القاهرة- سورية 24
بعد إطلاقها هواتف «آي فون» الجديدة، الشهر الماضي، أعلنت شركة «أبل» الأميركية رسمياً أنها ستنظم حدثاً جديداً في 30 أكتوبر الجاري لطرح منتجات جديدة.
وعلى الفور بدأت تنتشر التسريبات والتوقعات حول ما يمكن أن تقدمه الشركة، حيث أجمعت معظم التسريبات أن «أبل» ستحاول في الحدث الجديد إعادة ترميم «جناحها المكسور» المتمثل في أجهزة «آي باد» وأجهزة «ماك» المكتبية والمحمولة، التي تشهد تباطؤاً في المبيعات وفي التطوير ايضاً، مقارنة بما يحدث في «جناحها المنتصر» المتمثل في هواتف «آي فون».
ومن المتوقع أن يحتل حاسب «ماك بوك أير» المحمول الصدارة خلال الحدث المرتقب بتحديثات شاملة لم يشهدها منذ إطلاقه عام 2010، وبسعر مخفض غير معتاد يقل عن 1000 دولار، وبتطبيقات تركز في معظمها على التعليم.
«الجناح المكسور»
وكشفت «أبل» عن حدث 30 أكتوبر 2018، في بيان صدر على غرفة الأخبار في موقعها الإلكتروني، الخميس الماضي، وتضمن دعوات رسمية أرسلتها الشركة الى قائمة طويلة من الشخصيات لحضور الحدث الذي سيعقد في مقر أكاديمية بروكلين للموسيقى بنيويورك.
وخلال الأيام التالية للإعلان الرسمي عن الحدث أعد موقع «سي نت نيوز» المتخصص في التقنية قائمة بأبرز التوقعات والتكهنات الخاصة بهذا الحدث، التي تبين منها أن التطور الكبير المتوقع أن يطرأ على الحاسب المحمول «ماك بوك أير» سيكون هو الأبرز خلال الحدث المرتقب.
ونقل «سي نت نيوز» عن خبراء عديدين، قولهم إن خطوط إنتاج الحاسبات المكتبية والمحمولة واللوحية في «أبل» باتت هي «الجناح المكسور» للشركة، مشيرين إلى أنه على الرغم من أن قوة الشركة تعاظمت خلال السنوات القليلة الماضية، وأصبحت في أغسطس الماضي أول شركة أميركية تتخطى قيمتها السوقية التريليون دولار، إلا أن ذلك يعود الى حد كبير لنجاح «جناحها المنتصر» وهو هواتف «آي فون»، التي باتت تحقق ثلثي أرباح وعائدات الشركة، وتسريع أعمالها بصورة كبيرة، جنباً الى جنب مع متجر «أبل» وخدمة «موسيقى أبل»، وأخيراً «ساعة أبل».
أجهزة «ماك» و«آي باد»
وأضاف الخبراء أنه في المقابل لم تحقق أجهزة «ماك» المكتبية والمحمولة، وأجهزة «آي باد» اللوحية نجاحاً مماثلاً، حيث تباطأت في مبيعاتها وعائداتها حتى باتت تمثل 10% فقط من إجمالي عائدات الشركة، وذلك رغم الجهود التي تبذلها الشركة لتطويرها.
وبينوا أن أجهزة «ماك» التي تعمل بنظم تشغيل «أبل» شهدت آخر تحديث في عام 2016، حيث أعادت الشركة تصميم جهاز الكمبيوتر المحمول «ماك بوك برو» للمرة الأولى منذ أربع سنوات، وأضافت اليه شريط اللمس، وهو عبارة عن شاشة متعددة اللمس مدمجة في الصف العلوي من لوحة مفاتيح تضيء مع قائمة من الأزرار، وأزرار التحكم، والأقراص والأدوات، التي تتغير وفقاً للتطبيق المستخدم.
وذكروا أن «ماك بوك أير» أحد أجهزة «أبل» التي لم يتم تحديثها لسنوات، ويعمل بشاشة قياس 13 بوصة، رفضت «أبل» تحسين مواصفاته ونقله للعمل بشاشات «رتينا» عالية الدقة، على الرغم من مطالبات المستخدمين.
«ماك بوك أير»
وتوقع الخبراء أن تتركز دائرة الضوء في حدث «أبل» المرتقب على الاجهزة التي تمثل الجزء الرئيس من «جناح الشركة المكسور»، موضحين أن أجهزة «آي باد برو» ستظهر بشاشات أكبر، ويختفي منها مفتاح التعرف الى الهوية باللمس المعتمد على بصمات الأصابع، ليحل محلها التعرف الى الوجوه، وربما تحتوي على منفذ فئة «يو إس بي سي».
لكن وفقاً للتسريبات فإن المرشح الأكبر للدخول في دائرة الضوء سيكون «ماك بوك أير»، حيث أشارت تكهنات ظهرت في تقارير لكل من وكالة «بلومبيرغ» الإخبارية وموقع «ديجي تايم»، إلى أن «ماك بوك أير» سيشهد تحديثات شاملة، تتضمن شاشة جديدة بتقنية «رتينا» عالية الدقة قياس 13 بوصة، وانتقال الى نظام التعرف الى الوجوه، مع تصميم نحيف، ومعالج قوي من شركة «إنتل»، وسعر يقل عن 1000 دولار، فالطراز ذو السعة التخزينية 128 غيغابايت سيكون بسعر 999 دولاراً، في حين سيكون الطراز ذو السعة التخزينية 256 غيغابايت بسعر 1199 دولاراً، ليتم بعد ذلك تخفيض سعره تدريجياً ودورياً ليستقر ما بين 750 و800 دولار لدى باعة التجزئة، وبذلك يستطيع المنافسة بقوة مع أجهزة «كروم بوك» من شركة «غوغل»، و«سيرفس» من شركة «مايكروسوفت».
كما أن الجهاز المحدث سيأتي بتطبيقات تركز في معظمها على مجال التعليم، لاسيما المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية.
سوق التعليم
أفاد تقرير لوكالة «بلومبيرغ» الإخبارية بأن شركة «أبل» ستحاول من خلال حدثها المرتقب في 30 أكتوبر الجاري، العودة بقوة الى سوق التعليم، في محاولة لاستعادة الطلاب والمعلمين من شركتي «غوغل» و«مايكروسوفت»، اللتين نجحتا في الوصول إلى الفصول الدراسية بالحاسبات المحمولة واللوحية الرخيصة، حيث تبلغ حصة أجهزة «أندرويد» من سوق التعليم العالمية التي تقدر قيمتها بـ17.7 مليار دولار، 60% حالياً، وذلك وفقاً لبحوث شركة «فورست وسوليفان» للاستشارات، فيما تصل حصة أجهزة «مايكروسوفت» إلى 22% من هذه السوق، بينما تبلغ حصة «أبل» 17%، بعدما كانت اللاعب الرئيس في هذه السوق عند انطلاق الشركة.