الهجوم التركي

تصاعدت الدعوات لإجراء تحقيقات في جرائم حرب محتملة في الهجوم التركي على شمال سوريا، وذلك بعد ظهور مقاطع فيديو لمقاتلي المعارضة السورية المدعومة من تركيا وهم يعذبون الأسرى، ويشوهون جثث الموتى، حيث تظهر في اللقطات فظائع من المرجَّح أنها قد ارتكبتها قوات المعارضة في المناطق الكردية شمال سوريا على نطاق واسع، مما يثير مخاوف من زيادة الفجوة العِرقية وتجدد القتال، حتى مع وجود وقف «هش» لإطلاق النار، حسب ما ذكرته صحيفة «الغارديان» البريطانية.

ويُظهر شريط فيديو نُشر في وقت سابق من هذا الأسبوع مقاتلاً كردياً تم أسره وهو يُجَرّ من رقبته، بينما يهدده مقاتلو المعارضة بقطع رأسه. كما تُظهر صورة أخرى عدداً من القتلى من المقاتلين الأكراد وهم مذبوحون بالسكين.

وقد أدان المسؤولون الأكراد والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري هذه اللقطات، ووصفها الأخير بأنها «جرائم حرب محتملة»، بينما يصر الأكراد على أنها تمثل «تطهيراً عرقياً».
وفرّ أكثر من 170 ألف كردي من منطقة القتال على طول الحدود السورية التركية، منذ بدء العملية العسكرية التي أطلقتها أنقرة ضد وحدات حماية الشعب الكردية، المتحالفة مع الغربيين ضد تنظيم «داعش»، والتي تعتبرها أنقرة منظمة «إرهابية».

وقالت مسؤولة كردية بارزة، وفق «الغارديان»، إن «أحد أهم التحديات الرئيسية لدينا هو احتواء رد الفعل العاطفي» على هذه المشاهِد.
وقالت إليزابيث تسوركوف من معهد أبحاث السياسة الخارجية الأميركية «إن الفصائل التي تقاتل بجانب تركيا هم في الغالب أفراد على استعداد للقتال في مقابل المال، لتعزيز مصالح تركيا».
وأضافت: «تدفع تركيا مرتبات هؤلاء المقاتلين، وتدربهم في تركيا وشمال حلب، وتوفر لهم الرعاية الطبية المجانية عند إصابتهم، وتشرف على جميع العمليات العسكرية... فتركيا هي المسؤولة في النهاية عن سلوك هذه الفصائل».

ونفت أنقرة قيامها بأي سلوك مخالف للقانون الدولي في هجومها على شمال سوريا، وسط تقارير تفيد بأنها استخدمت الفسفور الأبيض، المحظور دولياً. فيما تحدث مسؤولون عسكريون أتراك عن تحقيق في أنباء عن عمليات إعدام.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني هايكو ماس في أنقرة اليوم، قال إن بلاده «لن تتهاون مع أي انتهاكات لحقوق الإنسان شمال شرقي سوريا وستحقق في أي مزاعم».

وأطلقت تركيا هجومها شمال شرقي سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية، المدعومة من واشنطن ضد تنظيم «داعش»، لأن أنقرة تعتبرها منظمة «إرهابية».
والهدف الذي أعلنته أنقرة لعمليتها هو إقامة «منطقة آمنة» بعمق 30 كلم تفصل الحدود التركية عن المناطق الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية

وقد يهمك أيضا:

تركيا في مأزق أمام الكونغرس بسبب التطهير العرقي في هجوم سورية