طهران مهدي موسوي
اتسعت امس السبت، الاحتجاجات الغاضبة في إيران والتي اندلعت أمس الأول الجمعة إثر رفع الحكومة أسعار الوقود بنحو كبير، لتشمل العشرات من المدن الإيرانية، وتتسبب بمقتل 12 متظاهر بينهم طفل، حيث شغل هذا الحدث معظم وسائل الاعلام على مستوى العالم، ورأى مراقبون ان هذه الاحتجاجات هي الأعنف التي تواجه النظام الإيراني.
وطالب المتظاهرون الإيرانيون بتحسين أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية، مرددين هتافات برحيل النظام، معربين عن استيائهم الشديد من التدخلات الإيرانية في شؤون البلدان العربية.
وقطع المحتجون الإيرانيون، صباح امس السبت، العديد من الطرق الرئيسية في طهران ومدينة شيراز، احتجاجا على قرار نظام الملالي برفع أسعار الوقود في الآونة الأخيرة، حسبما أكدت وسائل إعلام إيرانية رسمية، وفي وقت لاحق شهدت العديد من المدن الإيرانية قطع الشوارع.
وخرج الإيرانيون الغاضبون في العديد من المدن الإيرانية امس السبت، مرددين هتافات رافضة لتدخل النظام في شؤون الدول العربية، مطالبين في الوقت ذاته بتحسين أحوالهم المعيشية والاقتصادية.
قطع خدمة الإنترنت
وأوردت انباء لاحقة ان مصادر إيرانية معارضة، كشفت ان النظام يواصل انتهاكاته لحقوق الإنسان، وقمعه للمتظاهرين، مشيرين إلى أن السلطات الإيرانية قطعت خدمة الانترنت عن مناطق الأهواز ومن ثم عن المدن التي تفاقمت فيها الاحتجاجات، فيما دعت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي، الشباب إلى دعم المتظاهرين.
يسقط الديكتاتور
وردد المتظاهرون الغاضبون في العاصمة “طهران” هتافات تطالب بإسقاط نظام خامنئي، رافعين شعارات “يسقط الديكتاتور”، مشددين على ضرورة إسقاط نظام المرشد.
وأضرم المحتجون في مدينة بهبهان جنوب غربي إيران، النيران في مقر المصرف الوطني، صباح امس، فيما خرجت مظاهرات حاشدة في مدينة كرج وسط البلاد للمطالبة برحيل نظام المرشد.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، إن المحتجين هاجموا مستودعا للوقود في مدينة سيرجان وسط إيران، احتجاجا على رفع الأسعار، ليل الجمعة، عقب إعلان نظام الملالي المفاجئ عن زيادة كبيرة في أسعار الوقود.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”، أن الشركة الوطنية لتوزيع المشتقات النفطية الإيرانية، رفعت أسعار البنزين بنسبة 50% حتى حصة 60 لترا في الشهر، وبنسبة 300% خارج الحصة الشهرية.
ويأتي ذلك، بعدما أصدر المجلس الاعلى للتنسيق الاقتصادي للسلطات الثلاث في نظام الملالي، قرارا برفع أسعار الوقود على أن يبدأ تطبيقه اعتبارا من يوم الجمعة.
ووفقا لهذا القرار، فإن سعر البنزين ضمن الحصة 60 لترا في الشهر وصل إلى 1500 تومان للتر الواحد، علما بأن الدولار (يعادل 4200 تومان حسب السعر الرسمي، ونحو 11500 تومان حسب السوق الحرة) فيما يصل سعر اللتر الواحد خارج الحصة 3000 تومان، بحسب الوكالة الإيرانية للأنباء.
وعلقت مريم رجوي زعيمة المعارضة الإيرانية، على إرتفاع أسعار البنزين بعد الزيادة الأخيرة التي أقرتها الحكومة الإيرانية.
وقالت رجوي في تغريده لها على حسابها الرسمي على موقع تويتر: “نظام الملالي برفعه سعر البنزين بنسبة ثلاثة أضعاف، يتسبب في جعل الكادحين أكثر فقرا.. بينما مفاصل اقتصاد البلاد في قبضة خامنئي وروحاني ومختلسي آلاف المليارات من حاشياتهم ، هؤلاء ينهبون ثروات الشعب ويبددونها في إشعال الحروب والمشاريع اللا وطنية والصاروخية “.
