عدن/الرياض ـ عبدالغني يحيى
أعلن الجيش الوطني اليمني، مقتل القيادي الحوثي، حسين يحيى "كشيمة" مع أكثر من 40 عنصرًا من مرافقيه. وقال الجيش إن غارة تحالف دعم الشرعية تمكنت من استهدافهم في جبهة الساحل الغربي من محافظة الحديدة. وأفادت مصادر عسكرية أن كشيمة يُعتبر من قيادات الصف الأول الميدانية لدى الميليشيات الإيرانية، وامتلك خبرة كبيرة في زراعة الألغام والعبوات الناسفة. كما تلقى القتيل تدريبات عسكرية في لبنان وإيران عامي 2011 و2012.
دعم الشرعية : اعتداءات الحوثيين لن تمرَّ دون حساب
وكانت القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن أكدت الاثنين أن جميع العمليات الإرهابية التي تقوم بها الميليشيات الحوثية التابعة لإيران والتي كان آخرها محاولة استهداف ميناء جازان جنوبي السعودية بزورقين مفخخين، لن تمر من دون حساب. وقال العقيد ركن تركي المالكي المتحدث باسم القوات المشتركة للتحالف خلال مؤتمر صحافي في الرياض إن محاولة استهداف ميناء جازان بقوارب مفخخة، لن تمر من دون حساب، وسيتم اتخاذ كافة الإجراءات الرادعة حسب القانون الدولي ومحاسبة الأشخاص المخططين والمنفذين لهذا العمل الإرهابي.
وتطرق المتحدث باسم التحالف، من جهة أخرى، إلى الثغرات التي شابت تمديد مجلس حقوق الإنسان للجنة الخبراء في اليمن. وأشار المالكي إلى أن التحالف بصدد تسليم رد قانوني إلى مجلس حقوق الإنسان في الجلسة التاسعة والثلاثين لدحض تقرير لجنة الخبراء المضلل الذي رفضته الحكومة اليمنية والتحالف على حد سواء. وأورد بعض النقاط التي تم الرد عليها منها أن التقرير مبني على الظن والتخمين والابتعاد عن المهنية، وأنه تجاهل ردود تحالف دعم الشرعية، واعتمد على الإنترنت في استقصاء المعلومات. وتابع أن التقرير خالف قرار مجلس الأمن 2216 بتسمية ميليشيات الحوثي بسلطات الأمر الواقع، إلى جانب وصفهم زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي بقائد الثورة، وعدم تغطية زيارتهم لكافة المناطق اليمنية، وتجاهل الدور الإيراني في اليمن، وانتهاكات الميليشيات الحوثية وإعاقتهم لدخول المساعدات الإنسانية، وتجاهل اغتيال الرئيس السابق علي عبد الله صالح، واستهداف المواقع الدينية والمدنية في المملكة العربية السعودية بالصواريخ الإيرانية، والجرائم التي ارتكبتها الميليشيات في عدن والمحافظات المحررة إبان السيطرة عليها.
وأردف العقيد المالكي قائلاً إن القوات المشتركة تقدر ما تقوم به كافة المنظمات الأممية وغيرها في الداخل اليمني ونعلم تعرضها لضغط من الميليشيات بعدم إعطاء التصاريح للتحرك داخل اليمن، وقد تابعنا تداول وسائل الإعلام تسريبات بعض الانتهاكات ضد الموظفين الأمميين واختطاف أو الإخفاء القسري لبعض موظفيهم اليمنيين أو غيرهم، وعليه يجب أن تكون هناك خطوات أكثر صرامة تجاه ما تقوم به الميليشيات.
وتطرق المالكي إلى ما ورد في رسالة المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي في اليمن، والانتهاكات التي قامت بها الميليشيات الحوثية خلال الفترة الماضية لمخازن الغذاء العالمي، فقال: نرغب من المنظمات كما ورد في الرسالة عدم وجود أي ازدواجية في المعايير للتعامل مع الأطراف المختلفة في اليمن؛ الميليشيات الحوثية اخترقت للمرة الثانية المخازن، وقطعت كاميرات المراقبة في الموقع، وفتحت البوابات الشمالية بصفة مستمرة ومن أجل استخدامها عسكرياً، جميع هذه الأعمال زادت معاناة اليمنيين، وعطلت مرور الشاحنات الإنسانية وخلقت سوقاً سوداء.
