طرابلس ـ فاطمة السعداوي
عاود رئيس بعثة الأمم المتحدة الى ليبيا غسان سلامة، رسم صورة قاتمة للأوضاع فيها، لافتاً الى أن "مشكلتها تكمن في توزيع عائدات النفط، بعدما تحول الصراع على السلطة هناك إلى معركة على الثروات وليس الأيديولوجيات"، فيما أجرى فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية سلسلة تغييرات جديدة طالت قيادات أمنية في العاصمة طرابلس، وأعلن أن عملية توحيد المؤسسة العسكرية في البلاد هدف أساسي لحكومته، رداً على تعثر المحاولات في هذا الاتجاه بسبب تعنت الميليشيات في غرب البلاد.
واستقبل السراج أمس الاثنين، وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الذي يزور طرابلس على رأس وفد كبير يضم رئيس الأركان التركية الفريق باشار غولار، والممثل الخاص للرئيس التركي وعددا من مسؤولي وزارتي الدفاع والخارجية التركية. وأفاد بيان صادر عن مكتب رئيس حكومة طرابلس، أن الاجتماع تطرق إلى عملية توحيد المؤسسة العسكرية الليبية حيث أكد السراج أن "هذا هدف أساسي لحكومة الوفاق"، مؤكدا أن "عملية توحيد المؤسسة تحتاج إلى إرادة سياسية موحدة، وتعتمد على نجاح المسار السياسي".
كما ناقش الطرفان سبل التعاون في بناء القدرات الدفاعية والأمنية الليبية من خلال برامج التدريب والتأهيل والتجهيز، وتفعيل الاتفاقات المبرمة، إضافة الى مكافحة الإرهاب وآلية التنسيق بين وزارتي الدفاع في البلدين.
وقبيل الاجتماع، أعلن السراج عن تأسيس هيكلية آلية التنسيق المشترك مع المجتمع الدولي بمشاركة بعثة الأمم المتحدة ووزراء التخطيط الخارجية والحكم المحلي والمالية وسفراء الدول الداعمة ورؤساء بعثات المنظمات الدولية المعنية ببرامج الدعم. وفي هذا الاطار، أقال فتحي باش أغا وزير الداخلية في حكومة السراج، مدير مديرية أمن طرابلس العميد صلاح السموعي وعين بدلا منه العميد سالم السائح، في إطار تغيير مفاجئ شمل معظم قيادات الأمن بما في ذلك، مديرو أمن منفذ مطاري طرابلس ومعيتيقة الدوليين.
وكان المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة قال في سلسلة تصريحات تلفزيونية على هامش مشاركته في "منتدى شباب العالم" في شرم الشيخ، إن "ليبيا أصبحت معبرا للمهربين للجماعات الإرهابية وملاذا آمنا للمجرمين وللعصابات المسلحة بسبب تردي الأوضاع الأمنية".
وطالب سلامة "بضرورة إيجاد حكومة شرعية واحدة في ليبيا للتعامل مع الجميع بأسرع وقت ممكن"، موضحا أن "العملية السياسية سائرة وفقا لخطة العمل التي وافق عليها مجلس الأمن، لكنها واجهتها عراقيل كثيرة خلال الفترة الأخيرة، لا سيما الأزمة في الهلال النفطي والعمليات الإرهابية."
وحذرت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، من أي تصعيد عسكري محتمل في مدينة صبراتة الواقعة غربي البلاد، وقالت في تغريدة على "تويتر"، إنها "تدين الهجوم على صبراتة وتحذر من أي تصعيد محتمل. الهجوم على المنشآت المدنية وتعريض المدنيين للخطر وفي هذه الحالة جميعها أعمال يجرمها القانون الإنساني الدولي". وشدَّدت البعثة على أن العناصر في قائمة العقوبات تخضع للرقابة الشديدة، في إشارة إلى المدعو أحمد الدباشي المكنى بـ"الـعمو" وهو أحد زعماء الميلشيات المسلحة الذي تم إدراج اسمه على قائمة عقوبات أقرها مجلس الأمن مؤخرا وتبنتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، باعتباره مهربا للبشر والوقود.
وكانت مجموعة مسلحة تابعة للدباشي هاجمت مدينة صبراتة يوم الأحد الماضي، قبل أن تستعيد قوات غرفة مكافحة تنظيم داعش السيطرة على المدينة التي شهدت معارك لساعات، لقي فيها أربعة أشخاص مصرعهم وأصيب خمسة بجروح. وأعلن مجلس صبراتة البلدي في بيان أصدره أمس أن الوضع طبيعي جداً داخل المدينة، مشيرا إلى أن الدراسة سوف تستأنف. وأكد المجلس أنه تم التعامل مع المهاجمين من قبل الغرفة الأمنية والسيطرة على الموقف بشكل كامل. وفرضت الغرفة الأمنية التابعة لحكومة السراج، حظر تجول بالمدينة لحين استتباب الأمن، بينما عاد الهدوء أمس نسبيا إلى معظم مناطقها.
ودعا أحمد معتيق نائب السراج لدى لقائه أمس نائب وزير خارجية كوريا الجنوبية للشؤون القنصلية لي سانغ جين، إلى عودة الشركات الكورية لاستئناف أعمالها المتعاقدة عليها في ليبيا، خاصة في مجال الطاقة الكهربائية. وقال بيان حكومي إن الاجتماع ناقش قضية المواطن الكوري المختطف في منظومة الحساونة منذ شهر يوليو/تموز الماضي، والعمل على الإفراج عنه في أقرب وقت ممكن. ونقل عن المسؤول الكوري الجنوبي، تأكيده متابعة وتنسيق حكومته مع حكومة طرابلس لحل هذا الملف في القريب العاجل.