وتأتي تصريحات رجوي دعما للاحتجاجات التي انطلقت اول امس الجمعة في مدن إيران ضد أسعار زيادة البنزين، وامتدت التظاهرات إلى عدد من المدن الإيرانية في الأحواز، حيث قام المحتجون بإغلاق الطريق بين تستر والقنيطرة “دزفول” احتجاجا على رفع أسعار البنزين، وحرق إطارات السيارات في الطرق، وهو ما دفع قوات مكافحة الشغب الإيرانية إلى مواجهتهم بالاعتقال والقمع.
وقال مراقبون أن النظام الإيراني يواجه منعطفا خطيرا يهدد أركانه على المستويين الداخلي والخارجي وإن الوقت الراهن ربما هو أصعب الأوقات التي مرت على النظام.
حيث تقف إيران محاصرة في الداخل والخارج، فما بين عقوبات دولية قاسية تواجهها، ومحن أخرى تواجه أذرعها المسلحة التي رعتها خلال السنوات الماضية في دول عدة، إضافة لداخل يستعد للاشتعال بسبب الظروف الاقتصادية القاسية.
ويرى ناشطون سياسيون أن أول منعطف يواجه نظام الملالي يتمثل في الحراك الثوري المشتعل في العراق ولبنان، والذي يشترك في مطلب رئيسي واحد وهو رفض التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لبغداد وبيروت، ويأتى من بعده اتفاق الرياض الذي حاصر المخططات الإيرانية في اليمن، ووحد الفصائل اليمنية في مواجهة ميليشيات الحوثي.
ويشير باحثون في الشأن الإيراني إلى أن أخطر ما يواجه طهران حاليا هي الداخل الغاضب وينتظر الاشتعال، والذي بدأ أول حركاته بالاحتجاجات الشعبية التي اندلعت شرارتها الجمعة رفضا لرفع أسعار الوقود، وتردى الأحوال المعيشية.
ويؤكدون أن هذه الوقائع تشير إلى سيناريوهين متوقعين بالنسبة لإيران الأول متمثل في التعامل مع الاحتجاجات الداخلية بنفس الطريقة السابقة، والتي تعتمد على المواجهة القمعية، والعنف، من خلال التنكيل بالمحتجين في الداخل.
وأشاروا إلى أن هذا السيناريو المتصور سيعى من خلاله النظام للحفاظ على نفوذه، ويلمح البعض إلى سيناريو ثان متوقع إلى أنه يرجح الأول، ويعتمد على مدى قوة الاحتجاجات الداخلية وصمودها أمام عنف أجهزة الأمن الإيراني، وفي هذه الحالة قد تتغير وجهة النظام جزئيا في محاولة منه لتهدئة الشارع.
وتصاعدت حدة الغضب داخل إيران في اليومين الماضيين، بعد ارتفاع أسعار البنزين، والتي أقرتها حكومة طهران، في ساعات متأخرة من ليل الخميس/صباح الجمعة، مما دفع بالعديد من الإيرانيين إلى التجمهر داخل محطات الوقود والاحتجاج على رفع الأسعار.
وانضم إلى الاحتجاجات عدد كبير من سكان منطقة الأحواز، اعتراضا على رفع أسعار البنزين، إلى جانب رفضهم الاعتقالات التي شنتها قوات الحرس الثوري، لعدد كبير من الشباب الإيراني الذي انتفض ضد مقتل الشاعر حسن الحيدري.
وحاول الرئيس الإيراني حسن روحاني امتصاص نقمة الشارع بقوله:” ان الغاية من رفع أسعار الوقود تحصيل أموال توزع على الفقراء الذين يبلغ عدد 60 مليون إيراني” الأمر الذي أدى الى مزيد من السخط سيما وعدد نفوس ايران يبلغ 80 مليون نسمة.
وقد يهمك أيضا:
بشار الأسد يتهم المخابرات التركية بقتل البريطاني الداعم لـ الخوذ البيضاء
الأسد يؤكد ان القوة الروسية من الناحية العسكرية ضرورية للتوازن في العالم