تحسّن ظروف المعيشة والسكن في قارة أفريقيا خلال 15 عامًا

كشفت دراسة جديدة، أن أفريقيا شهدت تحولًا جذريًا في ظروف المعيشة والسكن في المدن الحضرية والريفية على مدى السنوات الـ15 الماضية.

ووجد البحث الذي نُشر في مجلة "Nature" العلمية، بناءً على أحدث الخرائط، أن ما يقرب من نصف سكان المدن - 53 مليون شخص في جميع أنحاء البلدان التي تم تحليلها ضمن البحث- كانوا يعيشون في الأحياء الفقيرة، وتقدم هذه الدراسة، بقيادة كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، أول تقدير مُفصّل للظروف السكنية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وباستخدام أحدث البيانات المتاحة من 31 دولة، وجد الباحثون أن الإسكان قد تحّسن من خلال العديد من التدابير على مدى 15 عامًا، حيث تحسنت مساحات المعيشة بشكل كافي، وتحسّنت جودة المياه والصرف الصحي ومتانة البناء في 23 ٪ من المنازل في عام 2015، ارتفاعا من 11 ٪ في عام 2000.

وقال كبير الباحثين في الدراسة، الدكتور سمير بهات من جامعة إمبريال كوليدج في لندن "توضح دراستنا أن السكان في أفريقيا يستثمرون على نطاق واسع في تطوير منازلهم، ولكن هناك أيضًا حاجة ماسة لعمل الحكومات على تحسين البنية التحتية للمياه والصرف الصحي".

اقرأ أيضا:

عمر البشير يُصارع من أجل البقاء وسط احتجاجات تُطالب برحيله

وأضاف بهات "لقد رأينا مضاعفة في عدد الأشخاص الذين يعيشون في منزل مُحسّن بالنسبة للإحياء الفقيرة، وهذا يوازي قصص النجاح التي نراها فيما يتعلق بتنمية أفريقيا. والتي تدعمها مجموعة واسعة من الدراسات الأخرى التي تظهر أنه عندما يحصل الناس على دخل كافٍ، فإن أحد الأشياء التي يهتمون بها هو الاستثمار في تطوير منازلهم"، وتابع إن هذا التحسن سيكون له "تأثير كبير" على صحة الناس والوقاية من الأمراض، موضحا "يمكنك أن تمنح شخصًا ناموسية بمبيد حشري، لكن وجود نافذة يمكنك إغلاقها هو ما يحدث فرقًا كبيرًا".

ووجدت الدراسة أن الحاجة إلى الإسكان الملائم "ماسة" في أفريقيا، حيث يوجد في القارة أسرع نمو للسكان في العالم، ويُتوقع أن يرتفع عدد السكان من 1.2 مليار شخص في عام 2015 إلى 2.5 مليار شخص بحلول عام 2050.

وكان التحسن هو الأعلى في بوتسوانا والغابون وزيمبابوي وكانت جنوب السودان وإثيوبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية من بين البلدان التي كان التقدم فيها ملحوظًا، كما وجد الباحثون أن الإسكان المُحسّن قد يكون مرتبطًا بالتنمية الاقتصادية، فيما كان احتمال تحسن الإسكان بنسبة 80٪ بين الأسر الأكثر تعليمًا كما ضعف احتمال وجوده بين الأسر الأكثر ثراءً مقارنة بالأسر الأقل تعليمًا والأكثر فقرًا.

ويمكن أن توجه البيانات الجديدة التدخلات لتحقيق الوصول الشامل إلى مساكن آمنة وبأسعار معقولة ولتطوير الأحياء الفقيرة بحلول عام 2030، وهو أحد أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

وقالت الدكتورة لوسي توستينغ، التي أجرت العمل أثناء مشروع أطلس الملاريا بجامعة أكسفورد "الإسكان الملائم حق من حقوق الإنسان. يحدث تطور ملحوظ في جميع أنحاء القارة، لكن حتى الآن لم يتم قياس هذا الاتجاه على نطاق واسع

وقد  يهمك أيضَا:

الرئيسان السوداني والجيبوتي يصلان إلى إثيوبيا

الرئيس السوداني عمر البشير يقترب من فترة رئاسية جديدة