تل أبيب ـ سورية 24
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن حكومته مصممة على "كبح" التموضع العسكري الإيراني في سورية "حتى وإن لزم الأمر استعمال القوة". وقال إنه من المفضل القيام بذلك على الفور دون الانتظار إلى أي تطورات مستقبلية، وذلك عشية اللقاء الثامن الذي سيجمعه اليوم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للتباحث حول النفوذ الإيراني في سورية ومسألة الاتفاق النووي.
وقد وردت تصريحات نتنياهو، أمس الأحد، في افتتاح جلسة الحكومة الإسرائيلية الأسبوعية، متزامنة مع النشاط الإسرائيلي المكثف لإقناع دول العالم بضرورة تعديل وتصحيح أو إلغاء الاتفاق النووي المبرم بين الدول الكبرى وإيران في عام 2015، والتي تتصاعد مع اقتراب موعد 12 مايو (أيار) الحالي، الذي حدده الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لحسم موقفه من الاتفاق.
وكان نتنياهو قد أعلن، الليلة قبل الماضية، سيجتمع مع الرئيس بوتين، يوم الأربعاء المقبل، في موسكو، لبحث قضايا إقليمية، تتعلق بالنشاط الإيراني في سورية من جهة والنشاط النووي الإيراني المسلح من جهة ثانية. واتفق على عقد هذا الاجتماع، بعد مكالمة هاتفية أجراها نتنياهو مع بوتين، الاثنين الماضي، بعدما قدم رئيس الحكومة الإسرائيلية استعراضه للصحافيين، كاشفا "وثائق إيرانية رسمية"، خطفها "الموساد" من موقع عسكري إيراني قرب طهران، تتضمن أسرار المشروع النووية العسكري.
وأكدت الرئاسة الروسية في بيان أصدرته، الأحد، أن نتنياهو مدعو لحضور العرض العسكري الذي سيقام في موسكو بمناسبة الذكرى السنوية الـ73 للانتصار على النازية في الحرب الوطنية العظمى. ولم يكشف بيان الكرملين عن المواضيع المطروحة على أجندة المفاوضات المقبلة بين الزعيمين.
وقال نتنياهو "اجتماع هذا الأسبوع مع الرئيس بوتين، له أهمية خاصة في ضوء جهود إيران لتعزيز نفوذها في سورية ضد إسرائيل. فلقاءاتي مع الرئيس الروسي تحمل دائما أهمية بالنسبة لأمن إسرائيل وللتنسيق العسكري الجاري بين الجيش الإسرائيلي والجيش الروسي"، وأضاف أن الحرس الثوري الإيراني يواصل نقل طائرات من دون طيار وصواريخ أرض - أرض وصواريخ مضادة للطائرات إلى سورية من أجل ضرب إسرائيل في الجبهتين الأمامية والداخلية على حد سواء، من خلال الطائرات المسيرة الهجومية وصواريخ أرض - أرض ومنظومات دفاع جوي إيرانية تهدد طائرات سلاح الجو الإسرائيلي وتهدد بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط برمته. ونحن مصممون على وقف وكبح العدوان الإيراني ضد إسرائيل، حتى لو كان ذلك يشمل استعمال القوة، فالأفضل القيام بذلك الآن، فعاجلا أفضل من آجلٍ".
وتابع نتنياهو "البلدان التي كانت غير راغبة في العمل ضد العدوان الإيراني دفعت ثمنا باهظا وأثقل بكثير من ثمن استخدام القوة. نحن لا نهدف للتصعيد، ولكننا على أهبة الاستعداد لأي سيناريو، وعليه فإن إسرائيل تحافظ على حرية التحرك الكاملة للدفاع عن نفسها".
المعروف أن إسرائيل تواصل استخدام "الأرشيف النووي الإيراني"، الذي خطفه "الموساد" (جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي) من طهران، لإقناع دول العالم بأن إيران لم تقل الحقيقة وحاولت وما زالت تحاول تضليل دول العالم بشأن نشاطها النووي. وفي يوم أمس وصلت وفود استخبارية من بريطانيا وألمانيا وفرنسا لإسرائيل، للاطلاع على تلكم الوثائق والتباحث حول جديتها وأخطارها مع نظرائهم الإسرائيليين