من المعتاد أثناء قيادة السيارة ليلا على الطرق السريعة أن يقوم السائق بتشغيل مصابيح الإنارة الأمامية ذات الإضاءة العالية أثناء الدوران في المنحنيات، أو عند منحدرات الجبال مع الاستعداد في أي لحظة لخفض الإضاءة حتى لا يزعج قائدي السيارات القادمة أمامه مما قد يؤدي إلى وقوع حادث مروري.

ويعتقد الباحث تشين لي، أستاذ هندسة الكمبيوتر والكهرباء بجامعة ديوك دونشان بالولايات المتحدة، أن هناك حلا أفضل لعلاج هذه المشكلة، كما يتعاون مع أكبر شركة لصناعة مصابيح السيارات في الصين لتحويل هذا الحل إلى حقيقة.

ويقول لي إن "مصابيح السيارات الحديثة لا تعمل بمصباح واحد فقط، بل يمكن أن يصبح عدد نقاط الإضاءة داخل المصباح الواحد إلى مليون نقطة"، موضحا: "إنني أعمل مع شركاء في مجال الصناعة من أجل صناعة مصابيح ذكية يمكنها التحكم في كل بكسل بشكل منفصل مع توجيه الضوء في اتجاهات مختلفة أمام السيارة بعد التعرف على البيئة المحيطة".

وأشار إلى أن مصابيح السيارة الذكية يمكنها، على سبيل المثال، أن تقلل درجة الإضاءة الموجهة ناحية السيارة القادمة في الاتجاه المعاكس مع تركيز الضوء على لافتة موجودة على جانب الطريق، كما يمكنها أن ترصد أحد المشاة وهو يحاول أن يعبر الطريق وتسلط الضوء على جسمه لتنبيه السائق مع تلافي توجيه الضوء إلى عينيه حتى لا يفقد القدرة على الرؤية بوضوح.

وأكد أن التحدي الحقيقي لا يكمن في خلق أنماط إضاءة مختلفة باستخدام مصباح السيارة بقدر ما ينصب على تعليم السيارة كيفية التعرف بشكل آلي على ظروف الطريق وطبيعة البيئة المحيطة بها أثناء السير.

ويعتمد شين في تجربته على جمع مقاطع تم تسجيلها للطرق أثناء القيادة ليلا وتظهر فيها عناصر مهمة للقيادة مثل اللافتات الإرشادية والمشاة وسيارات أخرى، واستخدامها في تغذية معادلة خوارزمية إلكترونية لتعزيز إمكانيات التعليم الآلي للسيارات الحديثة، حسبما أفاد الموقع الالكتروني "فيز دوت اورج" المتخصص في الابحاث العلمية والتكنولوجيا.

ونظرا لأن القرار بشأن تعديل درجة إضاءة مصباح السيارة وتغيير اتجاهه هو قرار لحظى، فإنه ينبغي اختيار المصباح أولا ثم إيجاد نوعية البرنامج المتناسب معه نظرا لأنه إذا ما استغرق البرنامج وقتا طويلا في الاستجابة، فإنه سوف يصبح عديم الجدوى.

ويقول لي: "اعتقد أنه من الممكن طرح الجيل الأول من المصابيح الذكية في الأسواق في غضون عامين، وبمجرد توفير هذه المصابيح في الشارع، سنحصل على مزيد من المعلومات والبيانات التي تتيح لنا تحسين دقة وسرعة استجابة هذه التقنية من أجل تطويرها في المستقبل".