روما - سورية 24
يبدو أتالانتا الإيطالي ولايبزيغ الألماني الأقرب إلى بلوغ الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخهما، عندما يحل الأول ضيفاً على مضيفه فالنسيا الإسباني، ويستضيف الثاني توتنهام الإنجليزي، وصيف بطل النسخة الأخيرة اليوم، في إياب ثمن النهائي.
وقطع كل من أتالانتا ولايبزيغ شوطاً كبيراً إلى الدور المقبل بحسمهما مباراتي الذهاب، حيث سحق الفريق الإيطالي ضيفه الإسباني 4 - 1. فيما عاد الفريق الألماني بفوز غالٍ من لندن بهدف وحيد سجله نجمه الدولي تيمو فيرنر من ركلة جزاء.
وفجر أتالانتا مفاجأة من العيار الثقيل بحجزه بطاقته إلى الدور ثمن النهائي للمرة الأولى في تاريخه، بعدما خسر مبارياته الثلاث الأولى في دور المجموعات، بل إن رصيده توقف عند نقطة واحدة في مبارياته الأربع الأولى، قبل أن يحقق فوزين متتاليين ويضمن المركز الثاني في مجموعته خلف مانشستر سيتي الإنجليزي.
من جهته، بلغ لايبزيغ ثمن النهائي للمرة الأولى أيضاً في ثاني مشاركة له في المسابقة القارية الأهم بعد الموسم قبل الماضي. وتأتي مرحلة الإياب من هذا الدور على وقع المخاوف من انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث تقام مباراة فالنسيا وأتالانتا من دون جمهور بقرار من وزير الصحة الإسباني سالفادور إليا. وأكد الوزير في تصريح لوسائل الإعلام أمس: «قرار (السلطات) هو أن هذه المسابقات يجب أن تقام من دون جمهور»، كون إيطاليا هي البلد الأكثر تضرراً من الفيروس في أوروبا، مشيراً إلى أن مباراة خيتافي الإسباني وإنتر ميلان الإيطالي المقررة في 19 مارس (آذار) الحالي في إياب ثمن نهائي مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) ستقام من دون جمهور أيضاً.
في المقابل، شدد لايبزيغ الأحد، على أن مباراته مع توتنهام ستقام في موعدها، وكما كان محدداً سابقاً بحضور الجماهير، رغم دعوات وزير الصحة الألماني ينز سباهن إلى إلغاء «جميع الأحداث التي تشمل أكثر من 1000 شخص، حتى إشعار آخر».
وأشار لايبزيغ في بيان: «نحن على اتصال وثيق بالسلطات الصحية ومع استمرار الأمور في الوقت الحالي، فإن المسار الطبيعي للمباراة، بما في ذلك المتفرجون، ليس مهدداً».
وأدى انتشار فيروس «كوفيد - 19» الذي أودى بحياة أكثر من 400 شخص في أوروبا، إلى إلغاء أحداث رياضية أو إقامتها من دون جماهير، ومنها مباراة باريس سان جيرمان الفرنسي وضيفه دورتموند الألماني المقررة غداً في باريس في إياب الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري الأبطال.
وبالعودة إلى أجواء المنافسة، يدخل أتالانتا مباراته مع فالنسيا، وصيف دوري الأبطال عامي 2000 و2001، بمعنويات عالية عقب فوزه الكبيرة على مضيفه ليتشي 7 - 2 الأحد الماضي في الدوري المحلي، وهي المباراة الوحيدة التي خاضها النادي الإيطالي منذ مباراة ذهاب ثمن نهائي المسابقة القارية، بعدما تسبب فيروس كورونا في بعض الاضطرابات. وعلق داني باريخو قائد فريق فالنسيا أنه لا يستطيع أن يتفهم هذا القرار الخاص بإقامة المباراة من دون جماهير، مشيراً إلى أن المدينة تستعد لأكبر مهرجان يقام في شوارعها، وهو مهرجان «لاس فيلاس» الذي يتجمع فيه الناس بالشوارع للاحتفال بحلول فصل الربيع، ويطلقون الألعاب النارية ابتهاجاً بهذه المناسبة، فيما لا يستطيع الفريق خوض أهم مباراة له هذا الموسم في حضور الجماهير.
