روما - سورية 24
اعترف نجم كرة القدم الكاميروني السابق صامويل إيتو، بأنه في مثل هذه الظروف التي يعيشها العالم حاليا بسبب أزمة تفشي الإصابات بفيروس "كورونا"، تتراجع أهمية الرياضة فقد جرى تعليق الدوريات والبطولات والأحداث الرياضية في أنحاء العالم، وأشار إلى أن تعليق حركة الرياضة والبطولات يأتي ضمن خطوات وقائية ضرورية للحفاظ على صحة الأفراد والمجتمعات ومن المهم عند انتهاء هذه الأزمة التطلع للمتعة والفائدة التي يمكن أن تحملها الرياضة للمجتمع العالمي.
وقال إيتو في مقال على موقع اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم القادمة (قطر 2022) الثلاثاء إنه بعد تسبب انتشار الفيروس في تباعد الناس عن بعضهم سيأتي دور الرياضة في التقريب بين أفراد المجتمع من جديد، وتعزيز الترابط فيما بينهم.
وأوضح إيتو: "نشهد في الوقت الراهن حدثا غير مسبوق في حياتنا، إذ يجتاح فيروس كورونا المستجد كافة المجتمعات في جميع قارات وبلدان العالم. ويمكننا القول أن الأجيال الحالية لم تعاصر حدثا كهذا من قبل".
وأكد إيتو دعمه ومساندته لكل من تضرر جراء هذه الأزمة، كما وجه الشكر لجميع العاملين في القطاعات الأساسية لرعاية المصابين بالفيروس، خاصة أفراد الطواقم الطبية الذين يتصدرون الخطوط الأمامية في مواجهة الوباء، والذين يخاطرون بحياتهم في كل يوم من أجل سلامة جميع أفراد المجتمع.
وأوضح: "لطالما تصدر نجوم الرياضة واجهة الإعلام باعتبارهم أبطالا يشار إليهم بالبنان، لكن الأزمة الحالية كشفت لنا أن دورهم يتضاءل أمام ما يواصل هؤلاء الأفراد بذله من جهود خلال الشهور والأسابيع الماضية، فهم بلا شك الأبطال الحقيقيون الذين يستحقون منا كل الإشادة والدعم على ما يقدمونه من جهود استثنائية في ظل تحديات غير مسبوقة".
وشدد إيتو على أنه يتفق تماما مع صديقه اللاعب الأسترالي السابق تيم كاهل، سفير اللجنة العليا للمشاريع والإرث المسؤولة عن استعدادات قطر لاستضافة المونديال، والذي أشار سابقا إلى القوة الفاعلة للأحداث العالمية الكبرى، مثل دورة الألعاب الأولمبية، وبطولة كأس العالم في التقريب بين الشعوب وتعزيز الترابط بين الناس.
وقال إيتو: "كما حال الملايين غيري، نشأت وأنا ألعب الكرة مع الأطفال في الشارع، وكانت الحياة بالنسبة لي هي الالتقاء بأصدقائي والاستمتاع معا بممارسة لعبتنا المفضلة. ولكن الوضع الاستثنائي الذي يشهده عالمنا اليوم أجبر الجميع على البقاء في منازلهم، رغم أن كرة القدم بالنسبة للكثير من الناس ملاذهم من الفقر والعزلة وصعوبات الحياة، فكرة القدم هي عالمهم الذي حرموا منه بسبب الأزمة الراهنة. لكن بلا شك كان من الضروري اتخاذ إجراءات التباعد الاجتماعي لحماية مجتمعاتنا من خطر الإصابة بالفيروس".
وأوضح: "ينبغي أن ينصب تركيزنا في الوقت الحالي على التعاون من أجل تجاوز هذه الأزمة. تعلمت عندما كنت طفلا، كحال الملايين غيري، كيف أتغلب على صعوبات وتحديات بدت لا نهاية لها، وكأنها أنفاق لا بصيص لضوء في نهايتها. وفي ظل العزلة التي يشهدها عالمنا الآن، أعتقد أن هذا ما يشعر به الكثيرون في مختلف بلدان العالم، بسبب التداعيات التي فرضها وباء كورونا".
وأضاف: "فلنكن على ثقة بأن الوضع الراهن لن يدوم طويلا، وعلينا الاستعداد لعودة الحياة إلى طبيعتها، وعندها بالطبع ستتغير نظرتنا لأمور لطالما اعتبرناها بسيطة ومضمونة".
وأشار إيتو إلى أن هناك الكثير من الأشياء التي تساعد في تجاوز هذه الأزمة، مثل الإحسان إلى الآخرين ؛ سواء الجيران أو الأصدقاء أو الأحباء، وهو ما يمثل أهمية كبرى لكثير من الناس يشعرون بالعزلة أو الملل أو الخمول. وعندما تتحسن الأمور لا شك أن الرياضة، خاصة كرة القدم، ستلعب دورا هائلا في التقريب بين الناس من جديد ورفع الروح المعنوية للأفراد في أنحاء العالم".
كما كشف إيتو عن حماسه تجاه العديد من المبادرات والأنشطة عبر الإنترنت خلال الأزمة الحالية، وقال: "شاهدت أنشطة الجيل المبهر للتدريب عبر منصات التواصل الاجتماعي والتي انطلقت مؤخرا، وأثمن الدور الذي يقوم به الجيل المبهر، والذي أفخر بالارتباط بأنشطته ومبادراته، لضمان توفير نافذة لممارسة التمارين الرياضية للشباب في قطر وحول العالم، ومواصلة الارتباط بكرة القدم وبطولة كأس العالم. وأتطلع بشغف للمشاركة مع البرنامج من جديد، سواء عبر الإنترنت، أو التواجد فعليا في أنشطته ومبادراته خلال وقت قريب".
ودعا إيتو الجميع للمحافظة على سلامتهم وسلامة الآخرين عبر الالتزام بالبقاء في المنزل. وقال: "استمتعوا بأوقاتكم مع أحبائكم، وعندما تنجلي هذه الأزمة قريبا، سنعود معا مجددا، لنري العالم القوة الفعالة لكرة القدم في التقريب بين الناس".
قد يهمـــك أيضــا:
صامويل إيتو يكشف عن حيلة مورينيو لإقناعه بالانتقال إلى إنتر ميلان