من جهة أخرى، أفاد المالكي بأن القوات المشتركة تلقت طلباً من الحكومة الشرعية لمرور طائرة مستأجرة بالتنسيق مع الأمم المتحدة عبر خط عمان - جدة - صنعاء والعكس لنقل أبناء الرئيس السابق وهم صلاح ومدين علي عبد الله صالح، مبيناً أن التحالف أعطى التصاريح اللازمة الخميس الماضي وهبطت الطائرة في مطار الملك عبد العزيز بجدة، إلا أن الميليشيات لم تعط إذناً لها للهبوط في مطار صنعاء في تعطيل متعمد. وأوضح أن الطائرة غادرت الجمعة إلى عمان.
إلى ذلك، كشف المالكي عن بدء العمل بالمنافذ الآمنة الرابطة بين محافظتي صنعاء والحديدة، لافتاً إلى أنه من المفترض عدم وجود أي نقص في المشتقات النفطية والمواد الغذائية في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية بعد تفعيل هذه الطرق.
وعلى الصعيد العملياتي، أوضح المالكي أن قوات الجيش اليمني المدعومة من التحالف تواصل عملياتها في كافة المحاور، في كل من حجة وصعدة والجوف والضالع ونهم، مشيراً إلى أن العمليات في محافظة الحديدة تتم من خلال عدة محاور الأول عبر محاصرة قرية الدريهمي، والثاني تمركز القوات المشتركة بالقرب من "الكيلو 10" والسيطرة النارية عليه.
ابن عم للحوثي يستنفر أتباعه لمواجهة ميليشيات الجماعة
غداة اشتباكات بين الطرفين أدت إلى مقتل العشرات في صعدة، حثَّ الداعية الزيدي محمد عبد العظيم الحوثي أتباعه في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية لمواجهة الجماعة أمس، غداة مواجهات عنيفة دارت بين الموالين له وعناصر الميليشيات وأدت إلى مقتل أكثر من 40 مسلحا في محافظة صعدة اليمنية حيث المعقل الرئيسي للجماعة الحوثية.
وجاء استنفار الداعية الزيدي ضد قريبه الحوثي في بيان دعا فيه جميع أتباعه إلى التدخل السريع لإنقاذ أهالي منطقة آل حميدان من مسلحي الجماعة الحوثية الذين وصفهم بـ"اللصوص وقطاع الطرق والمجرمين السلاليين"، وذلك عقب يومين من اندلاع المواجهات بين الطرفين.
وعد الداعية محمد عبد العظيم الحوثي هجوم الميليشيات على أتباعه «عدوانا غادرا وجبانا»، مشيرا إلى أن عناصر الجماعة يحاصرون أتباعه في منطقة آل حميدان، ويقصفون المنازل بشتى أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة، فوق رؤوس ساكنيها من الأطفال والنساء وكبار السن، داعيا أنصاره إلى الاستنفار العاجل.
وفي السياق نفسه ذكرت مصادر قبلية أن المواجهات تجددت أمس في مديريتي مجز وسحار حيث يتركز فيهما الكثير من أتباع محمد عبد العظيم الحوثي، بالتزامن مع قيام عناصر الميليشيات التي يقودها عبد الملك الحوثي بتفجير منازل خصومهم في المنطقتين وشن حملات اعتقال واسعة في صفوفهم. وأفادت المصادر بأن أكثر من 40 قتيلا سقطوا خلال المواجهات التي كانت توقفت مساء أول من أمس، على إثر تدخل وسطاء قبليين لفض المواجهات التي يحيط الغموض بالأسباب الحقيقية لاندلاعها في هذا التوقيت، بخاصة في ظل ما ذكرته بعض المصادر من أن أساسها يعود إلى وجود خلافات بين قيادات تابعة للرجلين حول شحنة من المخدرات.