وقال باريخو: «يمكننا أن نسير في الشوارع المحتشدة بالناس في مهرجان لاس فيلاس، ولكننا لا نستطيع خوض أهم مباراة لنا هذا الموسم أمام جماهيرنا». ويأمل أتالانتا في استغلال المعنويات المتراجعة للضيوف الذين حققوا فوزاً واحداً فقط في المباريات السبع الأخيرة في مختلف المسابقات، آخرها التعادل المخيب أمام ديبورتيفو ألافيس 1 - 1 الجمعة في الدوري المحلي.
وحذر مدرب أتالانتا جان بييرو غاسبيريني لاعبيه من مباراة الإياب منذ نهاية الذهاب، بقوله: «نحن سعداء جداً بالتأكيد. نتيجة مثل هذه مريحة، ولكن هناك بعض المرارة بسبب الهدف الذي استقبلته شباكنا والفرص التي سمحنا للفريق الخصم بخلقها بعدما تقدمنا برباعية نظيفة».
من جهته، قال مدرب فالنسيا ألبرت سيلاديس: «ستكون الأمور معقدة بالنسبة لنا، الخسارة قاسية، ولكنها لا تعكس ما جرى على أرضية الملعب، النتيجة كبيرة جداً، ولكن قلب الطاولة ليس مستحيلاً، لنرى ما سيحصل على ملعبنا، يجب فقط أن نلعب بشكل جيد على أرضنا».
وعند بداية الموسم الحالي كانت طموحات فالنسيا وجماهيره كبيرة للغاية، ولكن إقالة مدرب الفريق مارسيلينو في سبتمبر (أيلول) الماضي وتعيين سيلاديس مكانه رغم عدم تمتعه بخبرة لم يلق ترحيباً من لاعبي الفريق الذين تحدثوا في وسائل التواصل الاجتماعي عن تأييدهم لمدربهم المقال.
وبعد ذلك تعرض أكثر من لاعب بالفريق لإصابات تستغرق فترات طويلة للعلاج، ما زاد من تأزيم موقف الفريق في الموسم الحالي. وقال لاعب فالنسيا خوسيه غايا بعد الهزيمة 1 - 4 أمام أتالانتا: «عدنا لغرفة تغيير الملابس بعد المباراة، ونظر بعضنا إلى بعض وقلنا: يمكننا قلب الأمور»، في إشارة إلى قدرة الفريق على التعويض خلال مباراة الإياب.
وفي المباراة الثانية، يأمل لايبزيغ في استغلال عاملي الأرض والجمهور ومعاناة مضيفه لمواصلة مشواره الرائع في المسابقة هذا الموسم، والعبور إلى ربع النهائي على حساب الفريق اللندني الذي حل في الموسم الماضي وصيفاً لليفربول في مسابقة دوري الأبطال.
ولم يحقق توتنهام الفوز في مبارياته الخمس الأخيرة في مختلف المسابقات، وودع مسابقة كأس الاتحاد الإنجليزي على يد نوريتش سيتي بركلات الترجيح، كما يحتل المركز الثامن في الدوري بفارق 7 نقاط خلف جاره تشيلسي صاحب المركز الرابع الأخير المؤهل للمسابقة القارية العريقة التي لم يغب عنها في المواسم الثلاثة الأخيرة.
وتراجعت نتائج توتنهام بقيادة مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو في الآونة الأخيرة، في ظل غياب نجمي خط هجومه الدولي هاري كين والدولي الكوري الجنوبي سون هيونغ مين بسبب الإصابة، إلى جانب لاعب الوسط الدولي الفرنسي موسى سيسوكو.
وعاد كين للتدريب مع الفريق أمس، إلا أن مشاركته مع توتنهام في مباراة اليوم تبدو مستبعدة، حيث ما زال لم يتعافَ تماماً وربما يخشى مورينيو تجدد الإصابة.
ويرفض توتنهام الاستسلام، لا سيما أنه اجتاز عقبة أياكس الهولندي في المربع الذهبي للبطولة الموسم الماضي في ظروف مشابهة. وقال ديلي آلي لاعب خط وسط توتنهام: «أظهرنا الشخصية التي نتسم بها في هذا الفريق على مدار سنوات. وهذه فترة صعبة لنا فيما يتعلق بالنتائج، ولكنني أرى أننا نستطيع قلب النتائج لصالحنا».
وقد يهمك أيضا: