات التهويد المتسارعة التي تتعرض لها القدس المحتلة. بدوره مدير مركز معلومات وادي حلوة جواد صيام أوضح أن الاحتلال يصعد تنفيذ مخططاته الاستيطانية في بلدة سلوان بسبب ملاصقتها المسجد الأقصى الذي يتعرض لعمليات تهويد وحفريات مكثفة تحت أساساته إضافة إلى محاصرته بالبؤر الاستيطانية من كل الجهات لافتاً إلى أن الاحتلال منع خلال السنوات العشر الماضية إقامة ثمانية آلاف شقة سكنية للفلسطينيين ويخطط للاستيلاء على كامل منطقة سلوان من خلال إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية.

وأشار صيام إلى أن عمليات التهويد والاستيطان التي تجري في وادي الربابة هي استكمال لما يحدث في أحياء البستان والشيخ جراح ووادي الجوز في القدس المحتلة حيث تمت إقامة عشرات البؤر الاستيطانية في تلك الأحياء التي تمثل الواجهة الحضارية والتاريخية لمدينة القدس ويسابق الاحتلال الزمن لإجراء تغيير شامل على ملامحها. وكيل وزارة الأوقاف الفلسطينية حسام أبو الرب أوضح أن الاحتلال باستهدافه حي وادي الربابة يريد تطويق الأقصى من الجهة الجنوبية وأن هذا الاستهداف تزامن مع قيامه بحفريات ضخمة في منطقة ساحة البراق الواقعة في الجهة الغربية من المسجد الأقصى. وحذر من خطورة مخططات التهويد التي تتعرض لها المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة مؤكداً أن كل إجراءات الاحتلال بحق القدس والأقصى باطلة وتشكل انتهاكاً لكل القوانين والأعراف الدولية.

من جانبه بين الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي أن البلدة القديمة في القدس المحتلة والمدرجة من قبل (اليونسكو) على قائمة التراث العالمي تتعرض لمذبحة حضارية وتاريخية محذرا من خطورة صمت المجتمع الدولي تجاه جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين وخاصة أن هذا الصمت مقترن بدعم الإدارة الأمريكية للاحتلال ما يشجعه على المضي في تنفيذ مخططاته لتهويد مدينة القدس. وشدد الصالحي على أن الشعب الفلسطيني سيواصل الصمود والدفاع عن أرضه لإفشال كل مخططات التهويد والاستيطان والاقتلاع التي ينفذها الاحتلال تطبيقا لـ(صفقة القرن) المشؤومة. عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبو دقة حذرت من خطورة ما تمر به مدينة القدس من عمليات تهويد واستيطان بهدف طمس معالمها العربية والإسلامية لافتة إلى أن معركة الصمود والثبات ومقاومة الاحتلال هي الطريق لإفشال كل محاولات التهويد والاقتلاع والتهجير التي تأتي في إطار تنفيذ مخطط الضم الاستعماري وقرارات الإدارة الأمريكية الخاصة بالقدس المحتلة والهادفة لتكريس الاحتلال والتهويد في انتهاك سافر لكل الأعراف والقوانين الدولية.