بيروت ـ فادي سماحه
أثارت زيارة وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب إلى سورية، وتأكيد مصادر رئيس الحكومة سعد الحريري أنه لم يكن على علم بها، جواً من البلبة السياسية حاول الوزير الغريب تبديده خلال لقائه أمس الثلاثاء رئيس الجمهورية ميشال عون والحريري لإطلاعهما على نتائج لقاءاته في دمشق.
وجاء في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية أن "غريب أطلع الرئيس عون على نتائج الزيارة التي قام بها لدمشق، والمواضيع التي بحثها مع المسؤولين السوريين الذين التقاهم".
وقال الغريب بعد اللقاء إنه زار رئيس الجمهورية "لوضعه في أجواء زيارته لسورية". وأضاف: "كانت هناك مقاربة إيجابية للموضوع من جوانبه كافة"، وأقول إننا بدأنا نسمع أصواتا، ونأمل لو لمرة واحدة أن نجمع كلبنانيين على ملف وطني وحساس ودقيق بهذا الحجم، إذ إن الأمور لم تعد تحتمل. وإننا ندعو مجدداً، كما دعونا في السابق، إلى إخراج ملف النازحين من التجاذبات السياسية لما يشكله من ضغوط اقتصادية ومالية وأمنية على الوطن برمته".
ورداً على سؤال حول نتائج الزيارة إلى دمشق، قال الغريب: "لمسنا إيجابية مهمة جداً وإمكانية لتقديم تسهيلات كبيرة بمقاربتهم (أي المسؤولين السوريين) لهذا الموضوع". وهذا الأمر أكّدت عليه أيضاً مصادر وزارية مطلعة على اللقاء قائلة لـ"الشرق الأوسط" إنه "بحسب المعلومات التي نقلها الغريب يبدو أن هناك رغبة لدى الجانب السوري للتعاون بملف النازحين، على أن تبحث آلية عودتهم لاحقاً".
وعن المعلومات التي أشارت إلى استياء الحريري من الزيارة، ذكّرت المصادر أن "الغريب ليس أول من يذهب إلى سورية بل سبق لوزراء آخرين أن قاموا بالخطوة نفسها".
وأكدت مصادر الحريري لـ"الشرق الأوسط" أن الغريب لم يطلعه على الزيارة قبل قيامه بها وذلك خلافاً لما سبق أن أعلنه، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة استدعاه على خلفية هذا الأمر. لكن الغريب رفض الإجابة عن السؤال حول اللغط الذي نتج عن زيارته، واكتفى بالقول: "ما هو بيننا وبين الرئيس الحريري يبقى بيننا وبين الرئيس الحريري".
اقراأ أيضا:
التحالفات السياسية في لبنان "على القطعة" لتأمين المصالح الآنية
وقال: "طلبت بعد عودتي موعداً من رئيس الجمهورية لوضعه في أجواء الزيارة، وكذلك من الرئيس الحريري. وقد قمت بهذا اللقاء اليوم، ووضعته في أجواء الزيارة التي حصلت". وأضاف: "دعونا، وسنظل ندعو، إلى إخراج هذا الملف من التجاذبات السياسية، وأقلها أن ملفاً بهذه الحساسية يستحق منا جميعاً كلبنانيين، أن تكون لدينا مقاربة تأخذ بعين الاعتبار مصلحة لبنان أولاً"، مؤكداً في الوقت عينه أن الجانب السوري كان إيجابياً وقد أبدى رغبة بتقديم تسهيلات و"آمل أن تترجم بوضع ورقة في وقت قريب".
وعن مخالفة قرار عدم زيارة أي وزير لبناني إلى سورية، أجاب الغريب: "الرئيس الحريري عوّدنا دائماً أن يأخذ مصلحة لبنان أولاً، وهو يقارب كل المواضيع، من ملف النازحين وغيره، بكثير من الإيجابية، آخذاً بعين الاعتبار مصلحة لبنان أولاً".
قد يهمك أيضًا:
الرئيس عون يؤكّد التزام لبنان بالدفاع عن القدس والأرض الفلسطينية
عون يُعبّر عن آماله في تشكيل الحكومة قبل رأس السنة