دمشق - سورية 24
شهدت مدارس الحسكة اكتظاظًا بالصفوف ومعاناة بوصول التلاميذ إليها، والتي تُعد بعض نتائج جريمة استيلاء ميليشيا “قسد” المرتبطة بالاحتلال الأمريكي على معظم مدارس المحافظة والتي حدت من قدرة المدارس الحكومية المتبقية على استيعاب أعداد التلاميذ والطلاب المتزايدة.
مراسل سانا في الحسكة رصد حالة بعض المدارس في المدينة بعد أسبوع على بدء العام الدراسي الجديد حيث وثقت الكاميرا كيف أدت ممارسات ميليشيا “قسد” إلى حشر الطلاب في مقاعدهم الدراسية مع وجود أكثر من 70 طالباً بالصف الواحد ما اضطر بعضهم للوقوف لعدم وجود مكان يتسع لوضع أي مقاعد إضافية في وقت يسعى فيه العالم لتحقيق التباعد المكاني للوقاية من وباء كورونا.أحمد تلميذ في الصف الأول يقطع مسافة 4 كم يومياً ليصل إلى مدرسته الكائنة في تجمع مدارس مسبقة الصنع في بهو المعهد الرياضي يقول بعفوية العبارة الجزراوية “تتورم قدماي لأصل من أطراف حي غويران إلى المدرسة في مركز المدينة” فأحمد مضطر أن يذهب سيراً على الأقدام لأن حواجز ميليشيا “قسد” تمنع الآليات من نقل التلاميذ والطلاب وتفرض عليهم غرامات مالية كبيرة.
أما الطالب عمر 11 عاماً فيقول “كل المدارس في الحي استولوا عليها ولا يسمحون لأحد الاقتراب منها وحالياً نحن ندرس بأماكن بعيدة عن الحي والصفوف مكتظة وغالباً لا نجد مكاناً للجلوس في الصف”.حالة عمر تتشابه مع حال آلاف الأطفال الذين يبحثون عن المدرسة والمقعد الدراسي والألعاب والفرصة التي رسمها الأهل في مخيلتهم، ولكن ممارسات “قسد” وانتهاكاتها تقضي على أحلام الطفولة وتجعل من التعليم في المحافظة طريقاً محفوفاً بالمخاطر اليومية والصعاب وتحوله إلى رحلة عذاب يومية.
وبهدف وقف العملية التعليمية بالمحافظة وفرض أجنداتها الانفصالية تنفيذاً لسياسة الاحتلال الأمريكي الداعم لها استولت ميليشيا “قسد” بقوة السلاح وفق إحصاءات مديرية التربية في الحسكة على 2285 مدرسة لكل المراحل التعليمية في المحافظة كان آخرها قبل بدء العام الدراسي الجديد بمدة قصيرة الاستيلاء على 118 مدرسة ثانوية لتبقى فقط 179 مدرسة تديرها مديرية تربية الحسكة لكل المراحل التعليمية لتحرم بذلك نحو 100 ألف طالب وتلميذ من التعليم في انتهاك لحقوق التعليم المكفولة بالقوانين الدولية.
المعلمة نغم تقول نحن نعرف وندرك تماماً أن ميليشيا “قسد” هي من أوصل مدارس الحسكة إلى هذا الوضع الكارثي فحالهم كحال التنظيمات الإرهابية التي سبقتها كلهم حاولوا أن ينفذوا أجنداتهم بقوة السلاح وفشلوا وميليشيا “قسد” ستنتهي عاجلاً أم آجلاً ولكن لا بد من حلول إسعافية تساهم في حل مشكلة الاكتظاظ واستيعاب كل التلاميذ والطلاب في المدارس واستثمار كل المساحات المتاحة وهذا الرد المناسب على ممارسات ميليشيا “قسد”.
وكانت محافظة الحسكة بحثت مع المعنيين في القطاع التربوي خطط استيعاب كل الطلاب والتلاميذ في المدارس التي تديرها وزارة التربية من خلال إيجاد مقرات وأبنية جديدة وتجهيزها بأسرع وقت ممكن لرفد المدارس القائمة إضافة إلى منح تراخيص مؤقتة لافتتاح مدارس خاصة جديدة أو التوسع بالقائم منها وتنظيم الدوام فيها على فترتين صباحية ومسائية.
التربوي محمد الأحمد يؤكد أن غالبية التلاميذ يأتون من أماكن بعيدة يومياً بصورة تعكس إصرارهم وإصرار الأهالي على تعليم أبنائهم ضمن المدارس الحكومية التي تعتمد مناهج وزارة التربية وتحدي ميليشيا “قسد” التي تريد فرض كل شيء بالقوة فهم يعاقبون أصحاب الآليات إذا قاموا بنقل الطلاب والتلاميذ لذلك فالغالبية يأتون سيراً على الأقدام وهذا شكل عبئاً كبيراً عليهم وعلى أهاليهم الذين يضطرون لمرافقتهم من وإلى المدرسة.
وتطرح المعلمة روعة حلولاً لاستيعاب الطلاب ومشكلة الاكتظاظ التي تسببت بها ميليشيا “قسد” داعية إلى استثمار الأماكن الفارغة في المقرات الحكومية والمنظمات الشعبية والنقابات المهنية وتقسيم الطلاب إلى أفواج واستثمار التعليم الخاص ومقرات المعاهد لفتح شعب صفية واستثمار حتى المنازل ضمن الأحياء ريثما يتم حل مشكلة المدارس.هالي الطلاب اعتبروا ممارسات ميليشيا “قسد” جريمة بحق آلاف الأطفال والشباب وتهديداً لمستقبلهم داعين إلى تدخل دولي وأممي لإيقاف هذه الممارسات وفتح المدارس أمام الأطفال متهمين هيئات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان بالتخاذل وعدم التدخل أمام ما ترتكبه ميليشيا “قسد” بحق الأهالي في المنطقة والتضييق عليهم.
وبهدف التخفيف من آثار وممارسات ميليشيا “قسد” تجاه إغلاق المدارس أوضحت مديرة التربية إلهام صورخان أنه تم اتخاذ عدد من الإجراءات أهمها وضع دوام ثانٍ في المدارس الحكومية والخاصة وزيادة استيعاب الغرف الصفية وتحويل بعض المباني الحكومية إلى مجمعات تعليمية والتوسع في إنشاء الغرف الصفية مسبقة الصنع مشيرة إلى أنه يتم منح أصحاب المعاهد الخاصة أو المخابر اللغوية الراغبين بتدريس التلاميذ والطلاب في الفترة المسائية مناهج وزارة التربية تراخيص مؤقتة إضافة إلى دعم المدارس المنزلية التي يدرس فيها نحو 6 آلاف تلميذ وتزويد الأهالي بالكتب والمستلزمات الدراسية مع الاستمرار في تدريس المنهاج فئة “ب” لتعويض التلاميذ غير القادرين على الوصول إلى المدارس الحكومية الفاقد التعليمي.
قد يهمــــك أيضـــا:
بشار الجعفري يؤكد أن سورية ستتعامل مع أي وجود عسكري غير شرعي على أنه احتلال