ويعد محمد عبد العظيم الحوثي، من كبار علماء المذهب الزيدي في اليمن، ومنذ سنوات اختط لنفسه مساراً مختلفاً عن مسار الحركة الحوثية التي يرى أنها خرجت عن المذهب وارتمت في أحضان المذهب الإثني عشري المستقدم من إيران، في ظل سعي للجماعة من أجل الحكم والتسلط تحت عباءة الدين. وذكرت المصادر أن قريب الحوثي، الذي يلتقي معه في جده الخامس، استنفر أمس أتباعه في صعدة وذمار وصنعاء وعمران للقدوم إلى محافظة صعدة لحماية أنصاره الموجودين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي تحاول بدورها أن تجعل صعدة، بحسب المراقبين، خالية من أي حركات مناهضة لحكمها السلالي.
من جهة أخرى، كثّفت ميليشيات الحوثي، قصفها على المدن والقرى المحررة بمحافظة الحديدة الساحلية، بالتزامن مع الخسائر البشرية والمادية الكبيرة التي تتكبدها في مواجهاتها مع الجيش الوطني اليمني. وتركز القصف خلال اليومين الماضيين على قرى حيس والدريهمي والتحيتا، جنوب الحديدة، مخلفاً قتلى ومصابين في صفوف المواطنين علاوة على تدمير عدد من المنازل. وذكر المركز الإعلامي لـ"ألوية المقاومة" التابعة للجيش الوطني أن "ميليشيات الحوثي استهدفت منازل مدينة حيس بقذائف الهاون وقتلت امرأة مع أغنامها"، وأن ميليشيات الحوثي باشرت القصف على منازلهم بقذائف الهاون من بعد صلاة الظهر، حيث إن إحدى القذائف سقطت على زوجته بينما كانت تتفقد أغنامها بجوار المنزل مما أدى إلا استشهاد زوجته ومقتل أغنامها". وأضاف أن القتيلة تبلغ من العمر من العمر 47 عاما ولديها ثلاثة أولاد ما زالوا صغارا.
ويأتي ذلك في ظل استمرار المعارك في ضواحي مدينة الحديدة والساحل الغربي، وسط تقدم الجيش الوطني، المسنود من تحالف دعم الشرعية، والسيطرة على عدد من القرى والمواقع الاستراتيجية التي كانت خاضعة لسيطرة الانقلابيين، بالتزامن مع استمرار تقدم الجيش الوطني في باقم، شمال صعدة، معقل الانقلابيين، واستهداف مدفعية الجيش لعدد من مواقع تمركز الانقلابيين. وشنت مقاتلات تحالف دعم الشرعية غاراتها الجوية على عدد من مواقع تمركز الانقلابيين شمال مثلث كيلو 16، المنفذ الشرقي لمدينة الحديدة الواقع على الخط الرابط بين صنعاء – الحديدة، وشرق منطقة الدريهمي، ودمرت عدداً من الآليات والعربات العسكرية التابعة للانقلابيين.
200 مليون دولار أميركي منحة للبنك المركزي اليمني
وجَّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الاثنين، بتقديم مبلغ 200 مليون دولار أميركي منحة للبنك المركزي اليمني دعماً لمركزه المالي. ويأتي ذلك استمراراً لنهج المملكة العربية السعودية الدائم في الوقوف مع الشعب اليمني الشقيق والحكومة اليمنية، وانطلاقاً من اهتمامها في تحقيق الاستقرار للاقتصاد اليمني وتعزيز قيمة العملة اليمنية، نقلا عن وكالة الأنباء السعودية (واس).
وعلى الاثر شهدت اسعار صرف وبيع العملات الأجنبية مساء الاثنين تراجعاً طفيفاً مقابل الريال اليمني في عدن والمناطق المحررة، بعد قرار الملك سلمان ونتيجة لفتح الاعتمادات في جميع البنوك للتجار.