لندن - سليم كرم
قال الطاقم الطبي لنادي توتنهام في البداية إن لاعب الفريق إيريك داير يعاني من التهاب بسيط في المعدة لكن اتضح أن الأمر كان أكثر سوءا وبداية كابوس أدى إلى أن يفقد اللاعب الشاب مكانه في التشكيلة الأساسية لتوتنهام والمنتخب الإنجليزي، ولا يزال داير يعاني من أجل التعافي والعودة إلى مستواه السابق.
كان ذلك بالتحديد في منتصف شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، فبينما كان توتنهام يستعد لمواجهة بيرنلي على ملعبه في الدوري الإنجليزي الممتاز، قال داير إنه يشعر أنه ليس على ما يرام. وفي يوم المباراة شعر داير بإرهاق شديد وألم في البطن وتم استبعاده من قائمة المباراة. واتضح أن اللاعب يعاني من التهاب في الزائدة الدودية وكان بحاجة إلى جراحة عاجلة.
ولم يتحدث داير، الذي شارك في التشكيلة الأساسية لتوتنهام في المباراة التي فاز فيها فريقه برباعية نظيفة على ريد ستار بلغراد الصربي في دوري أبطال أوروبا، عن تفاصيل هذا المرض من قبل. يقول داير عن هذا المرض، الذي أثر كثيرا على مستواه داخل الملعب: «لقد كان الأمر خطيرا للغاية. في ذلك الوقت، كان هناك عدد قليل من اللاعبين في النادي يعانون من آلام في المعدة، لذلك اعتقدنا أن هذا أمر عادي، ولم يكن هذا خطأ الطاقم الطبي على الإطلاق. ويجب أن أشير إلى أن الطاقم الطبي قد عاملني بطريقة ممتازة. لقد كنت في المنزل عندما شعرت بألم شديد واضطررت للذهاب إلى المستشفى، وخضعت لعملية جراحية على الفور. لقد كنت محظوظا للغاية، لكن الأمور كانت صعبة جدا بعد ذلك، لأنني شعرت بعد ذلك بأنني ما زلت مريضا ولست في أفضل حال».
ويضيف: «لقد أثرت الأدوية التي كنت أتناولها على جهاز المناعة، وظللت أعاني من المرض. قال الناس إنني مصاب، لكنني لم أتعرض للإصابة مطلقا. لقد ظللت أشعر بالمرض بسبب الزائدة الدودية، وكان الأمر محبطا للغاية بالنسبة لي». وقد غاب داير عن الملاعب لمدة خمسة أسابيع بعد الخضوع لهذه العملية الجراحية، لكن عندما عاد لم يشعر بأنه على ما يرام، وبدا وكأن اللاعب قد دخل في دوامة سلبية. وعندما كان اللاعب يركض كان يشعر بألم، ويبدو أنه لم يعط نفسه الوقت الكافي للتعافي بشكل كامل.
وبالتالي، غاب داير عن المباريات لفترة أطول استمرت حتى نهاية الموسم الماضي، وحتى عندما أعلن أنه بات جاهزا لخوض فترة الاستعداد للموسم الجديد بشكل جيد، اضطر إلى إجراء جراحة أخرى. لكن لم يتم نشر أي معلومات عن هذه الجراحة. ولا تزال هناك حالة من الغموض تحيط بما حدث لداير، وشعور بأن هناك الكثير من المعلومات التي لم يتم الكشف عنها، كما أن هناك شعورا أكبر بأن الجمهور يكون أقل تفهما للموقف عندما يكون اللاعب مريضا وليس مصابا، وخير مثال على ذلك ما حدث من جمهور آرسنال عندما مرض مسعود أوزيل.
ويرى البعض أنه من غير الطبيعي أن يكون الرياضي الذي يلعب في مستوى النخبة ضعيفا ويعاني من المرض! يقول داير عن ذلك: «ما مررت به لم يكن طبيعيا لأي شخص. لقد كانت تجربة غريبة للغاية، لكنني آمل أن أكون في حالة أفضل الآن. وعلى أي حال، فقد انتهت هذه المرحلة الصعبة، وأنا أتطلع للأمام الآن».
قد يشعر داير بأنه في حال أفضل بعدما شارك في مباراة فريقه أمام ريد ستار بلغراد؛ حيث كان جزءا من خط دفاع الفريق في هذه المباراة القوية وقدم مستويات جيدة. ثم شارك مؤخرا أمام شيفيلد يونايتد في بطولة الدوري. وفي الوقت الذي تحوم فيه الشكوك حول مستقبل كل من توبي ألدرفيرلد ويان فيرتونخين مع الفريق خلال الموسم المقبل - يقترب عقد كل منهما من نهايته - فهل يرى داير أن مستقبله مع توتنهام سيكون في مركز قلب الدفاع؟ وقد أشار داير من قبل إلى أنه يريد أن يُنظر إليه على أنه لاعب خط وسط مدافع.
وكانت هذه هي المباراة الثالثة فقط التي يشارك فيها داير في التشكيلة الأساسية لتوتنهام خلال الموسم الجاري، لكن مشاركتيه السابقتين كانتا كارثيتين. ففي المباراة الأولى، خسر الفريق في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة بركلات الترجيح أمام نادي كولشستر الذي يلعب في دوري الدرجة الثالثة. وفي المباراة الثانية، خسر الفريق أمام برايتون في الدوري الإنجليزي الممتاز. ويؤكد داير على أن مشاركته في مباراة ريد ستار بلغراد ستكون نقطة تحول وخطوة في الاتجاه الصحيح.
يقول داير: «لقد شعرت لفترة من الوقت بأنني في طريق العودة لمستواي السابق. لقد كانت الفترة السابقة محبطة – معاناتي من التهاب في الزائدة الدودية ثم المعاناة من الألم مرة أخرى وضرورة الخضوع لعملية جراحية أخرى. لكنني أشعر بأنني في حالة جيدة منذ ذلك الحين». ويوم الخميس الماضي، أعلن المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، عن قائمة المنتخب الإنجليزي الذي سيخوض مواجهتي الجبل الأسود وكوسوفو في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية 2020، ولم تشمل القائمة اسم داير، ولم يتردد اسمه من الأساس في قائمة المرشحين للانضمام للقائمة. ولم ينضم داير لقائمة المنتخب الإنجليزي ولا مرة هذا الموسم.
ومع ذلك، لا يزال داير في الخامسة والعشرين من عمره، وهو ما يعني أنه ما زال أمامه الكثير ليقدمه في الملاعب ويعود لمستواه السابق، وربما يتعين علينا أن نتذكر أنه في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 - قبل أن يصاب بالمرض - تألق بشدة في المباراة التي فاز فيها المنتخب الإنجليزي على نظيره الإسباني بثلاثة أهداف مقابل هدفين في إشبيلية. ومن المؤكد أن داير ما زال يمتلك الموهبة الكروية، لكنه بحاجة فقط إلى استعادة قواه ولياقته البدنية حتى يعود لمستواه السابق.
وقد يهمك أيضا:
المانشافت يمدد عقد مدربه لوف حتى 2022
يواخيم لوف يستدعي العديد من اللاعبين إلى قوام المنتخب بعد عودتهم من عودتهم من الاصابه