واشنطن ـ يوسف مكي
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعمه غير المحدود للمملكة العربية السعودية، ورفض احتمالية ضلوع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي، الذي قتل في قنصلية المملكة باسطنبول، رغم ازدياد الأدلة التي تشير إلى علاقته بالجريمة.
ففي البيان الاستثنائي الذي صدر أمس الثلاثاء، والذي يبدأ بعبارة "إن العالم مكان خطير للغاية!" - يقتبس ترامب من المسؤولين السعوديين وصفه لخاشقجي بأنه "عدو الدولة".
ويبدو أن البيان المكون من 649 كلمة هو تحدٍ رئاسي لوكالة المخابرات المركزية الأميركية "CIA"، والتي توصلت تحرياتها إلى أن الأمير السعودي أمر بقتل جمال خاشقجي، فيما يدرس مجلس الشيوخ ، تشريعاً لتعليق مبيعات الأسلحة إلى السعودية من بين إجراءات عقابية أخرى. .
وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض إن وكالة الاستخبارات المركزية "لم تثبت" تورط ولي العهد السعودي في جريمة القتل ، وأنها لم تكن "حاسمة" في نتائجها. ويتناقض هذا الموقف مع تقارير متعددة تفيد بأن "وكالة المخابرات قد خلصت إلى أن الأمير محمد أمر بقتل الصحافي السعودي" الذي كان من أبرز المعارضين للسياسية السعودية حسب إدعاءاتها.
وكتب ترامب يقول: "تواصل وكالات الاستخبارات تقييم جميع المعلومات ، لكن من الممكن أن يكون ولي العهد على دراية بهذا الحادث المأساوي - ربما فعله وربما لم يفعل!".
وأضاف : "ومع ذلك ، قد لا نعرف أبداً جميع الحقائق المحيطة بقتل جمال خاشقجي. وعلى أي حال ، فإن علاقتنا مع المملكة العربية السعودية لا تزال وطيدة وهي حليف موثوق".
من جانبه، اعتبر فريد ريان، الناشر والمدير التنفيذي لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الثلاثاء، أن رد ترامب على مقتل خاشقجي هو "خيانة للقيم الأميركية".
وقال ريان، في بيان، إن "رد الرئيس ترامب على "القتل الوحشي" للصحافي جمال خاشقجي هو "خيانة للقيم الأميركية الراسخة في احترام حقوق الإنسان، وتوقع الثقة والصدق في علاقاتنا الاستراتيجية". وأضاف ريان أن ترامب "يضع العلاقات الشخصية والمصالح التجارية فوق المصالح الأميركية برغبته في مواصلة القيام بالأعمال المعتادة مع ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان".
وتابع ريان بالقول إن "وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) حققت بشكل شامل في مقتل هذا الصحافي، وخلصت بثقة عالية إلى أنه كان بتوجيه من ولي العهد. وإذا كان هناك سبب للشك في نتائج وكالة المخابرات المركزية، ينبغي على الرئيس ترامب أن يجعل تلك الأدلة علنية على الفور".
وسعى بيان ترامب ، الذي يحمل عنوان "الوقوف إلى جانب المملكة العربية السعودية" ، إلى تصوير المملكة على أنها حليف أساسي للولايات المتحدة في صراع ضد إيران ، وعميل لا يمكن استبداله بمبيعات الأسلحة الأميركية. وأكد أن خرقًا في العلاقة بين واشنطن والرياض قد يدعو إلى ارتفاع أسعار النفط.
وقال ترامب في تصريحاته للصحفيين: "إذا أردت أن ترى أسعار النفط تصل إلى 150 دولاراً للبرميل ، فكل ما عليك فعله هو افساد علاقتنا بالمملكة العربية".
وكشف تقرير مستقل جديد أن مبيعات الأسلحة الأميركية إلى المملكة السعودية تمثل أقل من 20 ألف وظيفة في الولايات المتحدة كل عام - أي أقل من 20 من زيادة التوظيف التي ادعاها دونالد ترامب.