دمشق -سوريه24
تشهد محافظة السويداء حالة من التوتر والانفلات الأمني، فبالإضافة إلى استمرار عمليات خطف المدنيين قُتِل وأُصيب عدد من عناصر الوحدات العسكرية في انفجار عبوة ناسفة بقرية طربا قس ريف السويداء الشرقي، ورجحت مصادر أهلية في السويداء أن تكون العبوة مزروعة حديثا، لأنه سبق لتلك القوات أن أعلنت قبل 4 أشهر أن "تلك المنطقة جرى تمشيطها وتطهيرها من الألغام والعبوات الناسفة، وباتت آمنة".
وقالت صفحات إخبارية محلية إن عبوة ناسفة «من مخلفات التنظيمات الإرهابية» انفجرت في مزارع الخطيب بقرية طربا، شرق السويداء، خلال عمليات تمشيط المنطقة. وأفادت إذاعة «شام إف إم» المحلية بأن الانفجار أسفر عن مقتل عدد من عناصر الوحدات العسكرية وإصابة آخرين، في أثناء عمليات تمشيط شرق قرية طربا في ريف السويداء الشرقي.
يجري ذلك في ظلّ تواصل حالة الانفلات الأمني في المحافظة التي يسيطر عليها «الفيلق الخامس» التابع لقوات النظام، الذي شكلته وتشرف عليه روسيا، إذ شهدت ساحة الشعلة في مدينة السويداء حالة سطو مسلح في وضح النهار وأمام المارّة، على سيارة تابعة للمصرف العقاري السوري (مصرف حكومي).
وأكدت مصادر محلية نقلا عن شهود عيان أن مسلحين ظهروا بوجوه سافرة، ولم يحاولوا إخفاء شخصياتهم، أجبروا سيارة المصرف العقاري على التوقف واقتادوها مع السائق إلى جهة مجهولة، وكانت تقل مبلغاً كبيراً من المال يُقدّر بـ35 مليون ليرة.
ونقلت عن مصدر في قيادة شرطة السويداء قوله إن «شخصين يستقلان سيارة (بيك آب) من دون لوحات اعترضا سيارة تابعة للمصرف العقاري بالقرب من ساحة الشعلة في مدينة السويداء، وأقدما على سلب كيس من السيارة فيه مبلغ 35 مليون ليرة، ولاذا بالفرار بعد أن أطلقا النار على عجلتها الأمامية».
وقالت «شبكة السويداء 24»، الإخباري، أكدت الخبر، بقولها إن «ثلاث مسلحين كانوا يستقلون سيارة (تيوتا هايلوكس) لونها أسود، اعترضوا سيارة تابعة للمصرف العقاري في محافظة السويداء، وقاموا بإطلاق النار بالهواء مجبرين سائق السيارة على التوقف».
وخلال العام الأخير، تزايد نشاط عصابات الخطف من أجل الحصول على المال (الفدية) في السويداء، وبحسب المصادر المحلية، فقد شهد الأسبوعين الأخيرين أكثر من خمس عشرة حالة خطف، دون أن يكون هناك أي تحرُّك جدي من قبل سلطات النظام لملاحقة تلك العصابات الإجرامية، وفي ظلّ هذا الانفلات الأمني لم تتراجع حدة التوترات بين الفصائل المحلية المسلحة مع الجهات الأمنية والحزبية التابعة للنظام، فقد أجبر الفصيل المحلي (قوات الفهد)، مسؤولي حزب البعث في المحافظة على إلغاء احتفال دعوا له لمناسبة «دحر أهالي السويداء هجوم (تنظيم داعش) في 25 يوليو (تموز) 2018»، التي قضى فيها أكثر من 260 شخصاً من أبناء السويداء.
اقرأ أيضًا:
أميركا وتركيا تقفان وجهًا لوجه وتحشدان قواتهما في الشمال السوري بعد تأزم المفاوضات
واتهمت «قوات الفهد» النظام بمسؤوليته عن أحداث 25 يوليو/ تموز، من خلال «نقل عناصر (تنظيم داعش) إلى تخوم المحافظة، ثم الانسحاب وترك الريف الشرقي دون حماية»، حسب البيان الذي حمل تهديد «قوات الفهد» إلى «مَن أرسل الدواعش في المرة الأولى»، وهدد بالرد على أي «مخطط دنيء سيحاك للمحافظة»، وتابع البيان: «من غدر بنا لا يحق له أن يحتفل ويرقص على دماء شهدائنا».
ونفذت «قوات الفهد» ما أعلنت عنه في البيان بأنها ستوجد في ذكرى 25 يوليو، داخل محافظة السويداء «لمنع أي احتفال تشبيحي»، حيث انتشرت دورياتها يوم الخميس الماضي في مناطق متفرقة من مدينة السويداء، وبعض الطرقات المؤدية للريف الشرقي التي شهدت إحياء للذكرى الدامية.
يُذكر أنه خلال يونيو/ حزيران الماضي تعرض مقرا الأمن السياسي والعسكري في السويداء لاستهداف بالقذائف لم يُعلن مصدره، حيث أدت القذيفة التي سقطت على مقر الأمن السياسي إلى إصابة عدد من العناصر، واقتصرت الأضرار في الأمن العسكري على الماديات. وسبق ذلك هجوم على حاجز للدفاع المدني في مدينة السويداء قُتِل فيه عنصران من الدفاع الوطني.
وشهدت قرية الهويا جنوب شرقي السويداء، السبت، توترا أمنيا كبيرا على خلفية توجيه أهالي معتقل من أبناء القرية نداء للفصائل المحلية المسلحة للتحرك لإنقاذ حياة ابنها المعتقل بعد توارد أنباء عن صدور حكم عليه بالإعدام. وقالت مصادر في المنطقة إن عددا من الفصائل المحلية المسلحة توافد إلى قرية الهويا تلبية لنداء عائلة وأقارب المعتقل شادي بربور بعد توارد أنباء متضاربة حول وضعه الصحي الحرج جراء التعذيب، وصدور حكم عليه بالإعدام، بعد خمس سنوات من اعتقاله لدى النظام في سجن صيدنايا.
وقامت الفصائل المسلحة وأقارب المعتقل من المدنيين بقطع طريق تل صحن العسكري، لعدة ساعات، ومنعوا ضباطاً في قوات النظام من العبور للضغط على الأفرع الأمنية لإنقاذ حياة المعتقل، ولم يفتحوا الطريق إلا بعد تلقيهم وعوداً من وجهاء في المنطقة ومن رئيس فرع أمن الدولة في السويداء بمعالجة مطالبهم.
ولفتت المصادر إلى أن شادي (39 عاماً)، اعتُقِل بعد شهر واحد من دخوله سورية عام 2014، قادماً من دولة عربية حيث كان يقيم منذ سنوات، وذلك بتهمه تهريب السلاح، علما بأن عائلته تنفي هذا الاتهام، وتقول إنه وطوال فترة اعتقاله لم تُجرَ له محاكمة، ولم يُسمح للمحامين بمقابلته.
قد يهمك أيضًا:
قتلى في غارات على ريف إدلب وهجوم على قوات الحكومة السورية في درعا
مساعدات أوروبية جديدة للنازحين السوريين في لبنان تُثير ريبة القوى السياسية من بقائهم وليس العودة