طهران ـ مهدي موسوي
أعلنت إيران عن إطلاقها العديد من الصواريخ الباليستية على شرق سورية رداً على المسلحين الذين تعتقد أنهم المسؤولون عن الهجوم الذي وقع مؤخراً على أراضيها، في منطقة الأهواز، والذي أسفر عنه مقتل حوالي 29 شخصاً من بينهم طفل يبلغ من العمر 4 سنوات حسب بيان رسمي إيراني.
الحرس الثوري يصدر بياناً
وأوضح فيلق "الحرس الثوري" الإيراني، الأثنين، من خلال وسائل الإعلام الرسمية أنه أطلق ستة صواريخ على مجموعات شبه عسكرية متمركزة بالقرب من نهر الفرات. وقال مسؤولون عسكريون إن الضربة الجوية، هي ثاني هجوم صاروخي من هذا النوع من قبل إيران في سورية خلال عام، وقد تسبب في قتل وجرح بعض النشطاء، دون الإعلان عن مزيد من التفاصيل. وفي بيان له حول الهجوم الصاروخي، قال الفيلق : إن "أمن الشعب الايراني هو الخط الاحمر للقوات المسلحة، ولا يدخر الحرس الثوري الايراني جهدا في الحفاظ على السلام والأمن."
وأظهرت لقطات تلفزيونية تابعة للدولة، إطلاق الصواريخ من إقليم كرمانشاه الغربي، في حين عبرت الصواريخ وسط العراق، قبل أن تهبط قرب منطقة البو كمال في جنوب شرق سورية. وكان أحد الصواريخ التي ظهرت على الشاشات قبل الهجوم تحمل شعارات "الموت لأميركا"، "الموت لإسرائيل"، و "الموت لآل سعود" في إشارة إلى العائلة الحاكمة في المملكة العربية السعودية. وقال مراسل التلفزيون الحكومي: "هذا هو صخب الصواريخ التابعة للحرس الثوري للثورة الإسلامية، وفي بضع دقائق، سيسمع عالم الغطرسة، ولا سيما أميركا والنظام الصهيوني والسعودي، صوت الضربات الإيرانية المتكررة".
هجوم بطائرة بدون طيار
وأعلنت وسائل إعلام حكومية أن القوات الإيرانية شنّت أيضا هجوماً بطائرة بدون طيار بعد قليل من الضربة الأولى، وتزيد هذه العملية من تعقيد مسألة من نفذ الهجوم على العرض العسكري في مدينة الأهواز الإيرانية الشهر الماضي. وقد ألقت إيران في البداية باللوم على الانفصاليين العرب في الحادث الذي قام فيه مسلحون متنكرون في زي الجنود بفتح النار على الحشد، والمسؤولين الذين يشاهدون العرض من منصة المشاهدة، وقد أعلنت جماعة قومية عربية على الفور مسؤوليتها عن الهجوم، لكنها عرضت تفاصيل حول المهاجمين، والتي ثبتت في نهاية الأمر أنها غير صحيحة. كما ادعى تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم، على الرغم من أنه قدم معلومات غير صحيحة من الناحية الواقعية عن الحادث.
اتهامات لأميركا وإسرائيل والسعودية
وفي وقت لاحق، أصدرت الجماعة المتطرفة لقطات لعدد من الرجال الذين حددتهم إيران على أنهم المهاجمون، على الرغم من أن أولئك الذين شاركوا في اللقطات لم يتعهدوا أبداً بالولاء للجماعة المتطرفة، وعند الإعلان عن الهجوم، قالت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية إن الصواريخ استهدفت كلاً من "التكفيريين" وهو مصطلح غالبا ما ينطبق على "داعش"، والانفصاليين من الأهواز. وقال الحرس الثوري الإيراني استنادا إلى أدلة من هجوم الأهواز، إن "المتطرفين" في شرق سورية يتلقون الدعم والتوجيه من الولايات المتحدة، وزعمت أن المجموعة كانت تتصرف وفق خطط "شيطانية" للبيت الأبيض، و"النظام الصهيوني"، و"سلطة إقليمية" وهي إشارة مرجحة إلى المملكة العربية السعودية. وأضاف البيان أن الحرس سينفذ "ردا ساحقا" على أعمال "الأشرار" أعداء إيران.
وكان هجوم يوم الأثنين هو المرة الثالثة التي تستخدم فيها طهران صواريخها الباليستية في حالة غضبها في السنوات الأخيرة، إذ في العام الماضي، أطلقت إيران صواريخ باليستية على سورية بسبب هجوم داعش على طهران استهدف البرلمان وضريح آية الله روح الخميني، وفي سبتمبر / أيلول، أطلقت القوات الإيرانية صواريخ على العراق استهدفت قاعدة لجماعة إسلامية انفصالية كردية إيرانية، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 11 شخصا، وإصابة 50 آخرين.