القاهرة - سورية 24
أكثر من مائة عام مرت على إنشاء حديقة الحيوان بالجيزة، حيث كانت في بداية إنشائها تقتصر على عرض بعض فصائل الحيوانات فقط، حتى تم تعيين أول مدير لحدائق الحيوان بالجيزة، والذي حوّلها من مساحة خضراء بها عدد قليل من الحيوانات إلى صرح علمي ومرجع لكل محبي الحيوانات ودارسي فصائلها.
فيرجع الفضل إلى تطوير حديقة الحيوان بالجيزة إلى اللورد ستانلي في فترة إدارته التي لم تتجاوز 26 عاما، لذلك نستعرض في السطور التالية أبرز المعلومات عنه:
ولد اللورد ستانلي سميث فلاور في ١ أغسطس ١٨٧١، وعاش بمنزل ملحق بمتحف الكلية الملكية للجراحين في لندن، ونشأ في أسرة مهتمة بعلوم الحيوانات حيث يعد ستانلي الابن الثاني للسير ويليام فلاور، الذي كان يعمل مدير قسم التاريخ الطبيعي في المتحف البريطاني.
نشأ ستانلي كوالده محبا للحيوانات والتنوع الهائل بين الفصائل، فدرس التاريخ الطبيعي في سن مبكر، وكان مواظبا على حضور الاجتماعات العلمية بجمعية علوم الحيوان، ولم يكتف بالدراسة في بريطانيا فقط، بل سافر في عمر الـ ١٩ إلى الهند لدراسة فصائل الحيوانات هناك.
في عمر الخامسة والعشرين كان ستانلي قد وصل إلى حد كبير من المعرفة بعلوم الحيوانات، فسافر في عام ١٨٩٦ إلى بانكوك وعمل هناك لمدة عامين كمستشار علمي لحكومة سيام ومسئولا عن متحف علوم الحيوان في بانكوك، كما ذكر في البطاقة التعريفية له بمتحف الحيوان بحدائق الجيزة.
استغل اللورد البريطاني خبرته وكتب الكثير من الكتب والنشرات العلمية عن الثدييات والزواحف، خلال فترة إقامته في سيام وشبه جزيرة الملايو.
غادر ستانلي بانكوك في عام ١٨٩٨، وعينه اللورد كرومويل مديرا لحديقة الحيوان بالجيزة، ومنذ اليوم الأول وكان تفكيره منصبا على استغلال ما وصل إليه لتطوير الحديقة وجعلها منافسة لنظائرها في أوروبا.
فاستطاع في فترة الحرب العالمية الأولى جمع الكثير من العينات والبيانات عن الحيوانات في مصر، حيث زار العديد من المحميات الطبيعية وبعد نفوقها تم تحنيطها وعرضها في متحف الحيوان بالجيزة، وأسسه فلاور في عام ١٩٠٦ ليكون الأول في مصر لحفظ الحيوانات بكل فصائلها وبنفس هيئتها.
قدم اللورد ستانلي الكثير للحيوانات خلال إقامته بمصر، فأنشأ المتحف الحيواني في حدائق الجيزة، وحديقة الأسماك بجزيرة الزمالك، وأهم بيوت الحيوانات الموجودة حتى الآن مثل بيت السباع وبيت الفيل وبعض أكشاك وجور الحيوانات، واهتم بشكل كبير في الحفاظ على الحيوانات في مصر والسودان، حيث أنشأ إدارة حماية الحياة البرية في السودان، وصاغ قوانينها، وكذلك أنظم حماية الطيور في مصر.
في الطابق الثالث من متحف الحيوان بالحديقة، يوجد صورة كبيرة للورد يجاورها بعض الصور لإنجازاته في مصر، وكتب ومنشورات علمية من إعداده، وخريطة لمساحة الحديقة بأكملها وكان يستخدمها بشكل شخصي، اعترافا بجهوده في تطوير الحديقة.
تقاعد اللورد ستانلي في عام ١٩٢٤، بعدما قدم لحديقة الحيوان بالجيزة الكثير والكثير من علومه وخبراته، وترك منصبه وعاد إلى بريطانيا، حيث توفي بها في ٣ فبراير ١٩٤٦.